اعتقد ان هذا المثل العربي القديم هو افضل مجسد يجسد واقعنا اليوم حيث نحن نمثل البعير والتل هو الاوهام والخرافات وعبادة الاشخاص وتفضيلهم على الله ودين الله وانبياءه ,الخرافات التي تكدست واصبحت تل فرفعت البعير فوقها , ومن هذه الخرافات هو عدم ايمان الامه بنفسها بعدما توهمت ان السكوت والسير خلف من يعتبرون انفسهم ابناء الله حل للازمة لكنه في الوقت نفسه حل ترقيعي مايلبث ان تمر عليه فترة ويتعفن لان متطلبات الامه اكبر من الحل الترقيعي فتفوح الرائحه ومشكله اخرى من يكون متأقلم مع العفن لايشم رائحته ! وبالتالي هم يعتقدون انهم يمثلوا الورثة الحقييقين لله واعتقدوا ان لدى الله قطيع من النوق فقسمه على اولادة ! قبل ان يموت !!,
تثور الشعوب وتطلق صرخات الويل على الحكام وتتوعد بمحاسبتهم وتتمنى تطبيق حلمها الكبير بدولة تحفظ للانسان كرامته ! وبعد سقوط الحاكم يبدأ صراع بين المعارضة”الثوار” نفسها وينقسم حلمهم على نفسه فيصبح تيار محافظ وتيار متحرر وفي نفس كل تيار يبدأ انقسام خيطي يؤدي الى تشكيل تكتلات داخل الجماعة الوحدة تتصارع على انزال البعير وبعدها يدخل البلد في دوامه من الصراعات السياسة وتحدث مناوشات بين الاذرع العسكرية وينقسم الشعب مثلما انقسم اربابه لان الناس على دين ملوكهم وتصعد البعران مرة اخرى تلة اعلى وتتفاقم المشكله اكثر وتزداد تعقيدا , وهناك من يسمون انفسهم قيادات وماهم بقيادة تستطيع ان تقود غير قطيع اصابه الجوع الفكري فيشبعه أي فكر ! وتتبجح بعض هذه القيادات ان السواد الاعظم من الشعوب تثق بها ثقة عمياء والحمد لله يشكرو الله على نعمة العمى هذه انهم يعتبرون العمى قسمة الله التي قسمها للامه فلايجوز علاجها والبحث عن طبيب او دواء لعلة العمى .
ونعود لبعيرنا الذي فوق التل الذي لا يستطيع النزول الا باشارة من سيد راعي البعير بعبارة انخ بعيرك لا تغير يطرء على حال البعير بعدها سوى الجلوس بعد القيام وقيام بعد الجلوس فثوراتنا مجرد جلوس وقيام اذا وعلى نفس التل !!, ان المشكله التي تقع فيها شعوبنا وحتى النخب منها هي اذا جاء شخص وتصدى للقياده لانملي عليه فقط هو من يملي علينا ويقنعنا بشعارات بالونيه تنفجر بمجرد ملامسة حرارة المشاكل المستعصيه وبدورنا نبرر الاخفاق بحل المشكله بل نحول هذا الاخفاق الى مناقب ونعتبرهه انتصار وتحدي وهذا ناتج لعدم فهم الامه لدورها الرقابي اتجاه من يقودها فهي تنازلت عن دورها منذ ان تخلت عن ثوابتها التي وضعها الرسول واهل البيت كي لايظلوا من بعدهم لكنهم ظلوا و تجد حتى من يؤمن بان الرسول محمد ص قد وضع وحدد المسار فانه يؤمن به قلبيا لاعقليا وتراه يفسره حسب مصلحته ويعيبون على معاوية ويزيد المسكينين ! حبهما للسلطان ويبررون لأنفسهم تحويل الامه الى قطيع من النوق التي لاتميز نفسها هل هي بعير ام ناقة !.
يبثون اشاعة في قطيع البعران ان عملية البحث عن مكان للعشب غير التله يعرض القطيع لخطر الافتراس من قبل الذئاب انهم يريدون من الامه ان تبقى بعير ولاتعلم انها ناقة ! فهم يتلاعبون بالالفاظ ويقدمون ويأخرون وايظا يريدون من الناقة ان تكون وجبة غداء دسمة لهم والحليم تكفية الاشارة فمن يريد ان يبقى بعيرا فاليبقى فوق التل ومن لايريد ان يبقى بعير فاليترجل من على التل فان الارض واسعة! والارض مليئة بالقادة .
[email protected]