تحية لك وتحية لأمانة بغداد ولمجلسها الموقرولكل منتسبيها الأكارم المخلصين وامنياتي للجميع بالتوفيق واالنجاح ولكل حريص ومتفاني لخدمة هذا البلد العزيز الجريح بالعلو والسمووالتقدم والفلاح وألأمن والأمان …انشاء الله …
سيدتي الفاضلة …وانت تبادرين لمشروعك الجميل بتزيين بغداد الحبيبة بالزهور والورود والخضرة لأستقبال الربيع الذي يتناغم مع الانتصارات العظيمة لجيشنا الباسل وشعبنا العظيم بكل اطيافه والوانه يدا واحدة لدحر كل الأعداء والمتربصين ومحاولاتهم لتمزيقه … والبدء بمرحلة بناء الانسان العراقي الجديد الذي عانى الويلات والانكسارات ودعمه بكل الوسائل المتاحة من جديد وتعمير مادمرته الحروب الداخلية والخارجية والداعشية ….
سيدتي الفاضلة …قرات عن مشروعك الجميل بغرس مليوني زهرة وتابعته في الصحف العراقية وبعض مواقع التواصل الاجتماعي وهذا جهد تشكرين عليه ولا اشك في نيتك البريئة الخالصة لله والوطن ولبغداد وآهاليها وأسمع من بعض المغرضين و الذين في قلوبهم مرض وهم كثر جميعهم من دعاة نظرية المؤمرة العراقية التي لاتنتهي …وأقول صادقا وداعما انما الأعمال بالنيات ولكني اقول لك ان أنبات هذه الزهور الجميلة يحتاج الى ارض خصبة وجو يساعد على نموه وتفتحه وبيئة ملائمة من ماءوهواء نقي ونفس راضية مطمئنة وارضنا والحمد لله ارض خصبة صالحة للزراعة اضافة الى اجواء الربيع ونمو الزهور وهطول الامطار وهناك ايضا دجلة الخير …وام البساتين وكل مايدعم مبادرتك الجميلة ….
ولكن ياسيدتي وسؤالي بريء والله يشهد على ما أقول …خال من اية نكهة سياسية …!!هل تتلائم الزهور مع تلال الأزبال وهل يمكننا ان نشم رائحة زهرة من زهورك وسط ركام القمامة والاوراق الطائرة والاتربة العفنة واطيان الأمطار ومخلفات المجاري وانقاض الابنية العشوائية ومستعمرات الحواسم التي حولت بغداد الى مدينة من مدن العصر الحجري …أم ربما زهورنا تورق داخل صواعق الانفجارات …وانت أدرى ببغداد وشعابها…
ولا ادري ياسيدتي ان كنت قرات التقرير الذي بشرنا به مركز ((ميرسير)) لاستثمارات المدن واصبحنا علكا بفم الصديق والعدو والتقرير اخذ بنظر الاعتبار
في تقيمه العام الاستقرار السياسي والاجتماعي والامن والامان الذي تدخل خلاله الرعاية الاجتماعية والصحية للمجتمع والتربية والتعليم والثقافة بأنواعها والترفيه والنقل والمواصلات والاتصالات والامور الجمالية كالمقاهي الثقافية والمسارح ودور السينما ودور الأوبرا ومجالات الحياة المعدومة في بغداد الحبيبة اضافة الى امور اخرى اعتمدها التقرير المذكور والذي اخذ ((231)) كان ترتيبنا الأخير وهذا يعني ان بغدادنا أسوأ المدن ولا اريد ان اذكرك كيف كانت بغداد وسمعتها والى اين وصلت فانت اكيد تعرفين تاريخ هذه المدينة العريقة التي كانت ملجأ الادباء والفنانين والمثقفين والعلماء والحكماء ….
واتمنى اخيرا ان لايكون كلامي هذا يجعلك تتردين في مبادرة الزهور اوتتراجعين وطالما دعمتك منظمات المجتمع المدني وشاركتك الطاقات الشبابية الخيرة والفرق الطوعية ولابأس من شحذ كل الهمم والطاقات لتنظيف بغداد ولنستفيد من تجارب الآخرين ونبدأ من اليوم دعما لبغداد الحبيبة التي تستحق ان نبذل قصارى جهدنا لنزيد من المساحات الخضراء ونكثر الحدائق العامة وتهيئة اجواء مناسبة للعائلة البغدادية .ونبدأ معا ونتكاتف جميعا من اجل بغداد جميلة ونظيفة وهادئة تعبق رائحة زهورها في كل مكان …..وتحية لكل جهد صادق ونظيف ….