19 ديسمبر، 2024 12:02 ص

الى من يعنيهم الامر…البصرة تنتصر للموصل…قبل مائة عام

الى من يعنيهم الامر…البصرة تنتصر للموصل…قبل مائة عام

تتسارع الخطى من اجل تحرير الموصل الحباء…موصل اشور والتاريخ الباذخ..موصل الانبياء والصالحين..موصل الجوامع والماذن..موصل الكنائس والاديرة العتيقة التى منها وعبرها انتشرت المسيحية فى العالم..موصل العلم والادب والفن…,من نير البرابرة الجدد الذين لم يشهد التاريخ مثيلا لهمجيتهم ووحشيتهم..والفرج قريب باذن الله…والنصر قادم..وان غدا لناظره قريب….كما هو معروف فان الدولة العراقية الحديثة التي اسست سنة 1920 ضمت جميع الالوية (المحافظات) الحالية ,قبل تقسيم البعض واستحداث محافظات جديدة ,عدا الموصل…فقد كان امر مصيرها من الناحية القانونية غير محسوم في نزاع بين المملكة العراقية وتركيا التي طالبت ولاتزال بها..!تنازل الفرنسيون عن الانتداب عليها للانكليز بعدما خضع العراق للانتداب البريطاني لغاية استقلاله سنة 1932 واثير النزاع حولها في عصبة الامم ودافع رجال العراق الحديث عن عراقية الموصل بكل ضراوة ومن تتاح له الفرصة للاطلاع على وثائق عصبة الامم وما قدمه رجال العراق من ادلة ووثائق ودفوع تعزيزا لعراقية المدينة,سينحنى اجلالا لاولئك الرجال…بحثت العصبة النزاع وزارت لجنة منها الحدباء واستطلعت اراء اهلها وفيما بعد اصدرت العصبة قرارها بعودة الموصل الى المملكة العراقية سنة 1925 وهكذا كان..
منذ سقوط النظام السابق والاصوات تتعالى بين الحين والاخر بضرورة تقسيم العراق قوميا وطائفيا لاستحالة العيش المشترك  هكذا يقال تبريرا للتقسيم ,وذاك امر لايرفضه جيلنا الذي تربى على حب العراق الواحد الموحد  فقط بل لا يستسيغه او يفهمه..فقد عشنا قرونا طويلة بعد اخرى سوية في عيش مشترك امن اديان وطوائف ومذاهب وقوميات لم تشهد حروبا طائفية او قومية او دينية  ,ولعل البصرة خير مثال على ذلك فقد عاش بها المسلمون سنة وشيعة والمسيحيون بكافة طوائفهم والصابئة ناهيك عن من هم من غير ابناء البلد من هنود وسيك  وغيرهم  اخوة واصدقاء ولازال الباقي منهم كذلك وسيبقون مهما كانت العاديات…ما ساقدمه من وثيقة بصرية لاتعني ترجمة لواقع الالفة والمحبة والاخوة بين ابناء الوطن الواحد كما كانت فقط بل دليلا مهما على الاصرار على الابقاء على العراق المتنوع الواحد قدمته البصرة بكل طوائفها قبل قرن من الزمان انتصارا للموصل الحدباء ولعراقيتها ..
بتاريخ 7-2-1923 وفي خضم النزاع على عائدية الموصل بين العراق وتركيا,تنبري البصرة,دون الالوية العراقية الاخرى,اذ لم اجد ما يماثل هذه الوثيقة من اي منها, للانتصار للموصل ..
بعث مجلس بلدية البصرة البرقية التالية لرئيس  الوزراء:(لحضرة رئيس الوزراء الافخم بغداد..نحن رئيس واعضاء مجلس بلدية البصرة نحتج كمال الاحتجاج لدى المقامات العالية على اي فكرة تقضي بفصل ولاية الموصل من جسم العراق العربي التي هي من اهم اعضائه لانها ولاية عربية ولم تزل جزء لا يتجزى(هكذا النص)من مجموع العراق العربي وانفصالها يعد ضربة قاضية على الوحدة العربية وسلامة البلاد من وجهاة(هكذا النص)عديدة وانا نطلب من عصبة الامم  النظر في هذه المسئلة الحيوية وعدم اعطاء اي مجال لاءي فكرة تخالف العدل والانصاف ولنا مزيد الثقة بالمراجع العالية بان تمثل شعورنابكل شدة متناهية لدى الدول ذات الشان وتمنحنا حقنا الصريح في حفظ وحدة العرب وقوميتهم الموعودين بها توطيدا للسلام العام..
موقعون الاعضاء: يوسف عبد الاحد , عبد الكاظم الشمخاني ,عبد السيد العويد ,الحاج محمد الاصيبعي ,الحاج منصور العمار , جدنا الحاج حسين العطية ,يوسف السالم البدر , رئيس البلدية احمد نوري باش اعيان.)…بقياسات اليوم الطائفية فان الموقعين واحد مسيحي واثنان سنة وخمسة شيعة..!.
ترى ماذا دفع هؤلاء البصريين للدفاع عن عراقية الموصل قبل قرن من الزمان ببرقيتهم المذكورة غير حبهم لوطنهم ورفضهم لتقسيمه واي تفرقة بين ابنائه؟؟.
ستتحرر الموصل وتعود للعراق قريبا باذن الله..وبهمة العراقيين جميعا..بعد التحرير امل ان يقوم ابناؤها الغيارى باعادة النظر بالكثير من الامور التي لا اود الخوض فيها والتجربة المريرة التي عاشتها الموصل لاكثر من سنتين يجب ان تكون حافزا لها لكي تعود للعيش الامن المشترك بين طوائفها المختلفة دونما تفريق بين دين واخر ومذهب واخر فنحن اولا واخيرا ابناء العراق الواحد وخيمته الكبيرة تتسع لنا جميعا.
لاولئك الرهط من البصريين الذين ارسلوا هذه البرقية الرحمة والمغفرة وجزاهم الله خيرا عما فعلوا لاجل وطنهم….ولكل العراقيين وخصوصا لابناء الحدباء العزيزة كل التحية واقول للجميع هذه هي البصرة وستبقى…