هل ارتد عرب الجزيرة عن الاسلام بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ؟ … لا زلنا نناقش المنهاج الثقافي الحزبي لشيعة خميني الذين يرفضون ١٤٠٠ سنة من التاريخ الذي صنعه العرب مستخدمين العرب العاربة والمستعربة وغير العرب في صناعة تاريخ الأمة ، وهي مسألة تتشرف الأمة العربية والإسلامية بها وسوف نناقشها بالتفصيل في مقالتنا الأخيرة التي ترد على ادبياتهم … لا يعتقد شيعة خميني ان عرب الجزيرة ارتدوا عن الاسلام بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ويقولون ان عرب الجزيرة لم يرتدوا وإنما رفضوا الاعتراف بالخليفة الجديد أبو بكر وكانوا يريدون علي هو من يخلف رسول الله ، لذلك امتنعوا عن دفع الزكاة الى أبو بكر .. ضاربين عرض الحائط قوله تعالى ” قالت الأعراب آمنا .. قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا ” !!
بعد سنتين من هجوم علي بن أبي طالب بسريته على قبيلة بني سعد بن بكر في فدك قرب يهود خيبر وسلبه ممتلكاتهم من المواشي والجمال (غنائم) ، جهزت قبيلة سعد بن بكر
مع قبائل هوازن وثقيف ونصر وجشم جيشاً كبيراً لمحاربة المسلمين ، والتقيا في وادي حنين ودارت معركة شرسة جداً كادت أن نقضي على جيش المسلمين ، الى الحد ان الكتيبة الأولى بقيادة خالد بن الوليد التي دفعها النبي محمد الى ساحة المعركة دمرت عن بكرة أبيها وقد سحب المسلمون خالد بن الوليد من ساحة المعركة ولم يبقى مكاناً في جسده إلا وبه طعنة رمح أو ضربة سيف !! .. عندها استشعر محمد الخطر الهائل الذي يحيط بجيشه فبدأ يصرخ ” أنا النبي لا كَذِب .. أنا ابنُ عبدالمطلب ” .
لذلك فعلاً ان العرب خارج مكة والمدينة ارتدت عن الاسلام بعد وفاة النبي محمد (ص) .. ومن يقرأ عن ال ٧٣ سرية التي بعثها الرسول الى القبائل العربية واليهود للإغارة عليهم .. يضاف لها بعض الغزوات والمعارك منها غزوة حنين في شهر شوال من السنة الثامنة للهجرة (أي قبل سنتين وخمسة أشهر من وفاة الرسول) التي تحدثنا عنها تجعل القارئ يستنتج ان العلاقة بين دولة محمد (ص) في المدينة لم تكن طيبة ابداً مع القبائل العربية في جزيرة العرب .. لذلك عندما توفى الرسول ارتدت تلك الأقوام ; هذا اذا كانت قد اسلمت فعلاً !!
