ذكرت في مقالتي السابقة إن الفاسدين سيعودون ويجثموا على صدور الشعب العراقي مرة أخرى ولم يعجب رأيي الكثيرين بسبب طغيان نشوة التفاؤل المفرط لدى الكثيرين بحدوث تغيير بعد هذه الانتخابات … التفاؤل الذي أنسى المتفائلين بأن العراق بلد محتل ومسيطر عليه من قبل إيران ومن يحكمونه لن يسمحوا بأن يشاركهم احد في غنيمتهم .!
وبعد نكبة العراق في الثلاثين من نيسان وتصدر الفاسدين مرة أخرى للمشهد السياسي لأربع سنين عجاف أخرى … اثبت من إنتخب نفس الوجوه التي جلبت الخراب والدمار والتشرذم للعراق إنهم عشاقٌ للذل والخنوع ومن فاز بأصواتهم هم أهل لحكمهم وهم أهلٌ لهم .. فهنيئاً مريئاً .
ووفق أخر الأخبار شبه المؤكدة لتصدر قائمة السيد المالكي القوائم الفائزة بالانتخابات وبهذا تضاعفت حظوظه بالظفر والفوز بولاية ثالثة .. اللهم إن شاء ولاة الأمر غير ذلك , فأن المالكي إن عاد وجلس على كرسي رئاسة الوزراء مرة أخرى سيبدأ بمعاقبة أعداءه واحداً تلو الأخر وسيبطش بهم بطشاً لمحوهم من الخريطة السياسية المستقبلية للعراق ولتهيئة الظروف المناسبة له ولأقربائه وأحبابه لحكم العراق إلى ابد الآبدين..!! فالانتخابات الأخيرة قد أفرزت له الصديق من العدو وأول من اثبت عداءه له ( من وجهة نظره) هي المرجعية الشيعية في النجف الاشرف فقد كانت بفتاواها الأخيرة وحث الناس على التغيير وعدم انتخاب المالكي كانت حجر العثرة في طريق طموحاته للحصول على الأغلبية البرلمانية التي تسمح له بإخضاع البرلمان والسلطة التشريعية لسلطانه حيث سيقوم المالكي بتهميش دور المرجعية تدريجياً واستبدالها إن تطلب الأمر ذلك بمرجعية جديدة معلبة ومصدرة من إيران ( مرجعية الشهرودي ) تفتي بما يشاء ولمن يشاء من خارج الحدود .!!
ثم يبدأ بمعاقبة المنافسين له من داخل البيت الشيعي ( المجلس الأعلى والتيار الصدري ) بعد أن اشترى الكتل الصغيرة ( بدر- الفضيلة – الجعفري ) سيستخدم مع الكبيرة سياسة القضم قطعة قطعة …. سيقوم بشراء من يمكن شراءه وهي أسهل طريقة لضمهم إلى جانبه ويجتث من الحياة السياسية من يستعصي شراءه بمساعدة ومباركة المحكمة الاتحادية والسيد مدحت المحمود ..!
وبعدها يعود لممارسة هوايته المحببة بمحاربة المناطق ( السنية ) في غرب العراق لإلهاء القطعان البشرية التي انتخبته بمحاربة ( داعش ) وكسر شوكة الخطر الوحيد على النظام الحاكم الجديد..!!
الا المقاومين بحكمة للخضوع لسلطانه أي الأكراد فقد حصنوا أنفسهم جيداً من عوادي الزمن وتمكنوا بسياستهم الحكيمة من تكوين علاقات دولية ممتازة مع الكثير من الدول المؤثرة في العالم والمنطقة برغم بعض التصدعات في جبهة الطالباني ومحاولة المالكي تقريب بعض الكتل الكردية الى جانبه , لكن الأكراد يراهنون على وحدة الصف الكردي والحس القومي لسياسييهم ومواطنيهم وينجحون في ذلك دائماً عكس الفصائل العراقية الأخرى التي دائماً تبحث عن الغنائم والمكاسب الآنية على حساب وحدة واستقرار العراق وشعبه .
هناك فرصة واحدة لإزالة المالكي ..إن تضافرت وتوحدت جهود الجميع لازالة دكتاتور صغير لازال يحبو …. إنها الفرصة الأخيرة إن فاتت وتولى المالكي مرة اخرى على رقاب القوم وظفر بمن كانوا يقفون امام طموحاته فانه سيبطش بهم ويمزقهم والعراق والشعب إرباً إرباً .