مثلما تعرفون كانت هناك مديرية في الجيش العراقي في عهد النظام السابق تدعى مديرية التوجيه السياسي, تغير اسمها لاحقا الى مديرية التوجيه المعنوي. كان لهذه المديرية دورا كبيرا بتوجيه الجنود عقائديا (طبعا وفق عقيدة حزب البعث الفاشستية).
كانت هذه المديرية تنظم وتشرف على النشاطات والفعاليات الثقافية والفنية في الوحدات العسكرية وتنشر وتوزع المطبوعات التي تدعم “جهود المعركة” خلال الحرب العراقية-الايرانية, وهناك عدد لاباس به من المثقفين والكتاب العراقيين كانوا وظفوا فيها أثناء فترة خدمتهم العسكرية.
نحن طبعا ضد التثقيف السياسي او الحزبي لافراد القوات المسلحة لكننا وعلى اساس المعطيات الحالية وتداعيات مابعد عام 2003 والتي من اخطرها ,ان لم تكن اخطرها على الاطلاق, هي تشظي الهوية الوطنية الى هويات دينيبة وطائفية وقومية وعشائرية وسياسية ومناطقية.
للأسف الشديد لم يكن افراد قوى الامن بمعزل عن هذا التشظي او الاستقطاب الفئوي على حساب الهوية الوطنية, لذا ندعو السيد وزير الدفاع المحترم الى التفكير جديا بتأسيس مديرية تعنى بتوجيه افراد قوى الامن العراقية توجيها وطنيا يجسد المباديء التي نص عليها الدستور العراقي ومعاهدات حقوق الانسان الدولية وتذكيرهم بواجبهم تجاه المواطن العراقي والطرقية المثلى لمعاملته أثناء التظاهرات اوالشغب او الحروب الداخلية (داعين الله ان يجنب العراق مزيدا منها).
مثلما كان لمديرية التوجيه السياسي ضباطا في كل وحدة, يعين ضابط توجيه وطني لكل وحدة عراقية يكون مسؤولا عن تطبيق مناهج المديرية ومراقبة تطبيق توصياتها واعداد نشاطات وبرامج ومطبوعات ومحاظرات تثقف افراد قوى الامن وطنيا وتمنعهم من الانحدار الى الولاء او التعصب او الميل لاي طائفة او قومية او حزب او دين او عشيرة او منطقة على حساب العراق الواحد والتعامل مع أفراد الشعب بمساواة بغض النظر عن كل المسميات التي ذكرنا آنفا.