23 ديسمبر، 2024 9:50 ص

الى السيد مقتدر الصدر … لا تخسر العراقيين وتكون حصان طراودة للفاسدين

الى السيد مقتدر الصدر … لا تخسر العراقيين وتكون حصان طراودة للفاسدين

مع كل تجدد للتظاهرات ومنذ عام 2012 ولغاية يومنا هذا والتي تؤشر بشكل لا يقبل الشك الرفض الجماهيري الواسع وبشكل مطلق للنظام السياسي والحكومي بشقيه التنفيذي والتشريعي منذ الاحتلال ولغاية اليوم الذي كان سببا في انهيار الدولة العراقية التي اقل ما توصف بأنها دولة فاشلة ، وضياع حقوق مواطنيها وقيام نظام اجتماعي اوجد التمايز ليس بين طبقات المجتمع بل بين افراد العائلة الواحدة كلا حسب الولاء لهذا الحزب او تلك الشخصية ،

للاسف كانت تلك الاحتجاجات تنتهي بالفشل ويعود السياسيون الفاشلون الفاسدون اصلب عودا واكثر تنمرا في رفض المطالب الجماهيرية واكثر شراهة وتفننا في نهب المال العام ، والسبب في فشل تلك الاحتجاجات المتتالية هو دخول التيار الصدري ميدان التظاهر وفرض شعاراته على الساحة والتي لا تتوافق احيانا وشعارات المتظاهرين الذين لا ينتمون للاحزاب و الكتل المشتركة في الحكومة والمجردين من السلاح ، مما يجبر الاخرين لترك الساحة امام هذه القوى المسلحة جيدا ،

وخير مثال على ذلك احتجاجات عام 2015 التي نظمتها جموع غاضبة على فساد الاحزاب المهيمنة على السلطة ، ارتعدت فرائص السياسيين لها رغم بساطتها وفر عدد لا يستهان منهم الى خارج العراق خصوصا ممن يحملون جنسيات اخرى وهم الاغلب الاعم ، ولو قدر لهذه الاحتجاجات ان تستمر لكان الوضع على غير ما عليه الان ، الا ان دخول التيار وهاجس الخوف من الصدام مع افراده ، اجبر حشود المستقلين على التراجع ، وبذلك انقذ ماء وجوه السياسيين القذرة ، وجعلهم مع كل ازمة تعصف بكراسيهم تتجه انظارهم الى التيار رغم عمق خلافاتهم معه في كل القضايا ، باستثناء توزيع المغانم السلطوية

فتيار السيد مقتدى شريك مؤثر في كل الحكومات المتعاقبة ، يتخلى عن بعض المواقع ، عند نشوب ازمة ما ، لكنه سرعان ما يشارك في اية تشكيلة جديدة او انتخابات جديدة وبالتالي له صوتا مسموعا وحاسما تخشاه الاحزاب وحتى الجهات الخارجية الفاعلة في المشهد العراقي ، هذا الموقف يوفر للسيد مقتدى وتياره تغيير مسار العملية السياسية باي اتجاه يريده ، لكنه لم يفعل ذلك ، لكنه يقفز على سور التظاهرات ذات الاراداة الضعيفة في التغيير مما يجعل الشك والريبة تحيطان بتواجده في ساحات الاحتجاج

ثم ان مشاركة تياره في جميع الحكومات لا يمنع من ان بعض اتباعه في تلك الحكومات كانوا جزءا من منظومة الفساد ، وهو لا يحتاج الى دليل ، بل بامكانه ان يدقق ذلك التفاوت الكبير بين ماكان يملكه هؤلاء وخصوصا ممن اشغل مناصبا حكومية أواولئك الذين تسلموا مناصبا قيادية في تشكيلات جيش المهدي وسرايا السلام وبقية المسميات، وبين ما باتوا يملكون الان ، ولا اعتقد من الصحيح القول انه لا يعلم ، فأول من شكل اللجان الاقتصادية كان تياره ومن ثم تبعه الاخرين ، تحت حجة توفير الاموال لعوائل شهداء جيش المهدي ولتمويل جيش المستشارين وسائقي ومرافقي رتله الذي يتعدى الخمسون سيارة وجلها ضد الرصاص ومن احدث الطرازات

حيث لا يجرؤ احدا على منافسة لجان التيار الاقتصادية في الحصول على المقاولات ، وبلغ الامر ببعض قيادات التيار لان يفرضوا سيادة مطلقة على اراضي الدولة وممتلكات الناس امثال ابو درع وغيره التي لا تجرؤ حتى قيادات الدولة والحكومة على وقف سلوكياته في استباحة تلك الممتلكات ، وسيد مقتدى يعلم بذلك و اقام محاكم خاصة بتياره ضد بعض هذه القيادات في الحنانه ،

