اكثر من عشرة اعوام مضت على حرب العراق التي حتى اليوم لم تضع اوزارها , حرب خسر فيه العراق اكثر مما كسب , خسر الامان وخسر الحب الذي كان يسود بين شعبه ليتحول هذا الحب الان وبعد كل تلك السنيين الى كراهية وضغينة وطائفية وقومية .
حرب جاءت بها الولايات المتحدة الامريكية للاطاحة بنظام صدام وزمرته مما جعل الشعب يفرح اشد الفرح لانه وبعد كل تلك العقود سيشم عليل الحرية لاول مرة وتسود فيها معاني الديمقراطية ام كما حلم هذا الشعب المسكين , ولكن اوزار هذه الحرب كانت اشد وقعا في الحقيقة عما كانت عليه في الخيال حيث ساق هذا الحرب العراق الى الفشل , منقسم بين شماله وجنوبه وغربه ووسطه حيث كل من هؤلاء يكره بعضهم بعضا بسبب الشعارات الطائفية .
لقد تركت القوات الامريكية العراق وهو ينزف ويعاني من حكومة فشلت في توفير اقل متطلبات المواطنيين حاجة وهي الامان الى جانب متطلبات خدمية اساسية الا انها نجحت وبجدارة في زرع الطائفية والقومية بين ابناء الشعب لتحولهم من اصدقاء واقرباء واحباء قبل اكثر من عشرة اعوام الى اعداء , المدينة الواحدة فيها منقسمة الى طوائف وملل كل حسب مذهبه ولسانه , اهاكذا تبنى البلاد ؟ ام هذه هي الديمقراطية التي وعدنا بها من قبل امريكيا وحلفاءها؟
وما هي التفجيرات اليومية التي تحدث هنا وهناك والاحداث الجارية في الوقت الحاضر في غربي العراق وبمحافظة الانبار تحديدا ما هي الا دليل واضح على فشل العراق في بناء نفسه بنفسه بعد تلك الحرب التي لم نعلم حتى الان ان كانت من اجلنا ام علينا .