اخبرناكم في حلقة الأسبوع الماضي ان ” الإمامية ” هي من صناعة البشر ظهرت بعد أكثر من ٢٠٠ سنة من وفاة علي بن أبي طالب ومثلت أول حركة هدامة في الاسلام لأنها حركة عقائدية وليست سياسية كانت السبب في ظهور سرطان الأمة الذي يفتك بها ، التشيع والتسنن ; حيث اختزلت تلك الحركة الاسلام في ١٢ شخص نصفهم ( أي ٦ من مجموع ١٢ ) خرجوا من بطون جواري العصر العباسي ، وكانت الجارية العباسية تُباع وتُشترى من أسواق النخاسة في بغداد متنقلة بين احضان الرجال بدون عدة ولا مهر .. وكانت صنعتهم الرقص والغناء وقول الشعر الماجن ، في فترة شاع فيها ظاهرة الغلمان والجواري … هذا من جانب ، أما من جانب آخر ، فقد اخبرناكم ان علي بن أبي طالب وابنه الحسين ماتا ولم يناديهم شخص ” ياإمام ” ، لذلك تلك الحركة زجت باسم علي والحسن والحسين ومنحوهم رتبة ” إمام” وهم في القبور حيث ماتوا قبل ٢٠٠ سنة من ظهور تلك الحركة المسمى الإمامية … من سوء حظ الأمة ان علي بن أبي طالب لم يشارك في فتح بلاد فارس ، لذلك احتضن الفرس الحركة الإمامية لاحقاً واستخدموها لتحطيم الأمة العربية باسم علي .. ولو كان علي هو مَن فتح بلاد فارس بالسيف لكان علي هو عدوهم الأول بدلاً من عمر ، ولما سمعنا شخص في ايران يذكر اسم ” آل البيت “.. ولكان مرشد ايران الحالي اسمه ” عمر خامنئي ” وليس علي خامنئي !!!
نعود الى سؤال المليون دولار لمقالة اليوم : هل نادى شخص أبي بكر أو عمر يوماً ” ياخليفة راشد ” ؟ الجواب المباشر على سؤال الحلقة هو : كلا كلا كلا !! .. 1. مات أبو بكر ولم يناديه أحداً لا في المدينة ولا غيرها ” ياخليفة راشد “.. 2. مات عمر بن الخطاب ولم يناديه أحداً لا في المدينة ولا غيرها ” ياخليفة راشد ” !!! أبو بكر ( في حياته ) كان يُعَرَّف ب (أبو بكر ; صاحب رسول الله ; الصديق ; خليفة رسول الله) .. أما عمر ( في حياته ) كان يُعَرَّف ب (عمر ; أبا حفص ; الفاروق ; أمير المؤمنين ; خليفة المسلمين) .. فمتى وأين ومن الذي ادخل مصطلح ” الخلفاء الراشدين ” وجعلها من الدين حتى بتنا نسمعها على مر السنين في دعاء صلاة كل جمعة واصبحنا نرددها كما يردد الشيعة رقم ١٢ مصطلح ” الإمامة ” !!؟؟
تقولون ان دليلنا هو قول الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ( ستكون من بعدي خلافة راشدة …الخ ) .. هو حديث لم يُترجم الى عمل في عهد الصحابة ، وإلا لاحتجَ به عمر بن الخطاب عندما جاءه عبدالرحمن بن عوف وقال لعمر عند توليه الخلافة ” كان أبو بكر خليفة رسول الله ، وأنت اصبحت خليفة خليفة رسول الله ، والذي يأتي بعدك سوف يكون خليفة خليفة خليفة رسول الله الخ ، لذلك أقترح (والقول لا زال لعبدالرحمن بن عوف) أن نسميك بأمير المؤمنين لكي لا نشق على الناس الذين يأتون من بعدنا ، فوافقه عمر ” .. وجرى هذا اللقب (أمير المؤمنين) على عمر وعثمان وعلي وغيرهم وعملوا به … فلو كان عمر يعرف ان الحديث المنسوب للرسول معمول به لقال لعبدالرحمن بن عوف ” ويحك ألم تعلم بأنني الخليفة الراشد الثاني وان أبو بكر كان الخليفة الراشد الأول ، والذي يليني سوف يكون الخليفة الراشد الثالث لحد الحسن بن علي كما يفسرها أهل السنة والجماعة الذين جاءوا بعد ٣٠٠ سنة من ذلك الزمن !!
