23 ديسمبر، 2024 6:04 ص

الى السيد قيس الخزعلي مع اطيب التحيات – ٤١

الى السيد قيس الخزعلي مع اطيب التحيات – ٤١

لمن منحت لجنة التحكيم المستقلة جائزة أكثر شخص صَدَّقَ برسالة محمد (ص) في بدايتها ; هل منحتها الى صديق الرسول ، أبو بكر أم الى زوجة الرسول ، خديجة ؟ … لسنا هنا بصدد التقليل من شأن أول من أسلم من النساء خديجة ، أحب نساء الرسول الى قلبه كما اخبرتنا زوجته عائشة في الحديث المروي عنها حصراً لأنها كانت مع الرسول في حجرتها لوحدهما عندما سألت زوجها عن أحب النساء الى قلبه ، وكانت تعتقد انه سيقول لها أنتِ ياعائشة ; واذا بجواب الرسول يخبرها بأن زوجته المتوفية خديجة هي أحب النساء الى قلبه … طبعاً عائشة كانت تستطيع أن لا تخبرنا بهذا الحديث الذي دار على فراشها بينها وبين زوجها ; ولكنها الصديقة بنت الصديق ” داست ” على كرامتها كامرأة وأخبرت الأمة بهذا السر !!
ثلاث أسماء رفعت الى لجنة التحكيم للحصول على ” الجائزة ” الاولى التي حددها سؤال الحلقة وهم أول من أسلم من الرجال (أبو بكر – كان عمره ٣٨ سنة) وأول من أسلم من النساء (خديجة – كان عمرها قد تجاوز ال ٦٠ سنة) وأول من أسلم من الأطفال (علي – كان عمره ٨ سنوات) …. لجنة التحكيم استبعدت علي من المسابقة النهائية وذلك لصغر سنه عند بعثة محمد (ص) ; أي كان طفلاً مرفوع عنه القلم حتى يبلغ الحلم … اللجنة عللت ذلك بالقول ” ان أي أب عطوف على ابناءه يعيش الآن في لندن أو باريس أو نيويورك أو مراكش أو غيرها يستطيع في خمس دقائق أن يُقنع ولده ابن ال ٨ سنوات بأنه نبي مرسل من السماء لأن هذا الطفل لا يعي معنى نبي مرسل ولا معنى الملائكة ولا حتى جبريل ! مثلما يوجد الآن ما يقارب من ١٠٠ مليون طفل مسيحي في العالم ( من عمر ٣ سنوات الى ١٢ سنة ) ينامون ليلة الخامس والعشرين من شهر ديسمبر من كل عام قرب المدفئة ينتظرون أن يهبط عليهم ” سانتا كلوس ” من المدخنة وهو يحمل هدايا اعياد الميلاد لهم ويضعها جنب رؤوسهم وهم نيام كما يعتقدون !! .. تبرير منطقي من لجنة التحكيم ، أليس كذلك ؟ أنا شخصياً مقتنع بقرار لجنة التحكيم باستبعاد من لم يبلغ الحلم وحصر الجائزة في خديجة و أبي بكر.
كما ذكرنا سابقاً ، أبو بكر كان رفيق الدرب لمدة ٢٣ سنة ، من الأيام الأولى للبعثة حتى وفاة الرسول (ص) .. صدق برسالة صديقه محمد ابن عبدالله حالما اخبره ان الوحي جبريل نزل عليه في الجبل وانه اصبح من الآن نبياً ، فيجيبه أبو بكر بدون تردد أنا مصدقك وأشهدُ أنك رسول الله .. هذا شيء كبير ، أما الأغرب من هذا فقد حدث بعد أكثر من ٨ سنوات من بدء الدعوة عندما رد على قريش الذين قالوا لأبي بكر ان صاحبك يقول انه اسري به الى بيت المقدس وعرج به من هناك الى السماء السابعة وقابل الله ورجع في نفس الليلة ، فيجيبهم أبو بكر بدون تردد ” ان قالها فقد صدق ” ! .. عظمة والله عظمة .. لذلك لقب أبو بكر بالصديق.

