هذه هي المقالة الأخيرة في الجزء الأول من رسائلنا وسوف نأخذ ” اجازة ” ليست بالقصيرة حتى نعود اليكم ان كان لنا عمر … نتمنى أن نعود وقد تحولت ايران الى دولة علمانية بدون هذا النظام الكهنوتي … ناقشنا في كثير من الحلقات السابقة مواضيع عدة في الفتوحات العربية الاسلامية في عهدي أبي بكر وعمر التي يعتبرها شيعة خميني ” بدعة ” ما أنزل الله بها من سلطان .. ناسين أو متناسين الحقائق التاريخية التالية : ان أول مَن ارسل الجنود خارج ” الحدود ” هو النبي محمد (ص) عندما بعث سنة ٨ هجري ابن عمه جعفر بن أبي طالب وصحابته بينهم خالد بن الوليد الى مؤتة في الأردن لقتال الروم الصليبيين .. استشهد جعفر بن أبي طالب في تلك المعركة ودُفِنَ في الأردن ، وتزوج أبو بكر الصديق أرملة جعفر بن أبي طالب ، أسماء بنت عميس .. فلماذا محاربة الروم البيزنطينيين في الأردن ” حلال ” مذبوح على الطريقة الاسلامية ، رغم خسارة المسلمين الفادحة في مؤتة ; بينما محاربة نفس الروم البيزنطينيين في الأردن وسوريا ” حرام ” رغم انتصار المسلمين الرائع في اليرموك !!! … الظاهر ان قدوة شيعة خميني هو علي بن أبي طالب الذي لم يتوسع ملك المسلمين في عهده ولا حتى قرية واحدة وليس النبي محمد الذي دشن الفتوحات خارج جزيرة العرب .. لكن المؤكد ان شيعة خميني لا يستطيعون ابداً أن يقولوا لنا ان علي بن أبي طالب كان لا يؤمن ” بالعنف ” ولم يكن عنده ” رخصة ” حمل السلاح !!!
في المقابل ، الأمة والعالم يعتبرون الفتوحات العربية الاسلامية غيرت وجه التاريخ وخاصة عند محطة معركة اليرموك ( سنة ١٥ هجري ، ٦٣٦ ميلادي) التي انتصر فيها ٣٦ ألف مقاتل عربي مسلم بقيادة فارس الجزيرة العربية خالد بن الوليد على ٢٤٠ ألف صليبي بيزنطي بقيادة قائد جيوش الامبراطورية البيزنطية هرقل .. بعدها انسحبَ هرقل وما بقى من قواته عائداً الى بلده في روسيا ، وقال وهو يغادر سوريا مهزوماً “سلام اليك يا سوريا ، وكل ما في هذا البلد الرائع يبقى للعدو” !!
لماذا الأمة والعالم اعتبروا معركة اليرموك هي المحطة التي غيرت وجه التاريخ ؟ .. لأن العرب ولأول مرة في التاريخ فرضوا انفسهم كقوة ” عظمى ” يُحسب لها ألف حساب في نادي الأمم ليبدأ عصر العرب المسلمين سنة ٦٣٦ ميلادي لسيادة العالم الذي استمر لمدة ٦٢٢ سنة في منطقة الشرق حتى تدمير بغداد ; عندما فتح وزير البلاط العباسي ، الشيعي ابن العلقمي ابواب بغداد الحضارة ، عاصمة الدنيا والعلوم في ذلك الزمان عام ١٢٥٨ ميلادي للمغول الوثنيين التتار الهمج الذين حرقوا مدينة بغداد ودمروا مكتباتها وجامعاتها … أما في الجزء الغربي من العالم فقد سقطت الامبراطورية العربية الاسلامية وعاصمتها غرناطة في الأندلس بعد ٢٣٤ سنة من سقوط بغداد ، أي عام ١٤٩٢ ميلادي على يد قوات الكنيسة الكاثوليكية .
