17 نوفمبر، 2024 6:33 م
Search
Close this search box.

الى سماحة السيد عمار الحكيم: سفيرك (القنديل) .. ايّاكَ بالرفعة انتسب، فأساء للنسب

الى سماحة السيد عمار الحكيم: سفيرك (القنديل) .. ايّاكَ بالرفعة انتسب، فأساء للنسب

” قيل لقسّ بن ساعدة الإيادي: ما افضل المعرفة؟ قال: معرفةُ الرجلِ نفسه َ. قيل له: فما افضلُ العلم؟ قال: وُقوفُ المرء عند علمه. قيل له : فما أفضلُ المروءة؟ قال: استبقاء الرجل ماءَ وجهه.” خزانة الأدب – البغدادي – ج2 – الصفحة 80.

وذكرنا في القول هنا، خصامه .. وذلك ما هب عن لسان السفير، سعد جواد قنديل في كلمته التي ألقاها بتاريخ 15 ايلول 2014، وامام مئتي مُؤتَمِر خلال افتتاح المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب، ( تحديات داعش)، الذي نظمه الملتقى الثقافي العراقي في فنلندا، بالتعاون مع جامعة هلسنكي. ولكن الحمد لله واهب الحكمة من يشاء، ويحجبها عمن يشاء. وهذا شأن سفيرنا الذي ركب الزلل وأسرع بِداره في عِيّه على غير هداية، حيث قال امام الناس والحديث عن العراق وليس عن الصين ” أن تنظيم القاعدة الإجرامي لم يعرف قط بقتل الأطفال ” ! ولم يكتف بذلك فاكثرَ  في التجاوز مَغرَماً ” ان لتنظيم القاعدة مبادئ اما داعش فليس لها “. حتى اصبح كبوة المؤتمر كله، اذ لم يأخذ رقاب الامور بيده اكثر من التجمّل للناس من دون حق. فكان الجهل كله، وسط العلم كله.

وكعهده (سفيرنا)، تأخذه العزة بالاثم مأخذاً لا يحمد عقباها، “عزة من جهله” وان ثلثي ابناء الجالية العراقية خاب ظنهم فيه،واستعاروه لما شهدو منه مواقف يدنى لها الجبين .. ولولاكم، لم يَزدَردِ ريقهم على هذا الهوان.

ثم راح يستَورَي (سفيرنا) روغانه على الناس في بيانه، ان يسدو إليه حسن الرأي، بدلاً ان يقف على خطيئته، وان لا يكلف نفسه مشقة التبرير، لكلا يسئ لنفسه اكثر. فجاء بيانه على موقع السفارة بتاريخ 22.9.2014، وينشره على وسائل الاعلام كمن ” أقام بجهد أياما قريحته وفسر الماء بعد الجهد بالماء”. وكان بعمري الخَطَل كله. لكن ذلك لم يضّرنا قط، ولكن ما ضّرنا هو ان يحتمي السفير بكسائكم عما بدر منه في تبرأت القاعدة من دماء الاطفال في العراق وهم بمئات الالاف بين شهداء وايتام. وحاشاكم ان تكون له مجير وقد كنتم للمظلومين اهلها وحماتها، فقذاكم خير منه ومن والاه على الباطل.

كذلك راح السفير يلوح بالعقاب لكل من انتقده، ويسهب في اتهامه للناس عن دوافع التسقيط السياسي! وخصني بالتحديد. فلا اناة تحجني فيها بعدئد. فأعلموا سماحتكم ان فيكم اهلي وخلاني، ومنكم اصحابي، لا يجوز الظفر بالنصر على الظالمين من دونهم. فلا ادري عن اي تسقيط سياسي يقصده السفير. ان القنديل هذا قد اساء لجميع الضحايا التي سقطت على يد تنظيم القاعدة الاجرامي، كما اساء لذويهم، فلم تنزل عليه لائمة رغم ان الامر فاض على مسامع الناس اجمعين، وها قد مرت ايام تتوقد جمراً، حتى اجمع معظم الكاظمين الغيظ، من انكم بسطتم راحتكم امامه والتمستم له العذر فأدركه، رغم اساءته التي لا تغتفر. فإن كنتم سماحتكم كذلك، فكيف ستواجهون الشهداء يوم لا تستوي فيه الحسنة ولا السيئة، وهي تسألكم عن سبب تجاهلكم عمن اساء لهم واشاد بقاتليهم؟

سماحتكم، انّا قد اخذنا على السفير مأخذاً بما لا يتنصل عن المروءة بشئ، وذلك عما بدر منه، وقد حمّلناه وزرها مرة لعظيم جهله، ولكنــّا نحملها عليكم بضعفين، وذلك لعظيم علمكم ورفيع شأنكم، ولان الرعية امانة في اعناقكم، وحاشا رسول الله (ص) ان يكون من ذريته، من ينصر الظالمين ويضل في عهده امام الناس وامام الله.

فحسبكم، سماحتكم، دلالة على عظيم الاثم ان تنصروا ظالماً، انتسب برفعتكم واحتمى بأسمكم، فأساء الادب ، واساء للنسب.  والله من وراء القصد.

أحدث المقالات