فضيحة بيع أسلحة الجيش العراقي في الانبار لم تكن مفاجئة حقاً،،على الأقل بالنسبة لأهل الانبار انفسهم،،ولا يصدق عاقل انها قد تكون مفاجئة لأي احد سواء في الحكومة ام المؤسسة العسكرية ام الإعلامية،،لان الجميع يدرك بدرجات متفاوتة ان الامر متوقع لاسيما بعد الفشل الذريع في الموصل ومن قبله في الانبار نفسها،،وحيث جيش يرقد بعديده وعدته الثقيلة والخفيفة في المعسكرات وقيادة العمليات منذ اشهر مضافا اليه رجال الأمن من الشرطة المحلية والاتحادية او من تبقى منهم مع أبناء العشائر من غير ان يحصل غير للتراجع والتقهقر امام ثلة من المسلحين الذين لم يكن تسليحهم يفوق الجيش باي حال اول الامر،،وهو ما راه اهل الانبار بأعينهم،،
من هنا من الغباء ان نندهش حقاً من حصول مثل هذا الامر المخزي والمذل بحق المؤسسة العسكرية على الأقل،،لان غول الفساد في العراق بات واقع حال منذ ان تسبب الاحتلال الامريكي بحصول فراغ خطير اتبعه بالاعتماد على الفاسدين واللصوص ممن عانى بعضهم ضغط الحياة الشائكة في البلد وممن تقاطروا وجاؤوا من كل حدب وصوب لا يمت اغلبهم الى المقاومة والسياسة بأية صلة يتباكون على الوطن الذي ذبحه النظام السابق ويعرضون خدماتهم وخبراتهم في مجالات شتى لإعادة (بناء الوطن)او(العراق الجديد) لاسيما في مجالات بيع الخضار وبسطيات المسبحات والخرز والتمائم وتجارة الخردة وغيرها من التخصصات الحيوية ،،،،
ولسنا بصدد اعادة ما كتب ويكتب وقيل ويقال في وسائل الاعلام والمواقع الالكترونية الخبرية ووسائل التواصل الاجتماعي ،،لكننا بصدد التنويه الى فضيحة جديدة قديمة يعرفها العراقيون جميعا ورافقت وللأسف المؤسسة العسكرية بعد ان كانت حكرا على المؤسسة الأمنية وهي بيع المعتقلين وابتزاز ذويهم ،،ويبدو ان أفراد الجيش قد ضيعوا ما تعلموه على يد الأمريكان وتذكروا فقط ما. درج عليه هؤلاء من طريقة التعامل مع المدنيين حين تحصل مواجهة ما في اية منطقة يعمدون الى طريقة الاعتقالات العشوائية لاسيما في صفوف الشباب ،،كل الشباب،،غير ان المحرج في هذا الدرس الامريكي ان المعلم لم يكن يطالب بالرشوة لإطلاق سراح من لم تثبت ادانته وتورطه بالأعمال. الإرهابية ،،كما يفعل الطلاب العراقيون البررة،،ولمن لا يعرف وصلت الأسعار في الانبار الى مبالغ خيالية يطالب بها سماسرة العسكر لاسيما لمن تم التحقيق معهم وصدرت أوامر إطلاق سراحهم وتم التحفظ عليهم اما من قبل ضباط معروفين يعدونهم بضاعة او بدل خطورة عن خدمتهم في المناطق الساخنة او من قبل جهات معروفة في الانبار من بعض الذين يتصدرون المشهد بسبب مقاتلتهم للإرهاب او حملهم السلاح ممن يضعون شتى الرتب المزيفة،،ويعرف الجميع هنا كيف يطلق سراح أناس متورطين بذبح الأبرياء وزرع العبوات وتهجير العوائل بعد ساعات من اعتقال قوات مكافحة. الارهاب لهم،،ويبقى من لاذنب لهم رهن الاعتقال ،،
ينبغي الاعتراف اولا بدرجة الانحطاط والخسة الذي وصل اليه الكثير ممن نسميهم (البعض) ممن يضعون ايديهم بيد الحكومة قبل ان نتحدث عن مصالحة او نزاهة او محاربة فساد ،،نعم المعركة مع الفساد تبدو جيدة لكنها شرسة وأخشى ان يتسع الخرق على الراقع فلا نرى خاتمة حسنة لهذه الجهود،،
وانا باسمي اخت احد معتقلي الجيش الذين صدر امر إطلاق سراحهم وتتم المتاجرة بهم والمساومة عليهم وباسم كل عوائل المعتقلين. الذين ياسوا من صلاح الفاسدين في بلدة تتنفس الرشوة وينخر الفساد في مؤسساتها وتئن تحت وطأة النزوح والتشتت ويُعبث في ارضها الفاسدون والخارجون عن القانون أناشد رئيس الوزراء اولا ووزير الدفاع ثانيا ومن تبقت في راسه ذرة غيرة من مسؤولي الانبار ان ينظر في محنة هؤلاء ،،ان لم يكن رفقا بمن هم أمناء على حقوقهم فعلى الأقل لكي لا تخسرهم الدولة ويكونون قنبلة موقوتة يفجرها الإحساس بالظلم لاسيما ان كان المظلوم ممن خدم مجتمعه وكان يحتل فيه مكانة مرموقة موظفا او معلما للجيل او عاملا نذر عمره لخدمة وطن فشل في انصافه ،،
احمد ومن معه من شباب الانبار الأبرياء (فقط)في رقابكم جميعا وثقوا ان بقاءهم في معتقلهم ظلما عار يثلم شرف القانون العادل الذي تسعون الى رد الاعتبار اليه،،