خلال تسيد العرب على العالم لمدة ٨٥٦ سنة (من ٦٣٦ م – ١٤٩٢ م) بعد أن دحروا امبراطوريتي الروم والفرس .. انتشر الاسلام بسرعة هائلة حيث فتح القادة العرب القادمين من الجزيرة العربية (السعودية حالياً) ٢٢ دولة عربية موجودة على خارطة اليوم ، يضاف لها سيطرتهم على القسطنطينية ، شمال افريقيا – بقيادة عقبة بن نافع ، أرمينيا ، أذربيجان ، جورجيا ، قبرص ، صقلية ، تركيا ، ايران ، أفغانستان ، أوزبكستان ، تركمستان ، كازخستان ، الهند وبنغلادش وباكستان – بقيادة محمد القاسم الثقفي ، اجزاء كبيرة من الصين ، والأندلس – عينت الدولة الأموية قائد مسلم بربري طارق بن زياد لقيادة فتح الأندلس … شيعة خميني ينسون أكثر من ٥٠ دولة فتحت على يد قادة عرب ويركزون في منهاجهم الثقافي على الأمازيغي طارق بن زياد بالقول ان العرب لا حصة لهم في الفتوحات !! .. علماً ان البربر عاشوا لمئات السنين على بعد ” شمرة عصى ” من الأندلس فشلوا أن يعبروا الى الضفة الأخرى لحين دخولهم في الاسلام .. حيث كان مهندس فتح الأندلس هو نفس الشخص الذي فتح جزيرة قبرص ، القائد العربي موسى بن نصير الذي كانت خيوله أول من ” رقص ” في مياه البحر الأبيض المتوسط !! .. وبعدهم دخلها صقر قريش عبدالرحمن الداخل لوحده الذي وسع ملك المسلمين في اسبانيا الى اجزاء كبيرة من فرنسا حيث يُنسب له بناء حضارة العرب الرائعة في الأندلس .
أَن يُبدع علماء وقادة مسلمين غير عرب في ظل الامبراطورية العربية الاسلامية هو حدث عظيم يُحسب لهم ( للعرب ) ولا يُحسب عليهم ، فكانوا الخيمة التي اظلت الجميع … أكثر ما يحزنني وأنا الذي عاش في أمريكا أكثر من ١٠ سنوات ، اعرف جيداً قيمة وعظمة الأمة الأمريكية التي احتضنت جميع الأقوام حيث اعطتهم فرص رائعة لكي يبدعوا مثلما فعلت قبلهم بألف سنة الامبراطورية العربية الاسلامية !! .. يحزنني أن شيعة خميني ما أن حدثتهم عبر حلقات التواصل الاجتماعي عن الحضارة العربية الاسلامية حتى يسرعوا الى ارسال قائمة ” جاهزة ” لك من العلماء المسلمين الغير عرب من الذين ابدعوا في ظل الحضارة العربية الاسلامية لكي ” يثبتوا ” لك ان العرب لا دور لهم … جهلة لا يعلمون ان الفضل يعود ” للخيمة ” التي اظلتهم وهيئت لهم ظروف الابداع مثلما فعلت امريكا !!
ملاحظة خارج النص : اعتذر عن خطأ تاريخي ذكرته لكم سابقاً .. فبعد قراءتي ان الرسول محمد (ص) تزوج صفية بنت حيي ودَخَلَ فيها فعلياً اثناء طريق عودته من خيبر الى المدينة ، ادركتُ ان الذي قاد ١٤٠٠ شخص في سنة ٧ هجري لفتح حصون خيبر الثمانية هو النبي محمد وليس علي بن أبي طالب الذي فتح أصعب حصن في خيبر .. فكان علي ومحمد بن مسلمة الأنصاري اشجع الرجال قتالاً … أين الخطأ الذي وقعتُ فيه ؟ .. اخبرتكم ان أول من سبى النساء في الاسلام هو علي بن أبي طالب عندما فتح خيبر .. ولكن بما أن الرسول كان فعلياً في ارض المعركة وانه تم جمع النساء السبايا بعلم الرسول محمد (ص) ومنهم صفية بنت حيي التي تزوجها الرسول بعد ذلك بعدة أيام .. لذلك يكون الرسول هو أول من سبى النساء في الاسلام وليس علي بن أبي طالب … حينها اخبرتكم ان سبي النساء كان شائعاً قبل وبعد بعثة محمد (ص) في جميع أمم الأرض … هذا التصحيح يعتبر رصاصة ” قاتلة ” في فكر شيعة خميني الذين يعتبرون سبي جيش عمر بن الخطاب لبنات يزدجر كسرى الفرس عمل غير ” حضاري ” وليس من الاسلام ، على الرغم من ان عمر كان حينها في المدينة المنورة على بعد آلاف الكيلومترات من ساحة المعركة .. ناسين أو متناسين سبي جيش محمد الى صفية بنت حيي وغيرها من نساء خيبر تم بوجود محمد في ساحة المعركة … لذلك لم يفعل أبو بكر وعمر شيئاً (مثل ارسال الجيش خارج الحدود ، سبي النساء ، جمع الغنائم من مواشي وتمور الخ) لم يفعله النبي محمد (ص) … لذلك نقول لشيعة خميني ” كش مَلك ” ، هذا اذا كانوا سامعين بلعبة الشطرنج !!!