19 ديسمبر، 2024 12:06 ص

الى السيد قيس الخزعلي مع اطيب التحيات – ٤٣

الى السيد قيس الخزعلي مع اطيب التحيات – ٤٣

لماذا لم يخضع عمر بن الخطاب لقانون ” التدرج الوظيفي ” في الخدمة المدنية مثلما خضع له أبو بكر وعثمان وعلي ؟ … علي بن أبي طالب ، عثمان بن عفان ، الزبير بن العوام ، عبدالرحمن بن عوف ، سعد بن أبي وقاص ، طلحة بن عبيد الله ، أبو عبيدة عامر بن الجراح وغيرهم دخلوا في الاسلام بعد ” ١٠ أيام ” فقط من بعثة محمد (ص) ; بينما دخل عمر بن الخطاب في الاسلام السنة الخامسة للدعوة ، أي بعد ” ١٨٢٥ يوم ” من بعثة محمد (ص) .. فلماذا تقدم عمر بن الخطاب الصفوف بسرعة ” الصاروخ ” علماً انه جاء من عشيرة صغيرة في قريش ؟؟؟ .. بينما عثمان بن عفان مثلاً جاء من أقوى عشيرة في مكة (بني أمية) والهاشمي الزبير بن العوام هو ابن عمة الرسول و سعد بن أبي وقاص هو خال الرسول صلى الله عليه وسلم !! … مرة أخرى سوف نُخرِج علي بن أبي طالب من المقارنة مثلما فعلنا في الحلقة ٤١ وذلك لصغر سنه حيث كان عمره ١٣ سنة عند اسلام عمر ; أي لا يزال مرفوع عنه القلم حتى يبلغ الحلم .. لذلك من العدالة أن لا نُشرِك علي بن أبي طالب في ” السباق ” ، ولكننا سوف نعود الى ذكره لأن علي استطاع كذلك أن يتقدم الصفوف في الجزء الثاني من بعثة محمد ، أي الفترة المدنية .
اذاً لابد أن يكون هناك أكثر من سبب جعلت من عمر يتحرك من الصفوف الخلفية ويتقدم الى الصف الأول ” ويزيح ” المئات من الصحابة والقرابة ويجلس جنب الرسول في حياته ومماته !! … أدبيات أهل السنة والجماعة مليئة بالقصص التي تتحدث عن شجاعة عمر في الفترة المكية بعد اسلامه من انه لم يعيش الفترة السرية التي عاشها من سبقه ، وانه جاهرَ بإسلامه منذ اليوم الأول وله مقولة شهيرة قالها يوم هجرته مخاطباً الكفار من قريش ” مَن أَرادَ أن تثكله أمه فليلحق بي خلف الجبل ” ! … كل هذا لم ” يطربني ” في عمر ولم يجيب على سؤال الحلقة لأن قطعاً يوجد من هو اشجع من عمر من ناحية ” العضلات ” ; فما هو السبب ياترى ؟
لأني حريص في كل رسائلي الى السيد قيس الخزعلي على مخاطبة شيعة الخميني من العرب لعلهم يتوقفوا عن خدمة المشروع القومي الفارسي – الخطر الأول الذي يهدد الأمن القومي العربي ، فاني سوف لا ” استعير ” من أدبيات أهل السنة والجماعة التي لا يؤمنون بها أصلاً لكي أُحدث شرخاً في عقيدتهم التي هي مزيج ما بين الاسلام (الذي يجمعني وعبدالله مع عبدالحسين وعبدالزهرة) ; والمسيحية والبوذية (التي تجمع عبدالحسين وعبدالزهرة مع جورج و تاكاشي ! – يجمعهم تعذيب الجسد من فج الرؤوس بالساطور وضرب الصدور والظهور بالزناجيل – انتقلت اليهم عن طريق الهنود ; حيث كانت هذه الطقوس شائعة عند البوذيين وبعض فرق النصرانية في أوروبا قبل عدة قرون) ; والفرعونية (التي تجمع عبدالحسين وعبدالزهرة مع اخناتون وتوت خان آمون ! – يجمعهم احياء اربعينية الميت – فعندهم زيارة ” قبر” الحسين في اربعينيته تعادل ١٠٠ حجة