23 ديسمبر، 2024 3:11 ص

الى متى ستسبح إيران ضد التيار؟

الى متى ستسبح إيران ضد التيار؟

يلفت النظر کثيرا المحاولات المستميتة التي يبذلها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانيـة من أجل أن يستمر على نهجه المشبوه المخالف والمعادي بمختلف الاتجاهات وعلى الاصعدة المتباينة، وهو بذلك أشبه مايکون کالسابح وبإصرار ضد تيار يتعاظم ويشتد ضده ولايبدو إن هذه الحالة ستستمر طويلا.
الاوضاع الداخلية المزرية في إيران والتي تتوضح تأثيراتها بالغة السلبية على الحياة المعيشية للشعب الايراني، يعلم الاخير جيدا بأن من أهم أسبابها التدخلات السافرة التي يقوم بها هذا النظام في الشٶون الداخلية لبلدان المنطقة، وحتى إن وصول الامر أحيانا الى أن يهتف الشعب شعارات ضدها وبصورة غير عادية يدل على إن الشعب لم يعد مستعدا أن يدفع ضريبة سياسات النظام المعادية له.
ماقد کشف عنه التقرير الاخير لوزراة الخارجية الامريکية بخصوص أن إيران أنفقت خلال ثمانية أعوام الماضية أكثر من 18 مليار دولار لدعم الإرهاب في العراق وسوريا واليمن، وأفاد التقرير الذي أعدته مجموعة العمل الخاصة بإيران في وزارة الخارجية الأميركية، أن نظام طهران، ومن خلال فيلق القدس، نقل هذه الأموال بطرق ملتوية إلى الميليشيات والجماعات التي تقاتل نيابة عنه في دول المنطقة. ومن الواضح إن نشر هذا التقرير المدعوم بالوثائق والادلة والمستمسکات وإشارته الى استمرار إيواء إيران لأعضاء تنظيم القاعدة وتأمين الإقامة والمرور لهم، مما مكن التنظيم من نقل المقاتلين والأموال إلى سوريا ومناطق في جنوب آسيا. وکذلك ما اسماه السلوك المدمر لايران في المنطقة من خلال تمويل ودعم الإرهاب وبرنامج الصواريخ والالتفاف على العقوبات والتهديدات البحرية والأمنية وانتهاكات حقوق الإنسان والأضرار البيئية، سوف يلفت أنظار الشعب الايراني أکثر الى الوجه الحقيقي البشع للنظام الايراني ويحفزه أکثر للإستمرار في نشاطاته وتحرکاته الاحتجاجية وتصعيدها، خصوصا وإن بلدان وشعوب المنطقة تعاني من هذه التدخلات وتقف ضدها وتطالب وبإصرار بإنهائها.
مع إقتراب العد التنازلي لتنفيذ الحزمة الثانية من العقوبات الامريکية ضد النظام الايراني في نوفمبر/تشرين الثاني القادم، وتزايد الضغوط المختلفة عليه، فإن تدخلاته ستصبح بمثابة الوبال عليه لأنها مرفوضة على کل الاصعدة، أي من جانب الشعب الايراني نفسه وشعوب وبلدان المنطقة ومن جانب المجتمع الدولي عموما والبلدان الغربية خصوصا، والاهم من کل ذلك إن الاحتجاجات الداخلية المتصاعدة التي تتزامن مع بروز إستثنائي لدور المقاومة الايرانية في داخل إيران وتأثيراتها على الشارع الايراني، يمنح لسير الاوضاع سياقا غير آمنا بالبنسبة للنظام الذي أصبح الان في موقف صعب وخطير لايمکن أن يحسد عليه أبدا.