على أثر توزيع تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول النظام الإيراني على الأعضاء، أعرب التقرير عن قلقه الشديد من عدم استجابة هذا النظام لحالات الغموض لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتصريح مدير الوکالة، رافائيل غروسي في مؤتمر صحفي “توقعاتي من رد النظام الإيراني لم تتحقق. نحن نواجه حكومة لديها برنامج نووي طموح وقريبة جدا من استخدام اليورانيوم لغرض عسكري”. وشدد على أن “ما يحدث هو أمر خطير للغاية”، فإن الذي يبدو واضحا من کل هذا بأن الصبر الدولي على اسلوب الخداع والکذب الذي يتبعه النظام الايراني في تعامله مع المجتمع الدولي، بدأ ينفذ، ولاسيما وإن النظام الايراني يماطل في الاجابة على أسئلة الوکالة بخصوص جزيئات اليورانيوم التي تم إکتشافها في 3 مواقع للنظام منذ 3 أشهر.
تقرير الوکالة الدولية للطاقة الذرية والذي سلط الاضواء لأول مرة على النوايا المشبوهة للنظام الايراني وعدم جديته في المفاوضات الجارية معه بشأن برنامجه النووي، الى جانب تصريحات مدير الوکالة، رافائيل غروسي، تٶکد بأن کل ماقد بذله المجتمع الدولي من جهد مع هذا النظام من أجل ثنيه عن مواصلة نشاطاته السرية من أجل حيازة الاسلحة الذرية لم يأت بثمار وإن هذا النظام قد تمکن بصورة وأخرى من خداع المجتمع الدولي وممارسة الکذب معه، ولاريب فإن ذلك يعني من ضمن مايعني إن الاسلوب والطريقة التي إتبعها المجتمع الدولي مع هذا النظام اسلوب فاشل وغير مفيد بالمرة وإن عليه أن يبحث عن اسلوب أجدى وأکثر فعالية وتأثيرا قبل أن يفوت الاوان.
الاحتمالات التي يمکن أن تنجم وتتداعى عن تقرير الوکالة الدولية للطاقة الذرية أعلاه، متباينة ولاسيما من حيث إحالته لمجلس الامن الدولي وماسيشکله من نتائج خطيرة على النظام خصوصا مع إمکانية تفعيل الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة ضد النظام الايراني، هذه الاحتمالات تتزامن مع أوضاع دقيقة وحساسة يمر به النظام الايراني على مختلف الاصعدة وإن مايقوم به خلال هذه الفترة تحديدا يدفع للکثير ليس من الظن السئ تجاهه فقط بل وحتى الاعتقاد الراسخ بأن النظام يمضي قدما نحو إنتاج القنبلة النووية، ولذلك فإن المجتمع الدولي مطالب لأن يتحرك بفعالية أکبر وأقوى من حيث أسلوب وطريقة تعامله مع هذا النظام.
هذه التطورات غير العادية تسلط الاضواء مرة أخرى على ماکانت قد أکدته المقاومة الايرانية بشأن النوايا المشبوهة لهذا النظام من أجل إمتلاك القنبلة الذرية، وتثبت مصداقية کل ماقد رکزت عليه بشأن عدم جدوى التفاوض مع هذا النظام بدون أن يتزامن ذلك مع الحزم والصرامة، ومن المفيد هنا الاشارة الى ماقد قالته السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة للمقاومة الإيرانية، من إن التقرير الأخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية وتصريحات مديرها العام تظهر مرة أخرى أن النظام الايراني لم يتخل عن مشروع القنبلة الذرية ضمانا لبقائه على الحكم ويواصل الإخفاء وتضليل المجتمع الدولي وقتل الوقت. والوقوف عند ماقد أکدته من إنه:” كما ذكرت المقاومة الإيرانية مرارا وتكرارا، فإن إعادة تفعيل ستة قرارات لمجلس الأمن، والوقف الكامل للتخصيب، وإغلاق المواقع النووية، والتفتيش في أي مكان وفي أي وقت، كلها أمور ضرورية لمنع النظام من الحصول على القنبلة الذرية.”، والسٶال هو الى متى الصبر الدولي على الکذب والخداع الذي يمارسه النظام الايراني مع العالم فيما يخص برنامجه النووي ومتى سيتم مواجهة أسلوبه هذا ووضع حد نهائي له؟