((انما المؤمنون اخوه فاصلحوا بين اخويكم )) شكلت زيارة السيد مقتدى الصدر الى المملكة السعودية والامارات العربية المتحدة هجمة محمومة ومسمومة من على مواقع التواصل الاجتماعي من الداخل والخارج كون هذه الزيارة اغاظت تجار الحروب الذين يعتاشون على الطائفية الدولية العابرة للحدود بعد ان لم تكتفي بالطائفية المحلية … فالى هؤلاء المعترضين الذين لا يهمهم الخراب والدمار والموت الذي يلحق باطفال العراق واليمن وسوريا … ان كانوا متدينين نذكرهم بقوله تعالى ((اذهبا الى فرعون انه طغى قولا له قولا لينا لعله يتذكر او يخشى ))وهو فرعون الكافر مدعي الربوبية وسبحانه يطلب من النبي موسى ع محاورته وفتح قنوات معه فكيف بالسعودية والامارات وهي في كل الاحوال بلدان اسلامية مجاوره للعراق ونذكرهم ايضا بقصة نبينا يوسف ع مع اخوته الذين ارادوا قتله ختمها بالتسامح ((لا تثريب عليكم اليوم ساستغفر لكم ربي ))وايضا نذكرهم بصلح النبي ص مع مشركي قريش المسمى بصلح الحديبية وكيف ان المنافقين من المسلمين ايضا لم يقتنعوا بهذا الصلح بحيث وصفوه ((بانه يريد بنا الدنية )) ونذكرهم ايضا بصلح الامام الحسن (ع) مع معاوية وكيف وصفه السذج من قومه ((يا مذل المؤمنين )) كما ان هذه الزيارة حظيت بمباركة المرجعية الدينية كونها الى من تصفهم ((انفسنا)) فليس غريبا السير على خطى الانبياء والائمة المعصومين والمرجعية وان يكونوا لنا اسوة حسنة وحجة علينا علاوة على ذلك فان المملكة السعودية صاحبة الدعوى الاولى قدمت اعتذار على لسان ولي العهد من خلال اعترافها بالخطا في التعامل مع القضية العراقية كما ان الزيارة جاءت بعد الانتصارات العظيمة على داعش واخواتها فلا تعتبر انبطاحا كما يعبرون ونستطيع ان نلمس ثمار هذه الزيارة وبانها تفتح صفحة جديده للعلاقات من خلال المعاملة الحسنة التي يتلقاها الحجاج العراقيين كما جاء على لسان المتحدثين وما شاهدناه بالتلفاز والتي لم يسبق لها مثيل بتاريخ العلاقات العراقية السعودية ….. ونستطيع كذلك ان نلمس اثار الزيارة الى الامارات المتحدة من خلال ان قناة دبي الاماراتية عرضت ولاول مرة مسلسل خيبر الذي يظهر الدور التاريخي لامير المؤمنين الامام علي ع في بدايات الاسلام الاولى….كما ان هذه الزيارة لم تعد انبطاحا ايضا كونها جاءت تلبية لدعوة من الجانب السعودي والاماراتي وبطائرة ملكية واميرية خاصة ذهابا وايابا ….علاوة على ذلك فان الله سبحانه يامرنا بالجنوح للسلم كونه افضل من الاحتراب قال تعالى ((فان جنحوا للسلم فاجنح لها )) كذلك نذكر ان هذه الزيارة لا تعني الاستخفاف بالدماء العراقية كما وصفها البعض بل هي تخفيف حدة الاحتقان الطائفي وايقاف نزيف الدم الذي اصبح يشكل رافدا ثالثا في عراقنا الجريح….وصدق الشاعر. حين قال …..ان يحسدوك على علاك فانما ………..متسافل الدرجات يحسد من علا ….ونامل ان تستمر هذه الدعوات والزيارات الى جميع الدول العربية الاسلامية مما يعني ان بدايات التقارب المذهبي قد ظهرت وعودت العراق الى الصف العربي قد اينعت ……وانفراج الازمة وتحقيق الاستقرار والامان قد اثمرت بعونه تعالى وحمى الله العراق واهله