23 ديسمبر، 2024 2:39 ص

الى أي مدى تأثير العقوبات على ايران

الى أي مدى تأثير العقوبات على ايران

أحد اهم الرهانات على العقوبات الامريكية ضد أيران حصول شرخ في النظام الإيراني لنقل المعركة من الأذرع الى الداخل ليتسنى استنزاف موارد الدولة من خلال تعزيز قدرات الاجهزة الامنية لصد اخطار غير محسوبة في الداخل الإيراني التي بدأت تنخر في الوضع الاقتصادي المتآكل أصلاً نتيجة الحصار والانخفاض غير المسبوق للعملة .. ولكن الاهم الذي قلب السحر على الساهر هو شكل النظام الذي كان يتسم بجناحي الإصلاحيين والمتشددين لاضفاء صفة الديمقراطية بوجود معارضة وموالات .. هذة الأكذوبة انطلت على كثير من الناس وعلى الدول ايضاً حتى راهن البعض على هذا الطرف او ذاك الا ان حقيقة الامر ما هي الا عملية خداع سياسي لان كل من الطرفين يكمل الاخر ويعينه على تحقيق هدف واحد هو مد الأذرع وتصدير الثورة .. لحين حصول العقوبات الامريكية التي حولت وهم الصراع بين الاصلاحين والمتشددين الى حقيقة وشرخ بين اقطاب النظام لم يكن موجود من قبل بعدما كانت فبركات اعلامية لخداع الآخرين، وبسبب تلك العقوبات ظهور الطرف المتشدد المتمثل بالحرس الثوري وفيلق القدس كقوة مهيمنة على الدولة وأخذ يبحث عن كبش فداء باتهام الطرف الاخر المسمى بالتيار الاصلاحي الحاكم بالفشل وتردي الاوضاع الاقتصادية وانهيار العملة .. ومن هنا بدأت المعركة الجديدة بتبادل الاتهام عن مسببات الفشل الى ان وصل الحال الى عزل وزير الاقتصاد والمال وقبله وزير العدل من قبل البرلمان الذي يهيمن علية الحرس الثوري للتغطية على فشل منظومة الحكم وكذلك عدم الاقتناع بأجوبة روحاني خلال استجوابه في البرلمان حول الازمة الاقتصادية والتي أحيلت أجوبته الى القضاء مما يعني ذلك تفاقم الازمة بين أركان النظام فضلاً عن التهديدات المتكررة بالقيام بانقلاب عسكري يستولي الحرس على مقاليد الحكم .. هذا الحراك يعني تخبط ومحاولات بائسة لإظهار القوة واستعراض العضلات بان مقاليد الحكم في قبضة الحرس الثوري .. كما ان الطرف المسمى بالإصلاحيين المتمسك بالمؤسسات المدنية والدستورية هو الاخر يتهم المتشددين بأنهم من اوصل البلاد الى العزلة الدولية التي ادت لهذا الانحدار .. هذا الشرخ الكبير اصبح حقيقة تهدد تماسك النظام بعد ان كان بروباكندا بوجود معارضة وموالاة .. والقادم من الايام سيزداد هذا الشرخ كلما ازداد مفعول العقوبات التي أخذت منحى خطير باستخدام الوسائل الالكترونية رقمياً لضرب البنى التحتية وعرقلة اجهزة الحواسيب لمؤسسات الدولة المدنية والعسكرية وكذلك المنشأة النووية وايضا أخذت تطال النظام المصرفي والتلفونات والانترنيت والكهرباء وغلق المئات من الحسابات والصفحات على الفيسبوك وتوتير في الوقت الذي أشار براين هوك المندوب الامريكي الخاص لشؤون ايران الى معلومات دقيقة عن سلوك وجرائم ايران ربما لا يعلمها اغلب المقربين للنظام والذي شدد على العقوبات القاسية التي تنتظرها مالم تنفذ الشروط المعلنة .. بمعنى ان العقوبات فاقت في تأثيرها الحد المطلوب وحققت مفعولها في الانقسام الحكومي والشعبي وهي تسير في خطى محسوبة ستبلغ ذروتها في نوفمبر القادم الى ان يقضي الله أمراً كان مفعولا ..