الشخصية الواثقة الناجحة لا تخاف من الشخصيات الأخرى، بل تتفاعل وتقدم المساعدة أينما كانت، وحتى مع وجود أشخاص يعانون من صراعات عميقة الجذور، المهم هو التعامل مع الحاضر كي تستحضر دروس الماضي، وتأخذ العبرة منها لئلا تقع في أخطائها
مجدداً، عند ذلك ستكون فاعلاً وإيجابياً داخل نفسك وفي المجتمع.
إعادة النظر في مجمل الحياة، وطريقة معالجة مطباتها، أو معوقاتها التي قد تواجه الإنسان، تعني أن لا تدع الأمور السلبية والتافهة تأخذ منك مأخذاً كبيراً، بل يجب أن تترجم الأفعال والأقوال الجديد، وفق معطيات الموقف واللحظة، مع إحترام الذات الماضية، تبعاً
للأشياء الجيدة التي يحملها التأريخ عنك، وإلا فما فائدة مراجعة سجل الأحداث، ومعرفة الماضي، والوقوف على دقائقه وتفاصليه.
يستطيع الإنسان الناجح تجاوز مشكلاته، عندما يعمق صلته بباب الحياة، التي يتقدمها التوكل على الباريء (عز وجل) والثقة بالنفس، والعيش بإنسجام مع المجتمع، دون البحث في صفحات التأريخ عن ثغرات لخلق الأعداء، ثم يتم حذف كلمة مشاكل، ووضع كلمة
تحديات مكانها، فذلك يعني أنك تتمتع بنبوغ عقلي إيجابي، وكما يقال: “فإن الحياة لن تعطيك كل ما تحب، بل القناعة تجعلك تحب كل ما لديك” وكأنك تملك العالم، متذكراً بحكمة علمتني أمي إياها، وهي (رغم أن الحياة ليست أشخاصاً، إلا أن هناك أشخاصاً هم
الحياة).
دعوة الى الناس الذين لا يذكرون الماضي، أقول لهم: هناك قلوب تعشق، وقلوب تتألم، وأخرى تموت، وغيرها يحاول العيش لإمتلاكه بصيص أمل بالحياة، مستحضراً ومستذكراً تأريخه، فينظر للناس بأخلاقهم لا بألوانهم، أو بإشكالهم، ومن هنا جاء دور التأريخ ليفتح
إمامك صفحاته لتدون ما تريد، فبعض هذه الصفحات ستعلمك دروساً لا تنسى، وعبارات تختبر مدى تطورك وتفاعلك مع الحياة، وكلمات قد تزيغ بقلبك نحو المعصية، لكن هناك جملاً مهما تأملتها مراراً وتكراراً، فإنك لا تمل معناها وجمالها.
ختاماً: همس الأستاذ في أُذني قائلاً: “لابد أن تكون الأمنيات عصية حتى يصبح لها قيمة” فما أحوجنا اليوم الى أن نتذكر دائماً، ما يقوله أساتذة الحياة حينما كتبوا: تؤلمنا الأخطاء حينما نقع فيها، لكن بعدها بسنوات، فإن مجموع أخطائك ستسميها خبرة وعبرة، وفي كل
مرة ترى فيها شخصاً ناجحاً أكثر منك، إعلم أنه يفعل شيئاً لا تفعله أنت، وتأكد أن من غير المهم من أين أنت قادم، بل ما يهم هو الى أين أنت ذاهب.