18 ديسمبر، 2024 4:49 م

الى رئيس مجلس الوزراء

الى رئيس مجلس الوزراء

رسائل غير قليلة وجهت الى رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني منذ توليه المنصب الى اليوم بعضها تمدح واخرى تقدح وكلا النوعين غير صحيح فالمادح تفوح من رسالته المكتوبة او الصوتيه رائحة الانتهازية والقادح في الغالب متسرع جداً وبينهما من وضع العراق نصب عينيه وقدم نصائح ومقترحات متوسماً من رئيس مجلس الوزراء قراءاتها والعمل على دراستها ان لم نقل تنفيذ الصالح منها . ولن ادعي ان رسالتي تختلف كثيراً كما اننا لن ادعي صفة التحليل السياسي اوغيرها من الصفات المنتشرة في ايامنا هذه وحسبي انها رسالة مواطن موجوع حاله حال الملايين من العراقيين ..فابدأ بالعتب على رئيس مجلس الوزراء ولن اقول النقد لكثرة وعوده قبل ان يكلف رسمياً برئاسة الحكومة وبعضها وهو يدرك ذلك ستواجه من نفس الاحزاب التي رشحته للمنصب وزعمائها باعتراضات تحول دون تنفيذها ومنها على سبيل المثال وليس الحصر تعهده بتقليص رواتب الرئاسات الثلاث واصحاب الدرجات الخاصة وهو مطلب شعبي ومعقول لان رواتبهم نهب منظم وبالقانون للمال العام .. لن اكون منافقاُ اوانتهازياً فاقول بصراحة متناهية كنت اتمنى وما زلت ان لا نسمع الوعود والتصريحات التي اعتدنا سماع شبيهاتها من جميع من سبقوك في المنصب وان تعتمد فكرة ان العمل وتطبيق البرنامج الحكومي هو الذي يتحدث ..
انت تعلم ان المواطن سئم من التصريحات وجزع من الوعود وان استعادة ثقة المواطن بعد كل الخراب والفساد والممارسات غير المسؤولة واستمرار اعتماد المحاصصة كنهج صعبة جداً وان استعادتها تحتاج الى افعال يلمسها المواطن على ارض الواقع خاصة وانك مرشح طرف يتحمل مباشرة مسؤولية كل ما حصل في العراق سواء ما يتعلق بانتشار الفساد او ضياع هيبة القانون والفوضى وانتشار السلاح وعدم العدالة والمساواة وغير ذلك من الازمات التي نعيشها كمواطنين منذ الاحتلال الى اليوم..
لن اتطرق هنا الى الملاحظات السلبية الكثيرة على عدد غير قليل من الوزراء او غيرهم من اصحاب الدرجات الخاصة الذين اخترتهم ونأمل ان يجسدوا بالعمل وليس سواه انهم مستعدون لتجاوزها وفتح صفحة جديدة ، برغم انني وغيري ملايين المواطنين لا نتوقع ذلك ، خاصة وان التجربة علمتنا الكثيرومع ذلك نامل ان نكون على خطأ فهذا اعز ما يتمناه الشعب ومنهم شباب تشرين الابطال ممن قدموا التضحيات الكثيرة وما زالوا مستعدين لتقديم المزيد على طريق انقاذ العراق مما فيه..وقد يكون من المناسب تذكيرك بان المحاصصة هي السبب المباشر في الفساد وفي كل كوارث العراق وهذا ما يعترف به زعماء احزاب السلطة ومع ذلك يصرون على التمسك بهذا النهج الخطير ونعني به المحاصصة والتشكيلة الحكومية محاصصاتية فلا ندري كيف يمكن ان تكون حكومة خدمات ؟!
لن نطيل كثيراً واتمنى ان تصل رسالتي البسيطة والمتواضعة البعيدة عن التنظير اليك .. ونكرر هنا دعنا نرى ونشاهد اعمالا في خدمة الوطن والمواطن فقد مللنا الوعود والتصريحات وكما يقال ان وعد الحر دين .. فهل ستفي بوعودك هذا ما نرجوه ؟!فعسى ولعل .