نشهد هذه الأيام هجمه غير مسبوقه على الإسلام من خلال المواقع الإلكترونيه وخصوصا موقع التواصل الإجتماعي الفيس بوك من قبل بعض الملحدين الذين دأبوا منذ زمن طويل قبل ظهور الكومبيوتر واداوته كالمواقع الإلكترونيه والفيس بوك على نشر ضحالاتهم في الكتب والصحف الخاصه بهم.
وعلى كل حال هذا رأيهم وهم احرار فيما يعتقدون.. ولكن ان ينشروا خرافات وتخرصات وهذيانات ضد الإسلام فهذا امر لايمكن السكوت عنه.
وياليت اقتصر الأمر على الملحدين فقط.. فهناك البعض من مايسمونهم المثقفين من الكرد والفرس ممن يتطاولون على الدين الإسلامي في كل صغيره وكبيره وبسبب ودون سبب.
فالعقده الفارسيه القديمه الحديثه في عدائها للإسلام من خلال افكار بعض مفكريها ومثقفيها انما هي عقدة عمر بن الخطاب..
هذا الرجل الذي هو ابغض شخصيه في التاريخ الفارسي منذ سقوط امبراطوريتهم على يد سعد بن ابي وقاص في عهد الخليفه عمر بن الخطاب رضي الله عنه, فهو المسؤول عن ضياع ارث فارس القديم وضياع حضارتهم العظيمه.. حسب ادعائهم..
ولكن لماذا لانقول ان عمر انتشلهم من عبادة النار الى عبادة الواحد الاحد؟؟
فعمر بن الخطاب لم يقترف ذنبا في ذلك.. فالرسول محمد عليه الصلاة والسلام هم من اخبر بفتح العراق وفارس والشام…
اي ان عمر كان أداة فقط ولم يكن له ان يغير مشيئه الله..فلماذا الحقد عليه اذن؟؟
ولكن فكر الفرس لازال وسيستمر في حقده على عمر ليس بغضا بعمر فقط.. بل لأن الإسلام والعرب هم الذين اسقطوا تلك الإمبراطوريه الفارسيه, ولذا نقرأ لهم ونسمع منهم انهم يزدرئون العربي اينما وجد لأنه حفيد اولئك الذين اسقطوا مجد اجداد الفرس تلك الإمبراطوريه التي لم يتمكن احد من ان يمسها بسوء فجاء العرب واسقطوها…
ولذلك يحقد الفرس على العرب وهم في الحقيقه يحقدون بالنيابه على الإسلام ولكنهم غير قادرون على البوح بذلك الا اللهم احيانا على لسان بعض المثقفين وهم يلقون اللوم على الإسلام في انه السبب في ضياع مجدهم..
وكذلك بعض مثقفوا الكرد, نجد انهم اسوأ من مثقفي الفرس في عدائهم للإسلام.. فهم يعلنون ان العرب قد اجبروهم على ترك عبادة الأجداد بالقوه والسيف والعنف ليدخلوا الإسلام عنوه دون رغبه منهم..
هذه الأفكار لقت رواجا للأسف في اوساط الشباب والمثقفين دون ان يراجع احد منهم التاريخ ليبحث فيه..
ولندع التاريخ الذي نصفه مزيف, فلربما كتاب هنا يقول غير الحقيقه ومؤلف هناك يقول نصفها ولنحتكم للعقل والمنطق..
فأعداء الإسلام لم يوفروا فكره ولا مقوله الا وطرحوها للنيل من الإسلام..
فهناك مثلا بعض اتباع الديانات الأخرى ايضا وهم يتمسكون بمقوله الإسلام الذي ادخل غير المسلمين فيه عنوه وبحد السيف كي ينتقصوا من الإسلام والمسلمين .. ولكن كما ذكرت اين العقل والمنطق في ذلك؟
فإن تتبعنا صفحات التاريخ حسب التسلسل الزمني فإننا لم نسمع يوما عن فتح من فتوحات العرب سالت فيها الدماء وقُتل فيها الأبرياء وأُجبر الناس فيها على الدخول عنوة في الإسلام..
فالعرب والمسلمون دخلوا العراق وفتحوا فارس ودارت الحرب بين الفرس والجيش العربي الإسلامي وانتصر فيها المسلمون, وقد يتسائل احدهم بأن العرب قاتلوا في العراق وسالت دماء.. ونحن نقول هذا صحيح ولكن هل كان العراق يوما ارضا فارسيه حتى يضع الفرس يدهم عليه؟؟
لقد جاء الإسلام وحرر العراق من الإحتلال الفارسي وانتصر هناك واستمر في الفتوحات الى الشام حتى حررها من الإحتلال البيزنطي ثم تم فتح بيت المقدس..