السيد مقتدى هو اكثر كل السياسيين نفوذا ، وبالتالي هو الاوفر حظا على احداث التغيير، دون الحاجة الى تظاهرات تذكره بمظلومية الشعب ، فعدد اعضاء كتلته كبير ، ووجوده في الحكومة تجعل من اي رئيس وزراء ينكمش امام مطالبه ، ولا اوضح من صورة عادل عبدالمهدي وهو يذعن لاوامر نصار الربيعي الذي كان نائبا سابقا

من هنا نتوجه الى السيد مقتدى ونرجوه ان لا يكون دخوله على خط هذه التظاهرات المصيرية والحاسمة سببا في حرفها ، فالاصلاحات الترقيعية سوف لن تكون حلا مع بقاء حيتان الفساد التي انهكت البلد ، ولن تكون هنالك خدمات مع بقاء هذه المنظومة التوافقية الفاسدة التي تفترض ان لها حصة في كل دينار يخصص للخدمات ، فبوجود هؤلاء سيبقى بيع المناصب وتولية من لا يستحق من منتمي الاحزاب المناصب الحكومية مما يؤدي الى تخريب البلد ،

السيد مقتدى ، نتطلع الى ان لا تذهب تضحيات شبابنا سدى من اجل بناء دولة مدنية عادلة يعيش فيه الجميع بالتساوي يتمتع كل فرد فيها بثروات بلاده الهائلة التي حولها الطغاة في زمن المقبور وزمن الرعاع الى كابوس يقض مضاجعنا وتنعش مواطني الدول الاخرى

نريد ان ننهي ظاهرة هيمنة فرد على السلطة وتضحيته بمصالح الشعب من اجل كرسي المسؤولية كما فعل البعض في تقديم التنازلات لهذا السياسي أوذاك والسيد يعرف من باع مصلحة الوطن من اجل الكرسي ، حتى بات قوم متخمون بمال الرشى واخرون محرومون وهم اصحاب الثروة ،

لا نريد مفوضية تضمن التنزوير للاحزاب لتدوم هيمنتها على البلد وتلغي امال الشعب المسكين في احداث التغيير من خلال صناديق الاقتراح ، نريد ان تنتهي ظاهرة حلب الميزانيات لمكاسب شخصية تحت مسميات شتى مع ان الجميع لم يكن له اي فضل في اسقاط النظام السابق ، بل هؤلاء هم الاكثر فائدة والشعب هو الاكثر تضررا

نريد ان تتقلص مصروفات الميزانيات التشغيلية المتمثلة في رواتب ضخمة لافراد معدودين واولادنا من غير فرص عمل

لا نريد وجود من ارتضى ان يدس في جيبه اكثر من راتب ضخم وغالبية الشعب تتضور جوعا ومرضا ولا تجد ما يسد رمقها او علاجها

نريد ان ننهي هيمنه الاحزاب التي لم تجلب لنا غير العار والخزي واوقفت حياتنا ستة عشر عاما كنا فيها اموات تتنفس وهم يقضون وعوائلهم احلى ايامهم من غير ان تكون لهم خصلة يتمايزون فيها عن المجتمع

نريد ان نرى من نهب المال العام خلف القضبان مذلولا مثل ما اذلونا ستة عشر عاما ، وان تعود تلك الاموال الى اصحابها الشرعيين لكي تتحول الى كهرباء ومدارس وماء صالح للشرب ومستشفيات تحفظ للعراقي كرامته

نريد ان تكون الثروة بيد الشعب لا بيد امراء الحرب من الاحزاب والشخصيات النتنة

لا نريد للطائفية ان تستمر وان يبتز دعاة الطائفية الاخرين والخاسر هو الشعب

خوفنا ان يستغل الفاسدون دخول تيارك التظاهرات فينتابهم الاطمئنان كما حدث عام 2015 ،

لنا هواجسنا التي اختصرها احد متظاهري الناصرية في رده على احد مراسلي القنوات عن تياركم وقال له بالحرف الواحد لا تسألني عن مقتدى لان ربعه سيقتلونني

خلاصة القول لا تنفعنا تدابير اصلاحية مع بقاء منظومة تبعث على الفساد وفي ظل وجود الفاسدين الذين يرون ان لا عراق من دونهم مع انهم لم يكونوا سوى اداة برروا للمحتل تدميره البلد وبيضوا وجه اعتى دكتاتور عرفته الانسانية

فاما ان تكون لعبارتك مصداقية شلع قلع ، والا نرجوك اترك الناس تعبر عن هواجسها لانها الفرصة الاخيرة وبعدها لن ينفع الندم.