23 ديسمبر، 2024 2:02 م

الى الزميل عباس الكتبي .. دع عنك أبا هريرة فإن الركب مرتحلُ ! -1

الى الزميل عباس الكتبي .. دع عنك أبا هريرة فإن الركب مرتحلُ ! -1

بادئ ذي بدء اود ان أحييك بتحية اولها عندك وآخرها عندي نظرا لجهودك المضنية في محاربة الفساد الذي يغلف حكومة الشرفاء جدا وكل من يقف خلفهم من نشطاء الذرة وعلوم التكنلوجيا ، وأهنئك من أعماق قلبي على ذلك الإكتشاف الخطير والذي سيغير الاحوال من سئ الى جيد . واسمح لي ان ادردش مع حضرتك بصوت منخفض بعيدا عن الضجيج والهمبلات التي لا مبرر لها على الإطلاق . ربما تعرفني او لاتعرفني فالأمر سيان عندي ولا يهمني أن تكون تعرفني ، مثلما لايهمني من تكون ، فقد تعرفني من بعض مقالاتي الساخرة تارة والهجومية تارة أخرى . وايضا لايهمني ، فحضرتنا لم يكتب لحضرتكم شيئا ولم يقترب منكم أو من غيركم يوما ما ، ولاعلاقة لي بما تكتبون فأنتم احرار كما ولدتكم أمهاتكم من قبل ، ولكن الذي أثار حفيظتي قبل إنتباهي مقالكم المنشور على موقع ( كتابات ) الأغر بتاريخ 26 /11 / 2016 والذي تناولتم فيه الصحابي الجليل عبد الرحمن بن صخر الدوسي أو كما يعرف بـ أبي هريرة . كنت اتمنى ان تعززون النصوص التي اشرتم اليها حسب مصادرها العلمية والتاريخية ، فالأمانة تقتضي الاشارة الى اسم المصدر ورقم الجزء فضلا عن رقم الصفحة واسم المؤلف ، لكن حضرتك لم تشر الى كل هذا وأكتفيت بالنقل غير الأمين على الإطلاق . وهذه مثلبة يقع بها الكثيرون ممن يبحثون عن الشهرة على حساب الأصل . وتلك شهرة زائفة لامحل لها من الإعراب اللهم سوى إنها نكرة أو صفر من الشمال لاقيمة لها البتة . وكنت اتمنى ايضا ان تتناولوا موضوع الزيارة ( المليونية ) بشكل علمي ينبثق من النصوص الشرعية خصوصا بهذه الطريقة التي جرت وتجري منذ ان أنعم الله عليك وعلى آلك وصحبك بكراسي السلطة التي أحسنتم استخدامها كما ينبغي لبلد كالعراق ، وأظن ان حضرتك يعرف الهوسة الشعبية التي تقول ( إنريد قائد جعفري ) وقد تولى القيادة قائد جعفري هو اياد علاوي تلاه الجعفري الثاني الاشيقر ابراهيم ، فالمالكي فالعبادي وكل هؤلاء ارتقوا بالعراق ارتقاءً يليق به واظنك تعلم ماذا أعني ؟ . وقبل أن أرد عليك كما يجب ان يكون الرد أؤكد لحضرتك بأن لا شأن لي بآل سعود ابدا ولكي ترتاح نفسيتك من الآخر أقول : طز بآل سعود من الاسفل الى الأعلى فكلهم لايساوون عندي خصف نعال طفل نازح شردته سياسة ( ربعك ) الذين احسنوا فجزاهم الله الحسنى ! .
سيدي الكريم :
لابد أن تعرف – انت ومن معك – إن صحابة رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، أختارهم الله لنبيه الكريم فمنهم من فتح البلاد لإعلاء كلمة الحق ومنهم من بلغ الحديث ، وكلها ادوار عظيمة تحسب لهم وسيجزون عنها كل حسب فعلته وصنيعه وأبو هريرة جعل هدفه الاسمى في الحياة النقل عن الرسول الكريم ، فلم يكن خليفة ، ولم يتول امر المسلمين ، ولم ينشغل بخلافة أو ولاية ، وطيلة حياته بعد الرسول كان يحدث عنه ؛ وتوفى عام 57 للهجرة المباركة عن عمر ناهز 78 عاما .. وهل تعلم سيد عباس يا كتبي أن المروي من احاديث عن الأئمة في كتب الشيعة المعتمدة هي : علي بن أبي طالب : 73 حديثا ، السيدة فاطمة : ولا حديث ، الحسن بن علي : 2 حديثان فقط ، الحسين بن علي : 3 حديث فقط ، علي بن الحسين : 28 حديثا ، محمد بن علي : 275 حديثا ، جعفر بن محمد : 988 حديثا ، موسى بن جعفر : 22 حديثا ، علي بن موسى : 24 حديثا ، محمد بن علي : 2 فقط ، علي بن محمد : 5 فقط ، الحسن بن علي : ولا حديث ، المهدي الغائب : ولا حديث !! ..
انت الذي بدات ، رغم أني كنت أتمنى أن لاتخوض في سمعة أقوام مضت لاشأن لها سوى أنها قرب رب مقتدر يعرف الصالح من الطالح وسيكون عنده الجزاء الاوفى كما كنت أتمنى ان لاتهرف بما لاتعرف كي لاتجر نفسك الى أمور لاتحمد عقباها على الاطلاق . ويكفي الذي ذكرت فخرا انه من أصحاب سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام من الذين شهد الله لهم في كتابه العظيم ، فمن أنت لتقيم الصحابة وتتناولهم على هوى نفسك او معتمدا على بعض المصادر التي ستكون حجة عليك ؟ ! ولهذا اود ان أخبرك أن ردي سيكون من كتبكم أنتم وليس من أية مصادر للنواصب كما اسميتهم ، وستعرف من هم النواصب ومن هم التكفيريون ومن هم الرافضة ، ومن هو الذي أطلق عليهم ذلك ؟
