23 ديسمبر، 2024 10:57 ص

الى الحكومة العراقية… ادفعوا الفدية… لشركات الاسلحة الاميركية

الى الحكومة العراقية… ادفعوا الفدية… لشركات الاسلحة الاميركية

بين الفينة والاخرى تشهد المنطقة، وبالتحديد، حيث يقع العراق ودول الخليج العربي موجات سياسية صعبة غالبا ما تقودنا لحرب أو مشاكل أو قلاقل تدفع ثمنها تلك الدول على شكل صفقات اسلحة لصالح جيوب شركات اميركية .
 
وخير شاهد عيان، حرب الخليج الاولى التي حلبت العراق ودول الخليج العربي التي تهافتت على شراء الاسلحة، تارة لتسليح جيوشها وتارة اخرى لمد الجيش العراقي بالامدادات العسكرية لمواجهة عدو المنطقة ايران، وفضيحة “ايران جيت” التي خيمت في تلك الفترة على المشهد السياسي الدولي وعلى وسائل الاعلام العالمية واثبتت حقيقة نظرية المؤامرة من وراء حرب الخليج الاولى والمقاصد الحقيقة لساسة اميركا.
 
 لم تكد المنطقة تعرف الهدوء والسكينة حتى خيمت حرب الخليج الثانية التي كلفت العرب علاقاتهم وميزانيات شعوبهم وكلفت العراق عقوبات اممية فرضها مجلس الامن التابع للامم المتحدة، كانت الاولى في تاريخ المنظمة في اقرارها وتطبيقها، وكان لدولا عربية مقربة من العراق، في تلك الحقبة، اليد الطولى في مساعدة الولايات المتحدة الاميركية لتحقيق مأربها لجر العراق في تلك الحرب القذرة بغية تمزيق المنطقة وتثبيت اقدام اميركا فيها والاستمرار بعملية شفط شحوم المنطقة الدسمة .
 
ولانريد الخوض في حرب الخليج الثالثة التي لم تكن بعيدة عن ذاكرتنا ومخيلتنا والحالة التي اصبح عليها العالم اليوم من ارهاب وتفكك المنطقة (منطقة الشرق الاوسط) وتغيير الانظمة السياسية وظهور ايديلوجيات سياسية وحزبية سيطرت على حكومات كان يتفرد بها اشخاص.
 
والدراما السياسية الداخلية في عراق اليوم كلها نتاجات وافرازات تراكمات قديمة، فمشروع الشرق الاوسط القديم ابتدأ فعليا منذ اسقاط النظام العراقي في 2003 وكان المؤشر الحقيقي كبداية لتطبيق المشروع، من اسقاط رؤس الانظمة العربية (الحكام) وما يسمى بالربيع العربي وتقسيم السودان واعادة فكرة اليمن الجنوبي واليمن الشمالي والاقاليم الليبية وهلم جرا…
 
فبدأنا نسمع اليوم صرخات استهجان المسؤولين العرب في دول الخليج العربي من كثرة المسلسلات والافلام الاميركية في المنطقة خوفا من كثرة الفواتير التي أخذت تفرضها أميركا على واردات نفط الخليج كظريبة للعمليات العسكرية ضد الارهاب والقاعدة والدولة الاسلامية ( داعش).
 
فعند الاحداث الاخيرة التي القت بضلالها على العراق، صرح المسؤولون الاميركان ان الطلعات الجوية للطائرات الاميكرية تكلف يوميا سبعة ملايين ونصف المليون دولار، اذا ما علمنا ان تلك الطلعات تستهدف الدبابات والمدراعات والاليات التي استحوذت عليها تنظيم داعش وهي بالاصل اسلحة تركها الجيش العراقي وفي معضمها كانت من نتاج صفقات اميركية مع الحكومة العراقية.
ان تدمير تلك الاسلحة يعني فقدان العراق واحتياجه للاسلحة والعتاد من جديد وهذا بدوره يعني عقد صفقات جديدة من اسلحة ومعدات وطائرات، واذا ما علمنا ايضا ان الطائرات العراقية استنفذت هي الاخرى حيث تم اسقاط العديد منها في الاحداث الدامية مؤخرا وان تكلفة الطائرات الاميركية الجديدة سكتلف الميزانية العراقية باهضا و ستكون على حساب قوت الشعب العراقي الذي تشرد ثلثه ونصفه يعيش بدون رواتب وتشهد قطاعاته من الكهرباء والماء والخدمات شبه شلل بسبب صفقات الفساد والهدر.
 
الفدية جاءت هذه المرة كهبة من رئيس الوزراء السابق نوري المالكي كتتمة لصفقات السونارات الفنطازية لكشف الاسلحة الشبحية وصفقات اعادة اعمار الغير مرئية، عن طريق التامر على العراق بالسماح لداعش وفسح الطريق لها بالتعاون مع القيادات الامنية كحسابات عبقرية للامساك بالولاية الثالثة، لكن تجري الرياح بما لاتشتهي السَفَنُ، واعطيت الشركات الاميركية مرة أخرى الفرصة لبيع منتوجاتها المعلبة من الاسلحة لذيذة الطعم للدم العراقي كمشروع دوري وفصلي لمستحقات اميركا من براميل النفط العراقي حياءً واستحياءً وعلى اعضاء الحكومة العراقية ان يجدوا مبررا لدفع ظرائب للولايات المتحدة من غير شراء الاسلحة حفاظا على دماء العراقيين من لعاب الاميركان.