حدث (الردة) لا يستغرب وقوعه كل من قرأ التاريخ بتمعن … لذلك عندما قرأتُ التاريخ بتمعن ادركتُ حجم الخطر المرعب الذي ورثه الخليفة الجديد أبو بكر الصديق وقائده العسكري فارس الجزيرة العربية خالد بن الوليد ، وهو خطر ردة قبائل الجزيرة العربية – التي اسلمت منها والتي لم تسلم أصلاً … يضاف لهما خطر ظهور سياسة ” ملئ الفراغ ” ; ليس فقط ارتداد غالبية قبائل بني تميم ( قبيلة مالك بن نويرة ) عن الاسلام ، وإنما ادعاء ” مدام ” سجاح التميمي النبوة لملئ ” شاغر ” النبي محمد (ص) .. فقال فيها عطارد بن حاجب ، أحد اسياد بني تميم شعراً ” أضحت نـبـيـتـنا أنثى يُطاف بها وأصبحت أنبياء الناس ذكرانــا “.. وكذلك ارتد أهل اليمامة وظهر فيهم ” نبي جديد ” مسيلمة الكذاب تحالف مع سجاح لغزو ديار المسلمين .. كذلك ادعى طليحة بن خويلد الأسدي النبوة في قومه بني أسد … لذلك كانت المعارك التي خاضها جيش المسلمين بقيادة خالد بن الوليد لمحاربة المرتدين صعبة جداً ، لا تقل في خطورتها عن معركة حنين التي خاضها الرسول مع نفس تلك القبائل ، بل اضيف لهما قبائل اخرى مثل أسد وبني حنيفة وعبس وغطفان وتميم وسليم .. والتاريخ يخبرنا ان اشرس المعارك وأخطرها حدثت مع بني حنيفة بقيادة مدعي النبوة مسيلمة الكذاب انتهت بقتله وانتصر خالد بن الوليد على أهل اليمامة وبقية القبائل المرتدة … لذلك ان الاجابة على سؤال الحلقة من خلال قراءة تلك الأحداث تثبت بالدليل العلمي القاطع ان عرب الجزيرة ارتدت فعلاً عن الاسلام بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، وان الموضوع لا علاقة له بشخصية واسم الخليفة الجديد .
ملاحظة خارج النص : علَّقَ على مقالتي السابقة (رقم ٤٨) السيد كامل الحداد ووصفني كحال الكلب الذي ينبح والقافلة تسير ، اذ قال ” المقال لا يستحق القراءة… فهو يحمل رسالة مع الكلاب من خلف القافلة…. والقافلة ستسير ولن يمنعها نباح مصطفى سعيد واسيادة.
تحياتي لكل حر شريف. كامل الحداد. “…. الرد على السيد الحداد : كانت عندك فرصة لتقارع الحجة بالحجة ولكنك هربتَ الى عالم ” الحيوان ” !! .. أن أكون ” كلباً ” ينبح لأُحذر قبيلتي ( العرب ) من أن قافلة غريبة ( الفرس ) دخلت ارضهم .. خيراً من أن أكون ” حماراً ” يمتطيني الفرس الخمينيين وليس الأحرار منهم الذين يهتفون هذه الأيام بسقوط نظام الدكتاتور خامنئي !! .. وأما قولك ” والقافلة ستسير ” ، فاني ” ابشرك ” ان قافلة خميني سارت فعلاً وليس ستسير ; لقد سارت منذ أن اجتمع الخميني مع فريق المخابرات المركزية الأمريكية ( CIA ) في باريس لمدة اسبوعين اوائل ١٩٧٩ ، وان الخميني ( حسب الوثائق التي رفعت عنها الحكومة الأمريكية السرية هذا العام ، ٢٠١٧) لم يصعد سلم الطائرة الفرنسية التي نقلته الى طهران حتى أخذ الضوء الأخضر من فريق ال CIA بالتعهد له بولاء الجيش الايراني وعدم عرقلة ” الثورة ” !!! … نعم قافلة خميني استمرت في السير عندما حولَّ الجزار صادق خلخالي رافعات البناء في طهران الى مشانق أعدم فيها الشيوعيين واليساريين الوطنيين !! .. كل هذا حدث قبل أن تزود اسرائيل الخميني بالأسلحة الفتاكة فيما عرفت بفضيحة ايران – كونترا !! … فعلاً ياأستاذ كامل الحداد القافلة تسير حيث تصدر العراق الذي يحكمه شيعة خميني قائمة دول العالم بعدد أيام العطل الرسمية ( ٧٥ يوماً في السنة ) .. يضاف لهما ١٠٥ أيام عطل نهاية الاسبوع و ٦ أيام غضب الله ، ارتفاع درجة الحرارة فوق ال ٥٥ درجة مئوية ليصبح المجموع ١٨٦ يوم ، أي أكثر من ٦ أشهر ; لذلك فعلاً القافلة تسير !!