سيدي رئيس الوزراء د. حيدر العبادي المحترم.. آفة العراق الفساد الذي إنتشر كالجراد في البلاد، لكنه نسبي، وليس مطلقا؛ فثمة أناس نزيهون، يعملون لله والوطن والشعب بإخلاص؛ لذا أتمنى عليك، ملتمسا ألا تدع عقدة الفساد تأكل الأخضر واليابس؛ لأن وزير النقل.. بيان جبر، واحد من قلة نزيهة، لم تدنس يدها بحرام ولم تنتن جوفها بإثم!
إذا تقلقل ثبات الراسخين في النزاهة.. بيان وأمثال، يتشجع الفاسدون، أملا بخلو الساحة لهم، فعززه.. عززه سيدي، ريثما تصفر أوراق المفسدين يابسة، في غصونها، لتسقط مع أول هبة ريح تهز الشجرة.
د. العبادي.. إذا تركنا عقدة الحذر من الفساد، تحاصرنا؛ فسوف تربك تأملاتنا، ذاهبة بنا الى إجراءات هوجاء، لا نفرق فيها بين صالح وطالح، بل تتضبب الرؤية، أمام أعيننا، حتى نرى النزيه بعين الفساد ونعامل الوطني معاملة الخائن وننسى ان لكل لحية مقصاً!
حينها ينعق الغاق في خرابنا، وتنعب البوم في حطامنا ونتشظى مزقا.. نقصي الحبيب ونلوذ بالعدو.. لا سمح الله.. “دورت منجى لنفسي وما شفت من جلي”.
طوال عدة حقائب وزارية، تسلمها بيان جبر، لم تشب أداءه ولا أداء من معه شائبة، حيثما حل يقطع دابر الفساد والكسل ويبحث عن سبل للإرتقاء بالوزارة التي يتبوأها؛ لذا يصلح وجوده، حيثما إنتشرت الأخطاء.. يصححها تصويبا، ويعدل المايلة ويوازن العوجة و… “جعلنا لكل شيء سبباً”.
إشعار المفسدين بثبات دعائم أركان وجود النزهين، إشارة تحذرهم من سوء ما يفعلون، وتنبؤ بان الله يمهل ولا يهمل؛ فالعقاب آت.. بقدر رباني منزل، او بقرار قضائي من صنع آليات عمل الدولة، السائرة نحو إصلاحات جذرية.. ومن أهم تلك الاصلاحات، تثبيت وزراء نزيهين مثل بيان جبر، نظير الاسراع بإقالة المفسدين؛ لأن “خير البر عاجله”!
تعب الناس.. ودولتكم عارف بذلك، لذا لا تزيدوهم وهناً على وهنٍ؛ بإقالة المصلحين و… ترك المفسدين يصولون و… على حساب نزاهة البلد المتجسدة، في بيان جبر ومن نسج على نوله وسار على نسق خطاه تمثلا.
سيدي رئيس الوزراء.. دع لنا قدوة حسنة نتأسى بها، في زمن شحت خلاله المثل القيمة، وتدنت الهامات العالية، تنحني للدولار.
ذر على الارض ديارا، من أهل بيت الصلاح، وجوده يذكر الناسي بمواعيد صلاة تهجد في حضرة الرب صفا، تتطهر له الافئدة وتتنزه معه الايدي وتتنقى الحسابات المدخرة في قاصات البنوك الكبرى.
فلا رصيد خارج علم الدولة، لبيان جبر، وتحرياتكم تشهد بذلك، ولا إبتزاز ولا أخطاء تتوارى خلف قوة الكتلة التي ينتمي لها.. هذا وذاك، تمسح الخطيئة حال إرتكابها، واحيانا تغتفر قبل ان تحصل؛ لأن ثمة أناس فوق القانون الذي يفصل بين الخطأ والصواب.
وجنابك اعرف بأن بيان طوال دورات عدة، من الإستيزار لمختلف المهمات، لم يقدم على خلل ولا من باب السهو، فالرجل واع لمواطئ أقدامه؛ لأنه مقدر حجم المهمة، التي إختاره الرب لها، وعارف بتأثيرها على الدولة.. سيادة وشعبا وارضا.
إنه في غضون بضع سنوات، إفتتح مطارات ومد سكك حديد ونظم الكراجات وأمن إحتياجات المواطن من النقل الداخلي والخارجي، وساعد على الاقدام نحو تأسيس شركة طيران “فلاي بغداد” حققت حضورا لافتا بين كبرى الشركات وإشترى باصات وتأكد من سوء عمل من سبقوه؛ فتلافى الاضرار التي كادت توي بإنفصام عرى الانتماء بين المواطن ووزارة النقل؛ جراء تخبطات من سبقوه.. صحح الفساد وإستبدله بما يقوم الحال.. “فبأي آلاء ربمكا تذبان”.
لذا أؤكد على رئيس الوزراء، بعصمة النزيهين، من الوزراء، أمثال وزير النقل بيان جبر، والعجلة بإقالة من هم دون ذلك، فهذا أطهر لقبة مجلس الوزراء، وأداء وزاراته في خدمة المرحلة.
