نرجو من محكمتكم الموقرة اصدار مذكرة ” منع سفر ” بحق التالية اسمائهم لاحتمال اشتراكهم في جريمة قتل الحسين بن علي بن أبي طالب و ٧٦ شخص من بني هاشم. المتهمون هم : 1. علي بن أبي طالب .. 2. معاوية بن أبي سفيان .. 3. الحسين بن علي بن أبي طالب .. 4. زينب بنت علي بن أبي طالب .. 5. حاكم الكوفة ابن زياد .. 6. القائد العسكري للكوفة عمر بن سعد بن أبي وقاص .. 7. يزيد بن معاوية بن أبي سفيان …. كذلك نطلب من السيد قيس الخزعلي ” ولي دم الحسين ” متابعة الموضوع مع المحكمة ومحامي الدفاع !!
في عام الجماعة سنة ٤٠ هجري تنازل الخليفة الخامس ، الحسن بن علي بن أبي طالب عن الحكم الى والي بلاد الشام معاوية بن أبي سفيان الذي اصبح خليفة المسلمين السادس واستمر يحكم لمدة ٢٠ سنة من دمشق الأمة العربية والإسلامية التي امتدت في ثلاث قارات (اوروبا – اسيا – افريقيا) …. غادر الكوفة جميع آل علي و آل عقيل وآل جعفر وآل العباس الى مدينة الرسول ولم يعودوا الى الكوفة إلا بعد ٢١ سنة ، اكرر إلا بعد ٢١ سنة (أوائل سنة ٦١ هجري)، أي بعد وفاة معاوية واستخلافه ابنه يزيد عندها توجه الحسين و٧٦ شخص من آل علي و آل عقيل وآل جعفر من المدينة الى الكوفة ، وقد سبقهم اليها بعدة أيام مسلم بن عقيل.
نعتقد ان حظوظ المتهم معاوية بن أبي سفيان للحصول على براءة من المحكمة تكاد تكون معدومة لأن لولا قراره الخاطئ والغير مسؤول بجعل الخلافة بالتوريث لما ثار الحسين ، وبالتالي لما حصلت مجزرة كربلاء … فالحسين بقى ٢٠ سنة تحت حكم معاوية ولم يتمرد على النظام ; بل لم يخبرنا التاريخ ان الحسين كتب يوماً قصيدة شعرية أو نثرية تذم ” النظام ” !
وماذا عن المتهم علي بن أبي طالب ؟ فالجريمة وقعت بعد ٢١ سنة من قتل علي بن أبي طالب ; فلماذا اذاً ورد اسمه في قائمة المتهمين ؟؟ … عندما ذهب خبير التحقيق الجنائي وفريقه الى مكان الجريمة في صحراء كربلاء وجدوا ” بصمات ” كثيرة لعلي بن أبي طالب قرب جثث القتلى !! …. وجدوا جثة الحسين وقد قتله قائد المشاة السابق لجيش علي ، الشمر بن ذي الجوشن وقد قطع رأس الحسين عن جسده الطاهر … كذلك وجدوا جثة الطفل الرضيع ابن الحسين وقد اخترق رقبته الشريفة سهم قاتل اطلقه حرملة بن كاهل الأسدي ، قائد الرماة السابق في جيش علي بن أبي طالب في الكوفة !!… التفت فريق التحقيق يميناً وشمالاً فوجد قوة عسكرية كبيرة في جيش ابن زياد لعنه الله يقودها (محمد وقيس) ولدي قائد الميمنة في جيش علي بن أبي طالب في صفين ، الأشعث بن قيس زعيم كنده الذي ترك علي وجيشه احتجاجاً على اصرار علي الاستمرار في القتال ، الذي وصفه الأشعث بن قيس حينها بأنه إن استمر فسوف تنقرض العرب .. محمد بن الأشعث بن قيس هذا جاء الى كربلاء ومعه ١٠٠٠ فارس لقتال الحسين !! … بل حتى وجود عمر بن سعد بن أبي وقاص في جيش ابن زياد ” شمَّ ” فيه فريق التحقيق ” رائحة ” امتعاض قائد معركة القادسية سعد بن أبي وقاص من سيطرة قتلة الخليفة عثمان بن عفان على مدينة الرسول وعلي هو الخليفة في المدينة ، فاعتزل حينها سعد بن أبي وقاص المشهد ” السياسي ” كلياً ..
ذهبنا لنبحث في التاريخ فوجدنا شيء عجيب .. انه في ال ٢٠٠ سنة الأولى من ظهور الاسلام لم يتمرد قائد عسكري على خليفة المسلمين عدا في عهد الخليفة علي بن أبي طالب حيث تمرد عليه ثلاث قادة عسكريين على الأقل .. فعادوا هم وأبنائهم بعد ٢١ سنة لينتقموا من علي في ابناءه !!! … لذلك نعتقد ان مهمة فريق الدفاع عن علي بن أبي طالب سوف تكون صعبة للغاية ..
ملاحظة خارج النص : لا يحق ابداً لفريق الدفاع أن يستخدم ” الحديث ” المنسوب للرسول (ص): “علي مع الحق والحق مع علي” لأن علي كان لا يؤمن بهذا الحديث ، فهو القائل : اعرف الحق تعرف أصحابه ، لا يعرف الحق بالرجال ولكن يعرف الرجال بالحق !!! … في الحلقة القادمة سوف نناقش بشكل علمي دور بقية المتهمين في حصول تلك المأساة.