كتبت مقالة ً قبل فترة عن السيد قائد عمليات نينوى اللواء نجم الجبوري .وقد رأيت أن الموضوع تم الاهتمام به من قبل القراء من خلال التعليقات الإيجابية على شخصية السيد قائد العمليات .وبصفتي كاتب للمقال اعتبرت نفسي لم أبالغ بمدح هكذا شخصية وطنية وربما أعطيت للرجل شيء بسيط كرد جميل لما قدمه لمدينتي الموصل الحدباء .
أما ماجعلني اكتب هذه المقالة وربما يعتبرها بعض الأصدقاء نوع من المديح السياسي قبل أن يعتبرونها تذكير لعادات انقرضت في مجتمعنا العراقي بسبب داء العظمة الذي أصاب النفوس لكل الطبقات الحاكمة في العراق .
بعد منتصف رمضان وفي ليلة من ليالي بغداد القائض وربما تصل درجة الحرارة فوق الاربعين وفي ازدحام شوارع العاصمة بغداد وانا استقل سيارة أجرة وفي احدى تقاطعات شارع الكرادة ونحن نقف في الإشارات المرورية شاهدت سيارات مسؤول حكومي وموكبه يسير عكس السير وصوت صفارات الانذار من كل صوب ومكان في سيارات الموكب ..واذا بسائق السيارة الأجرة التي اركب فيها وبلهجة العمارة الجنوبية وبالنص (( روح عمي روح قابل انت نجم الجبوري حتى توگف انت وحمايتك بالاشارات )) عندما قالها شعرت وكأنه وجه الكلام لي وبدون سابق انذار رغم أنه لا يعرفني سألته من هو نجم الجبوري الذي تتكلم عنه فقال لي.. اخي العزيز هذا رجلاً بالف رجل لكنه من حظ اهل الموصل تم تكليفه بمنصب قائد عمليات نينوى قبل تحرير مدينة الموصل .ومازال هناك يمارس عمله العسكري ولكنه شخص بسيط جدا كونه من ضباط الجيش السابق ومن أبناء عشائر العراق المعروفة وبدأ يتكلم عن الصفات التي يتحلى هذا القائد وتمنى على المسؤولين في الدولة أن يتعلموا من صفات واخلاق هذا القائد وكيف يقف هو وموكبه في الإشارات الضوئية .وكيف يستقبل اي مواطن بسيط في الشارع وكيف يتجول في الأسواق بين عامة الناس ..وكيف ..وكيف .و .الخ.
في وقتها قلت في نفسي أن العراق مازال فيه خير مادام فيه رجالاً صدقو العهد ولم تغير اخلاقهم وصفاتهم كراسي السلطة اللعينة ولم تهزهم رياح داء العظمة.
أيها القائد نجم الجبوري
انني لم اكتب مقالتين لشخص ما ولم امدح اي سياسي مهما كان شأنه اذا لم أراه خادماً لشعبه متواضعاً بأخلاقه .ورأيت وتوسمت فيك الخير وزادني فخراً أن أكتب مرات ومرات بحقك .فوقوفك في ازدحامات السير لن يقلل من شأنك بل زادك رفعة ووقار..وان طيبك الذي وصل بغداد على لسان شيخاً كبيراً من أهلها لم يأتي من فراغ ولكنه نتيجة اعمالك الطيبة .وانا متأكد أن اسمك في كل مجلس عراقي يذكر بالإيجابية وهذا فضل الله عليك .فمحبة الناس لا تأتي بالمال أو السلطة وانما مايتصرف به الإنسان حسب إنسانيته ..واقولها لك أخيراً أيها البطل أن أي عمل إنساني تقوم به سيصل إلى مسامع الناس ويدخل في قلوب كل الطيبين .وان نينوى تريد منك المزيد واولها تخفيف السيطرات في الشارع لأنها عبء على كاهل المواطن.وان تتابع تصرفات المنتسبين في هذه السيطرات شخصيا حتى لانرجع الى المربع الاول… ولابد لك ان تدعو الاصدقاء والمحبين والمسؤولين في الحكومة المركزية قبل المحلية لإعادة ألاعمار وانت ابنها البار .فهذه الموصل الوالدة الحنونة وقد رماها الدهر بسهامه الغادرة فانقذها أيها الشجاع بصفتك قائداً ومسؤولاً ومواطناً من أهلها ..
وسوف يكتب التاريخ عن كل شيء فالتاريخ لايرحم وان اعمالك في الخير في اعمار المدينة سوف نسطرها بجانب انتصاراتك العسكرية وسوف يكتب التاريخ مقولته بماء الذهب (هذه الموصل قاتل في تحريرها وساعد في بنائها قائدا بطلاً اسمه نجم الجبوري ) .نعم أيها القائد اننا واهالي الموصل ننتظر منك المزيد..ومن يعمل مثقال ذرة خيراً يره … .نصرك الله وحماكم انت ومن معك من قادة وضباط ومراتب .وأوجه تحية خاصة لأفراد حمايتك الأبطال فهم الصورة في المرأة عن شخصك الكريم وفقكم الله لما فيه خيراً للبلاد والعباد…