بينما خديجة زوجة محمد بعد أن هدأَّت من روع زوجها الخائف من هول نزول الوحي عليه لأول مرة ذهبت الى ابن عمها الكاهن النصراني ورقة بن نوفل تخبره بأن زوجها يقول ان الوحي نزل عليه ، فبشرها بأنه نبي وعادت وهي ” مطمئنة ” لتخبر زوجها برد الكاهن النصراني .. هل كان محمد ينتظر أن تأتيه ” البشرى ” من كاهن نصراني حتى ” يطمئن ” انه نبيٌ مُرسَل ؟ .. هل خديجة ذهبت الى ورقة بن نوفل تحت شعار ” ليطمئن قلبي ” أم لأن ورقة قد اخبر خديجة سابقاً بقرب ظهور نبي كما تذكر بعض الروايات ؟ ماذا لو اخبرها الكاهن النصراني بعكس ذلك ، فهل كانت لتصدق زوجها أم الكاهن !! .. هذه الرواية الشيعية ” قال الكازروني في المنتقى وفي رواية اخرى انّ خديجة اتت ورقة وقالت أخبرني عن جبرئيل ما هو ؟ قال قدوس قدوس ما ذكر جبرئيل في بلدة لا يعبدون فيها الله ؟ قالت ان محمّد بن عبد الله أخبرني انّه أتاه قال فان جبرئيل هبط إلى هذه الأرض لقد أنزل الله إليها خيراً عظيماً هو الناموس الأكبر الذي أتى موسى وعيسى بالرسالة والوحي … ” ان صحت تثبت لنا ان خديجة لم تسمع بجبريل من قبل ولم تكن مصدقة ١٠٠% ان زوجها قد أصبح نبي !!
بعض الروايات التي ترويها ادبيات أهل السنة والجماعة كذلك تقول ان خديجة ذهبت لوحدها الى ورقة بن نوفل وروايات أخرى تقول ان خديجة اخذت محمد ( انطلقت به !) الى الكاهن ورقة بن نوفل ; فهل الكهنة هم من يخبرون الأنبياء انهم أنبياء !!! .. لذلك لا اعتقد ان الرسول محمد (ص) قد ذهب الى الكاهن النصراني إلا اذا كان هذا بسبب اصرار خديجة وان ذهابه اليه ( اذا حدث ) لم يزيد ولم ينقص من ايمانه انه نبي الله ، وإنما تلك الزيارة زادت من ايمان خديجة من ان زوجها اصبح نبي ! … اذاَ الثابت لدى لجنة التحكيم ان خديجة ذهبت الى الكاهن النصراني لتسأله عما جرى لزوجها .. بينما لم يذهب أبو بكر الى أي شخص يسأله عما جرى لصديقه لأنه صدق بقول النبي له على الفور وردد الشهادة التي لا أظن ان خديجة رددتها قبل أن ” يطمئنها ” ابن عمها الكاهن النصراني !! … لذلك نحن نعتقد ان الجائزة ذهبت الى أبو بكر.
ولكن مهلاً لجنة التحكيم ان تصرف خديجة كان طبيعياً سوف تفعله زوجتي أو زوجتك أو أي زوجة صالحة يرجع لها زوجها في ذلك الزمن نازلاً من الجبل يرتعد من الخوف يخبرها ان الوحي جبريل نزل عليه ; بينما أبو بكر لم يعش تلك الساعات المرعبة التي عاشتها خديجة مع زوجها المرعوب أكثر منها ! .. ثم ألم يكلم الله موسى ، ومع هذا موسى لم يكن مطمئناً ١٠٠% فطلب من الله أن يُريه نفسه ; قال أولم تؤمن ؟ فرد موسى على الله ” قال بلى ولكن لتطمئن نفسي ” ! .. لجنة التحكيم ردت بالقول ان ما ذكرتموه للتو زادنا اصراراً على منح الجائزة الى أبو بكر .
ملاحظة خارج النص : ١. كذلك وردت اعتراضات من شيعة خميني الى لجنة التحكيم بالقول ان عم الرسول أبو طالب هو أول من أسلم من الرجال أو الكبار وليس أبو بكر … ردت اللجنة ان أبو طالب لم يدخل في الاسلام ، وهو الذي بعثته قريش الى محمد يعرض عليه ان اراد محمد مالاً جعلناه اغنى قريش وان اراد منصباً نصبناه علينا ، فقط يترك هذا الدين ويترك القول انه نبي .. فقال له أبو طالب بعد ان عرض على محمد رسالة قريش ” ماذا تقول ياابن أخي ؟ .. فرد عليه الرسول بقولته المشهورة ” والله ياعماه لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي على أن اترك هذا الأمر ما تركته ” .. فلو كان أبو طالب مسلماً مصدقاً بدين محمد مثلما صدقه أبو بكر لما قال لمحمد وهو يعرض عليه ” بضاعة ” قريش ” ماذا تقول ياابن أخي ” ؟؟؟
٢. المسيح عليه السلام يقول في كتابه المقدس ” لم أٌبعث إلا الى خراف بني إسرائيل الضآلة ” (انجيل متى 24:15) … الشاهد وأنا أُحضر للموضوع شاهدت يوتيوب لاثنين من خراف بني إسرائيل الضآلة ، امرأتان من اقباط مصر يتهجمون على خديجة ومحمد وورقة بن نوفل بالقول ان ورقة لم يكن نصرانياً حقيقياً وإنما كان مشعوذاً قد ضلل خديجة لأن محمد ليس نبي مُرسل وانه أخذ معلوماته من ورقة … الرد : ان ورقة مات بعد ٣ سنوات من بعثة محمد التي استمرت لمدة ٢٣ سنة .. ان محمد كان أُمياً لا يقرأ ولا يكتب .. ان ” ساعي البريد ” الذي أوصل لكما رسالة السيد المسيح قد أخطأَ في العنوان لأني لا اظنكما من خراف بني إسرائيل الضآلة !! .. ٣. حق الرد دائماً يكفله موقع كتابات .