و هناك شبهة اوردها الزميل الكتبي ، و هي أن أبا هريرة – رضي الله عنه – كان يعادي أهل البيت ، و يضع الأحاديث في ذم علي بن أبي طالب وآل بيته –رضي الله تعالى عنهم أجمعين – و يحابي في جهة أخرى معاوية بن أبي سفيان ولكن إن اي منصف وشريف لن يرى مثل هذه الترهات إلا في مخيلة الفرس الذين ناصبوا المسلمين العداء وكما سيمر علينا تباعا ؛ وسيرى المنصفون عشرات الاحاديث التي رواها ابو هريرة وغيرها في فضائل سيدنا علي رضي وأهل البيت الكرام الله عنهم أجمعين ..
فقد ورد في كتب الأحاديث المعتمدة عندكم ككتاب بحار الأنوار رواية تثبت بأنّ الرسول صلّى الله عليه وآله ميّز هذا الصحابي بإهدائه هبة الحفظ ـ راجع كتاب بحار الأنوار 18 / 13 ـ باب معجزات النبي في استجابة دعائه ، نقلاً عن الخرائج : « إنّ أبا هريرة قال لرسول الله عليه السلام إنّي اسمع منك الحديث الكثير أنساه ، قال : ابسط رداءك ، قال : فبسطته فوضع يده فيه ، ثمّ قال : ضمّه ، فضممته فما نسيت كثيراً بعده ». وعلى هذا فما ذنب أبي هريرة إذا دعا له الرسول عليه السلام أن يعطيه الله الحفظ ؟
بل هذا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ورد عنه رواية في بحار الأنوار 40 / 139 : « إنّ الرسول عليه السلام دعا له أن يعطيه فهما وحفظاً فما نسي آية من كتاب الله !!! » ، فما ذنب علي بن أبي طالب حين دعا له الرسول ؟
عندما أسلم أبو هريرة لزم الرسول عليه السلام ولم يفارقه مدّة أربع سنوات إلّا قليلاً وساعد على هذه الملازمة أنّه كان من أهل الصفّة ، ذلك المكان المظلّل في مسجد الرسول عليه السلام الذي كان يعتبر أوّل مدرسة.
ثمّ إنّنا نجد أنّ عدد مرويات أبي هريرة عن رسول الله عليه السلام تأتي قرابة 5374 حديثا.
وبعد ذلك ننتقل إلى رواة الأحاديث من ( الشيعة ) وننظر كم رووا من الأحاديث عن الأئمّة ونقارن بينهم وبين أبي هريرة.
فقد ورد في فوائد الطوسيّة 262 والبحار 46 / 240 : « إنّ جابر الجعفي روى عن الباقر سبعين ألف حديث كان مأموراً بإظهارها ، وسبعين ألف مأمور بكتمانها !!! ».
وفي رواية « سبعين ألف حديث !!! » قاله في روضة الكافي 138 / 139 ، ومدينة المعاجز 5 / 44 باب الثالث والثلاثون ، وكتاب حلية الأبرار 1 / 13 ، وكتاب اللئالي 2 / 20.
وإليكم إخواني هذه الرواية حيث روى الكشي عن زرارة بن أعين قال : « سألت أبا عبد الله عليه السلام عن أحاديث جابر ، فقال : ما رأيته عند أبي قطّ إلّا مرّة واحدة وما دخل عليّ قطّ ». !
رجال الكشي 191 وأخرجها الخوئي في معجم رجال الحديث 4 / 25.
ولا أقول إلّا ما مصير سبعين ألف حديث رواها عن إمام لم يدخل عليه إلّا مرّة واحدة ؟؟!!
وهذا أيضاً محمّد بن مسلم روى ثلاثين ألف حديث عن الباقر وستّة عشر ألف حديث عن الصادق !!
قاله في كتاب فوائد الطوسية 262 ورجال الكشي 163 / 167.
فما هو رأي استاذنا الكتبي في روايات رواتهم وكثرتها بالمقارنة مع كثرة روايات أبي هريرة ؟؟!!
والله لم اكن راغبا في الرد ولكن اسلوبك غير السليم هو الذي أثارني فقررت أن اكون لك ندا بمقالات تبدأ ولن تنتهي وستستمر الى أن يقصف الله عمري وعمرك وسنلتقي أنا وأنت كخصمين امام رب كريم حينها أريني من ذا الذي سيكون لك ناصرا ؟ أكرر رجائي لحضرتك أن تراجع نفسك مليا قبل ان تخوض في هكذا مواضيع ، فكتب قومك طافحة بالمخازي والعيوب التي يستحي منها الصغير قبل الكبير .. ربما كان يقف خلفك شخص ما أرادها ان تكون حربا كحرب البسوس فيرميك في أتونها ليلوذ هو بالفرار .. وبكل تواضع مني أدع من شئت وأجلب ما استطعت من خيل وركاب ليكونوا لك عزا وناصرا .. ختاما هذه مقدمة لا بد منها وفي الحلقة القادمة سيكون الجواب ما ستراه أنت والسادة القراء .. والسلام ختام ..
(( يتبع ))