لبيت الله الحرام والوقوف على جبل عرفة) ; واليهودية (التي تجمع عبدالحسين وعبدالزهرة مع بنيامين نتنياهو ! – قولهم علي وصيف محمد مثل قول اليهود هارون وصيف موسى – علماً ان هارون لم يخلف موسى ، اذ توفى قبله ، وان هارون ترك قوم موسى يعبدون العجل !!!) ; والمجوسية (التي تجمع عبدالحسين وعبدالزهرة مع علي يونسي ، مستشار الرئيس الايراني روحاني ! صاحب مقولة لقد عادت الامبراطورية الفارسية من جديد – تجمعهم نظرية الحق الالهي التي تتحدث عن السلسة البشرية المختارة ; الكسروية عند المجوس ، وذرية جارية الحسين ، بنت كسرى الفرس التي أهداها له عمر بن الخطاب عند شيعة الخميني) !! .. استحلفكم بالله ياقرائي الأعزاء ، هل هذا هو اسلام ” محمدي ” كما يدعون أم دين ” كوكتيل ” أم نحن في برنامج من كل قطرٍ ” أُغنية ” !!! .. لذلك سوف استعير من ادبياتهم التي يستخدموها ضد عمر بن الخطاب للإجابة على السؤال الذي طرحناه هنا.
لنأخذ مثال عن حالة حدثت اثناء مرض الرسول (ص) قبل وفاته ببضعة أيام يرددها شيعة خميني لغرض الطعن بعمر ، ولكنها بدون أن يدرون تؤكد مكانة عمر .. تمرض الرسول (ص) مرضاً شديداً قبل وفاته ودخل في غيبوبات متعددة ، وعندما صحى بعد احداها طلب أن يُجلب له شيء ليكتب للأمة ، فرفض عمر أن يُنَفذ طلب الرسول وهو في هذه الحالة وفي النهاية لم ” يجرأ ” أحداً أن يجلب للرسول محمد (ص) حاجة يكتب بها كوصية للأمة .. كأن عمر يقول للحضور ان الرسول أخبر الأمة بكل آيات القرآن الكريم ال ٦٢٣٦ آية ، والذي فيه ” تبياناً لكل شيء ” كما اخبرنا الله ، بدون أن يقول لهم ” هاتوني شيء لأكتبه لكم ” … العجيب ان التاريخ لم يخبرنا كيف تصرف علي بن أبي طالب (مرشح ” الله ” لخلافة الرسول كما يعتقد شيعة خميني) ! .. أليس المفروض أن ” يصرخ ” بوجه عمر ويقول له أمام الحاضرين ” أنا مَن يُقرر ذلك لأن الله ورسوله قررا في غدير خم تعيني بمنصب خليفة الرسول عند وفاته !! .. حقاً ” تطربني ” الحلقات المفقودة في التشيع !
سيد بني أمية داهية العرب أبو سفيان بن حرب (والد معاوية) تنبه الى صعود نجم عمر بن الخطاب بين أكثر من ١٠٠ ألف صحابي ، وكان هذا لا يعجبه لأن بني هاشم وبني أمية هم أسياد قريش منذ مئات السنين .. فذهب مسرعاً الى علي بن أبي طالب عند وفاة الرسول بعد أن اختار الأنصار وعمر بن الخطاب وأبو عبيدة عامر بن الجراح في اجتماع السقيفة أبو بكر خليفة لرسول الله .. فمد أبو سفيان يده الى علي وقال له ” اني مبايعك أن تكون خليفة رسول الله ” .. فرفض علي خوفاً على الأمة من الفتنه كما اخبر أبو سفيان .. فقال أبو سفيان ” محذراً ” علي انها (أي الخلافة) إن ذهبت الى أبو بكر سوف لا تعود ( لنا ) ، سوف تذهب بعده الى عَدي (يقصد الى عمر بن الخطاب لأنه من عَدي ، وفعلاً ذهبت الى عمر !) .. تفكير قَبلي ووَجاهات من داهية العرب !! … بما أنني اطلتُ عليكم ، فجواب سؤال هذه الحلقة تجدوه في صفحات الحلقة رقم ٢٨ المنشورة سابقاً ، ولكن بسؤال مختلف.