(1). اذا كان أبو بكر يعلم والناس من حوله تعلم انه خليفة ” راشد ” ، فلماذا عند توليه الخلافة خاطب الناس في أول خطبة له في مسجد الرسول (ص) بالقول ” اطيعوني ما أطعتُ اللهَ فيكم ، لا طاعةَ لمخلوق في معصية الخالق ” .. كلام أكثر من رائع من حبيبي أبو بكر، ولكن الخليفة الراشد لا يعص الخالق ، أليس كذلك ؟ .. (2). عندما مسك الغوغائي محمد ابن أسماء بنت عميس (كان عمره ٢٥ سنة) بلحية الخليفة عثمان بن عفان (كان عمره ٨٢ سنة) وهو يهم لقتله ، قال له عثمان أنا أمير المؤمنين وإن والدك (البايولوجي أبو بكر ) كان يحترم هذه اللحية ، رداً على كلام غير مؤدب من محمد أسماء ، ولم يقل له أنا الخليفة الراشد .. (3). ألم تخلع الأمة من خلال لجنة التحكيم علي بن أبي طالب عن الحكم بالإجماع ؟ كيف تخلع الأمة خليفة ” راشد ” !!؟؟ لماذا لم يحتج علي بالقول ” أنا خليفة راشد فكيف تخلعوني ” ! .. (4). كيف يتنازل خليفة راشد (الحسن بن علي) عن الحكم الى خليفة غير راشد (معاوية) ؟؟ .. (5). لذلك أما الصحابة لم يسمعوا بحديث الخلافة الراشدة ، أو انهم فهموا ذلك الحديث بشكل مختلف عنا ; بعيداً عن ” القص واللصق ” الذي ابتلت به الأمة ، والذي ” سَجَنَ ” العقل !! .. (6). اعتقد هناك عمل راشد وليس خليفة راشد ، لأن الفرق بين الخليفة ” الراشد ” و ” المعصوم ” تكاد تكون ضئيلة ..
لو عددتُ لكم العمل الراشد الذي قام به الخليفة عمر لما استوعبته صفحات تلك المقالة ، ولكن مَن يقول ان عزل الخليفة عمر بن الخطاب الى فارس الجزيرة العربية خالد بن الوليد عن قيادة جيوش المسلمين في بلاد الشام هو عمل راشد قطعاَ يكون شخص غير راشد !! القرار الذي اتخذه عمر بتنحية خالد بن الوليد وتعيين أمين الأمة أبو عبيدة عامر بن الجراح بدلاً منه لقيادة جيوش المسلمين (والذي لم يسجل له التاريخ قيادته لمعركة واحدة من ” العيار الثقيل ” من قبل) كان عملاً غير راشد ويفتقد الى المهنية .. قرار كاد أن يحطم الأمة ، لولا القرار الذكي والشجاع الذي اتخذه أبو عبيدة بتأجيل تنفيذ أمر عمر وعدم اطلاع خالد عليه إلا بعد انتهاء معركة اليرموك … قاد خالد بن الوليد ٣٦ ألف فارس عربي مسلم مقابل ٢٤٠ ألف فارس رومي بيزنطي صليبي سنة ١٥ هجري في معركة اليرموك انتصر فيها خالد حيث قُتِلَ ٧٠ ألف من الروم مقابل استشهاد ٤ الآف عربي مسلم .. وحطم خالد امبراطورية الروم وفتحت تلك المعركة التاريخ من أوسع أبوابه للعرب المسلمين لريادة العالم لمدة ٨٠٠ سنة … فداك أبي وأمي ياأبا سليمان (خالد) وياأمينَ الأمة (أبو عبيدة) كما لقبك النبي محمد (ص) ، فعلاً كنتم رجال حول الرسول ..
أعتقد أن عمر أدرك خطأه لاحقاً ، فعندما مات خالد في عهد عمر بكت نساء بني مخزوم (قبيلة خالد) عليه بكاءً شديداً فسمع عمر بذلك وقال قولته الشهيرة وهو يتفق معهم على ذلك ” وعلى مثل أبي سليمان تبكي البواكي ” .. عظمة والله عظمة … كذلك عمر وهو على فراش الموت قال ” لو كان أبو عبيدة بن الجراح حياً لاستخلفته ” .. هذا هو الكلام الراشد بعينه ياعمر ; فأمين الأمة يستطيع أن يقود الأمة وليس بالضرورة يستطيع أن يقود فرقة عسكرية لقوات التدخل ” السريع ” !! … كلام عمر هذا في تفضيله أبو عبيدة على عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب في قيادة الأمة ينسف كثير من ” الثوابت ” التي عششت في رؤوسنا لأن لو فعلاً كان أبو عبيدة حي لأصبح الخليفة الثالث للمسلمين بلا منازع ، ولأصبح الكثير من ” الرفاق ” خارج نطاق ” التغطية ” !! وهذا موضوع يحتاج الى مقالات ..
ملاحظة خارج النص : اشكر مدير موقع كتابات والعاملين فيه على سعة صدورهم بالسماح للرأي والرأي الآخر ” بالمبارزة ” بشكل حضاري على صفحات هذا الموقع المحترم … سوف أعطي لنفسي استراحة ليست قصيرة ، وكذلك الشكر موصول الى القراء من ذكرٍ وأُنثى .