وبعد الفتوحات في بلاد الشام عُقد مؤتمرا برئاسة الخليفه عمر بن الخطاب رضي الله عنه حضرته كل قادة الجيوش الإسلاميه أكد فيه على المبادئ التي أكد عليها الرسول الكريم واهمها عدم اجبار احد على الدخول في الإسلام, وعدم انتزاع الأراضي او الكنائس ما يسمى في التاريخ بالعهده العمريه..
وهكذا قام الخليفه بتأمين المسيحيين في سائر بلاد الشام حتى بيت المقدس وسمح لهم بممارسة حرياتهم الدينيه وشعائرهم وعدم المساس بكنائسهم وممتلكاتهم ..
اما لو ذهبنا شرقا لوجدنا اندونيسيا وماليزيا والهند والصين ودول اسيويه اخرى لم يصلها الفتح الإسلامي, بل اسلم اهلها على يد تجار عرب وصلوا الى هناك,وكذلك نيجيريا والساحل الشرقي لأفريقيا, حيث نسبة المسلمون في تلك المناطق المذكوره تقدر اليوم بأكثر من نصف مليار مسلم.. فأي سيف استخدمه المسلمون او العرب هناك..؟؟
ثم هل نسينا اسبانيا بلاد الاندلس التي دخلها المسلمون وحكموها ثمانيه قرون وحين انتهى حكمهم هناك تبين ان اسبانيا لازالت مسيحيه ولم تصبح مسلمه…كما انه عند انسحاب العرب منها رافقهم اليهود الذين كانوا في ظل حكمهم في اسبانيا لثقتهم برأفه العرب والمسلمين ورحمتهم وعدلهم مقارنه بغيرهم..
ثم ان كان العرب والمسلمون على تلك الدرجه من الوحشيه والقسوه في فتحهم الدول والامصار فلماذا لازال هناك الكثير من اتباع الديانات الأخرى في تلك الدول والمناطق وهي لم تسلم بعد؟؟
فالمنطق يقول انه وحسب وصف اعداء الإسلام ان المسلمين بطشوا بكل من لم يُسلم واجبروا الجميع على الدخول في الإسلام عنوه وبقوة السيف, اي انه لايمكن في هذه الحاله ان نجد غير المسلمين في تلك البلاد التي حكمها يوما العرب المسلمون.. وهذا مخالف جدا للواقع..
ثم اذا ارغم المسلمون شعوب البلدان التي فتحوها بقوة السيف فلماذا ظهر الكثير من تلك الشعوب سواء من الفرس او الترك او الكرد وغيرهم كعلماء واطباء ومفكرون وفلاسفه وشعراء اغنوا الحضاره العربيه الإسلاميه وخدموها وأخلصوا لها واصبح الكثير منهم كمسلمين اشهر من نار على علم , لا بل ظهر الكثير منهم كقاده في الجيش الإسلامي اخلصوا في اداء واجبهم وعلى اكمل وجه.. فهل اجبرهم احد ياترى على قيادة الجيوش الإسلاميه في الفتوحات؟؟ وإن كانت لديهم تلك القوه والمنعه لماذا لم ينقلبوا على العرب والمسلمين الذين اضطهدوهم وقهروهم واجبروهم على الدخول عنوه في الإسلام؟؟؟؟
ان النعيق والزعيق الذي اطلقه ويطلقه البعض في فرية اكراه المسلمين لشعوب الدول التي فتحوها للدخول في الدين الإسلامي انما تصب في مصلحة اعداء الإسلام, وبما ان للإسلام اعداء منذ ان ظهر ولغاية الساعه فسوف لن ينتهي هؤلاء في كذبهم وافترائهم على الإسلام والمسلمين..وليس من جدوى ترتجى بعد في خوض النقاش مع امثالهم لأنه سيكون جدلا عقيما لامحاله, فهذا هو الإسلام وهذا تاريخنا, ولم ولن ندعي انه التاريخ المثالي والخالي من العيوب والأخطاء, فلكل امه تاريخ.. ولكلٌ عيوبه وسيئاته وكذلك حسناته, فلا يفخر احد علينا بتأريخه ولا يتطاول علينا ولا يفتري ويكذب..