هل دَفنَ الحسن والحسين والدهما علي بن أبي طالب في النجف ؟ …. في سنة ١٢ هجري بعث الخليفة الأول أبو بكر الصديق فارس الجزيرة العربية خالد بن الوليد لتحرير عرب العراق من الاحتلال الفارسي المجوسي. ففتح النجف والأنبار ودخلتا في الاسلام ، وقتل خالد بن الوليد هرمز الفرس المجوس (الذي كان اسمه يرتعد منه عرب العراق خوفاً ، والذي سمي مضيق هرمز بعد اسمه) قبل أن يصله أمر الخليفة لمغادرة العراق والتوجه الى بلاد الشام … بعد ٥ سنوات تم اكمال فتح العراق وبنى الخليفة الثاني عمر بن الخطاب مدينة الكوفة سنة ١٧ هجري … في سنة ٣٦ هجري نقل الخليفة الرابع علي بن أبي طالب الخلافة من مدينة الرسول ، المدينة المنورة الى الكوفة .. وبقى يحكم جزء من الأمة في الكوفة حتى قُتل في ٢١ رمضان سنة ٤٠ هجري ( ٢٧ يناير – كانون الثاني ٦٦١ ميلادي ) .
بسبب العداء الشديد بين علي بن أبي طالب والكثير من شعبه ( يا أشباه الرجال ولا رجال .. لقد سئمتكم وسئمتموني !!) ، أوصى علي عندما حضرته الوفاة ولديه الحسن والحسين بدفنه في مكان سري وفي عتمة الليل لكي لا يعبث بجثته أعداءه ; وقد تحقق له ما أراد ، فلا يُعرف مكان قبره لحد الأن … بالمقابل ، أوصى الخليفة الثاني عمر بن الخطاب الذي كان يحكم كل الأمة من مدينة الرسول والذي قتله أبو لؤلؤة المجوسي; أوصى ابنه عندما حضرته الوفاة أن يُدفن بجوار رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.. وقد تحقق له ما أراد ودفن في المسجد النبوي جنب رسول الله .. فشتان ما بين وصية هذا ووصية ذاك !!!
نعود الى يوم وفاة الخليفة الرابع علي بن أبي طالب في ٢١ رمضان سنة ٤٠ هجري ، المصادف ٢٧ كانون الثاني ٦٦١ ميلادي ; خرج الحسن والحسين ليلاً لدفن والدهم في عز الشتاء ، نهاية الشهر الأول من السنة الميلادية حيث تكون الكوفة وما جاورها باردة ومظلمة ليلاً والقمر يتجه نحو الأفول… المسافة ما بين الكوفة والنجف هي ١٢ كم … دعونا نتصور انه قبل حوالي شهر من الأن ، أي في ليلة ٢٧ – ١ – ٢٠١٧ انقطعت الكهرباء كلياً عن مدينة الكوفة وما جاورها وخرج رجلان من الكوفة مساءً على ظهر الحمار لدفن جثة رجل حيث البرد القارص … بالله عليكم ياأهل الكوفة ، هل يحتاج أن يمشي الحمار أو الجمل أكثر من ٣ كلم خارج الكوفة لدفن ذلك الرجل دون أن يعرف مكانه ” الجني الأزرق ” !! … هل يستطيع مَن قطع في ليلة شتوية باردة مظلمة على ظهر الجمل مسافة ١٢ كلم أن يحفر حفرة يدفن فيها رجلاً ثم يعود في نفس الليلة الى مكان انطلاقه !! ….أول مرة أُعلن فيها عن مكان قبر الخليفة الرابع علي بن أبي طالب كان بعد ٣٠٠ سنة من وفاة علي !!! علماً ان العواصف الرملية والترابية التي كانت تهب على صحراء النجف مدة ٣٠٠ سنة كافية لردم القبر عشرات المرات !! … لذلك عقلاً ومنطقياً فان علي لم يُدفن في النجف وان قبره موجود في مكانٍ ما تابع لحدود بلدية الكوفة وليس النجف ، وكان المفروض أن تكون الكوفة هي المدينة المقدسة عند الشيعة وليس النجف.
لم يخبرنا التاريخ ان الحسن أو الحسين قد زارا قبر والدهما لا في النجف ولا في أي مكان آخر حتى بعد الصلح ، عام الجماعة حيث ترك جميع آل أبو طالب وآل العباس الكوفة ورجعوا الى المدينة المنورة ، ولم يعدها أحدهم إلا بعد ٢١ سنة عندما توجه الحسين الى الكوفة ولم يصلها حيث قُتل ومن معه في صحراء كربلاء عدا النساء وصبي واحد لم يروا قبر علي من قبل … حينها كان همهم الأول هو: هل دُفنَ جسد الحسين المقطوع عن رأسه ومعه ٧٥ جثة أم تُرِكوا في صحراء كربلاء تنهش لحومهم الحيوانات السائبة ، وليس همهم أين دُفنَ علي !!! … حتى شهداء أحد ال ٧٠ شهيد لم يدفن الرسول كل منهم في قبر خاص به .. بل دفنهم في حفرة واحدة … لذلك يا شيعة الخميني ، ان الذي تزوروه في النجف هو قبر ” الجندي المجهول ” لعلي ، والذي تزوروه في كربلاء هو قبر ” الجندي المجهول ” للحسين … وقد اخبرنا بذلك المؤرخ المسعودي في الجزء الثالث من كتابه مروج الذهب ، فيما يخص الحسين … لذلك عندما قررت زيارة قبر الحسين والسلام
عليه عرفتٌ أينَ أذهب .. ذهبتُ الى المسجد الأموي في دمشق حيث دَفَنَ رأسه يزيد بن معاوية قرب قبر نبي الله يحيى … هذا يعني ان كل الداطلي ( نوع من أنواع الحلوى ) الذي أكله السيد رئيس الوزراء حيدر العبادي في العام الماضي قرب ” قبر ” الحسين في كربلاء هو داطلي عادي غير ” مقدس ” !!