23 ديسمبر، 2024 5:39 م

بعد اكثر من احد عشر عاما على الاحتلال الامريكي للعراق ,و بعد التصديق على دستوراً شُرع تحت مضلة الاحتلال و استغلالاً لجهل الشعب انذاك , و بعد اكثر من ثمانية اعوام من الحكومات المتعاقبة لحكم العراق , و بعد الاف القتلى و الارامل و الايتام و الثكالى , و بعد ضياع مليارات الدولارات من اموال العراق بين السرقة و الاختلاس و ديون لا اساس لها , و بعد تأسيس مئات الاحزاب السياسية منها و الطائفية و القومية المتعصبة , لا زال البعض يعتقد ان العراق يسير في الاتجاه الصحيح , و ان التحول الذي مر به العراق ليس من السهل تجاوزه بيوماً او يومين , و ان اللذين قتلوا انما هم شموعاً تنير درب الحرية و الديمقراطية !, و ان الايتام اللذين تركوا بلا معيل اللذين مدارسهم بحثاً عن لقمة العيش هم قادة المستقبل !, و ان الاموال التي اهدرت قليلة اذا ما قورنت بما يمتلكه العراق من ثروات , و الغريب ان من يروج لمثل هذه الاكاذيب هي ذاتها الاحزاب التي تشارك اليوم في حكم العراق , خصوصا و ان الجميع(احزاباً و سياسيين) اليوم تبوأ مقعده الذي لن يتنازل عنه , و تقاسموا الثروات كلاً حسب اجتهاده و نضاله ضد هذا البلد و شعبه.

لم يتبقى على الانتخابات البرلمانية سوى اياماً قليلة , و التي قد تكون نهايةً لهذه الحقبة المظلمة من تأريخ العراق , و نهاية لسياسيين استغلوا كل مقدس و غالي و نفيس , في سبيل البقاء في هذا المنصب او ذاك , او قد ستكون استمراراً لها بما فيها من ويلات و مأسي كلفت العراق الكثير , كل ذلك يرجع الى ارادة و عزيمة من يهمه الامر , الذي يملك اليوم مفاتيح التغيير و الانطلاق نحو الحرية و الديمقراطية الحقيقيتين , و بناء وطناً طالما حلم به , و اراد ان يكون جزءاً في عملية بناء , و ان ينهي حالة الفوضى التي اجتاحت العراق و لا تزال , و تجفيف انهر الدم , و احقاق الحق و تطبيق القانون على الجميع دون تمييز , او حصانة لاحد , و منع اصحاب النفوس المريضة اللذين اقل ما يمكن ان يقال عنهم انهم خونة , و مجرمين , بحق الوطن و بحق الشعب الذي ائتمنهم , من استغلاله مرة اخرى.

فالى من يهمه الامر (رجالاً و نساء , شيوخاً و صغاراً) , بعد انكشفت لك الحقيقة , و صرت تعرف من خان الامانة , و من كان سبباً في تدمير العراق , و قتل شعبه , و سرقة امواله , و من كان سبباً في جعل العراق منتهك السيادة و القرار , وبعد ان تبين لك ان الاحزاب التي تتسابق لخدمتك هذه الايام من اجل نيل رضاك هي ذاتها التي خدعتك في الماضي , فأن كنت ترغب و تحلم و تريد بناء وطناً حراً , قوياً , متقدماً , متطوراً , لا تمييز بين ابنائه, على اسس طائفية , و قومية , فعليك ان تنهض بكل قوة و عزيمة و اصرار , تضع بين عينيك احد عشر عاماً من الظلم و الطغيان و الفساد , و وطن ضاع بين المزايدات السياسية , و شعباً صار وقوداً لنار الارهاب , فالفرصة اليوم بين يديك و صوتك هو سلاحك ضد  من سرقوا اموالك , و احلامك , فأحسن استخدامه ,خدمة للعراق و لنفسك , و للاجيال القادمة.