23 ديسمبر، 2024 6:43 ص

الو.. داعش .. أنسحاب

الو.. داعش .. أنسحاب

أصبحت اللعبة في العراق واضحة  للعراقيين لكنهم ما يزالوا يلتزمون الصمت لما يجري في البلاد، هذا الصمت المستفيد منه الكثير والهدف الاول هو تقسيم العراق الى اقاليم والضغط على ايران من أجل تقديم التنازلات في الملف النووي، الاستفتاء على الاقاليم أتوقع سيبدأ في العام المقبل اي (2016) ، سيما وان وجود داعش في العراق ضمن سيناريو اقناع المحافظات الغربية بالتقسيم بعد ان كانوا مصرين على وحدة العراق، وأيضا ورقة ضغط على ايران التي بدورها تضغط على القيادات السياسية  في التحالف الوطني (التحالف الشيعي) .. كونهم جزء من تثقيف ابناء الجنوب على محاربة داعش بحجة حماية المذهب وارض العراق،  لكن في الواقع ان التحالف الوطني هو المستفيد الاول من وجود داعش في العراق كون هذه القيادات السياسية  تقنع جمهورها بانها تدافع عنهم ضد داعش وبين الحين والاخر يفجرون قنبلة جديدة على ان المراقد الدينية في خطر، وانا اقول بالفعل المراقد الدينية ما تزال في خطر لكن الخطورة ستبدأ مع بداية سيناريو جديد في نهاية هذا العام من خلال حرب المياه وازدياد عمليات السرقة والاختطاف بالاضافة الى حالات اغتيال رجال اعمال او تجار .

من الخطأ الفادح الاستخفاف بقرار مجلس الشيوخ الأمريكي بتقسيم العراق إلى كيانات طائفية والاستهتار بما يمكن أن يقود إليه ..فالمشروع نفذ منه حتى الان 80% ولم يتبقى سواء القليل .. فداعش رسم حدود اقليم الغربية واقام نقاط التفتيش على الشريط الحدود للاقليم،وامريكا بدأت بتاسيس اذاعة ومواقع الالكترونية و قنوات فضائية تدعم الاقليم ، ومن يقول صعوبة رسم الحدود اذكره فقط في الجدار العازل الذي اقامته اسرائيل بين مناطق دولة فلسطين على ارتفاع (15 متر) وبأمتداد حسب مساحة العزل ،  بالمجمل تم تهيئة كل الظروف التي تجعل ابناء المحافظات الغربية يقولون (نعم) للاقليم .. لم يبقى سواء انسحاب تكتيكي لداعش وهذا يمكن من خلال اتصال هاتفي بين الولايات المتحدة الامريكية وقيادات التنظيم .. لكن الان (لاتوجد تغطية في شبكة الهاتف) ممكن خلال شهرين اجراء الاتصال والانسحاب سيبدأ من الانبار بعد معارك يعتقد انها ضخمة لكن في الواقع اطلاقات نارية في حفلة زفاف ..

سيما وان الكثيرون في أمريكا أصبحوا يتصورون أن التقسيم يمكن أن يمثل إنقاذاً لأمريكا من المأزق،كما ويتصورون أن هذا هو “الحل السياسي” الذي يمكن لأمريكا أن تقدمه في العراق، ويتيح لها أن حفظ ماء وجهها، وستخرج منتصرة بتنفيذ مشروعها الذي سيكلف العراقيين الكثير اهمها أن امريكا تمكنت من نزع روح الوطن والمواطنة لدى نسبة عالية من العراقيين ، كما أنها ساعدة بعض الدول بتنفيذ مشاريعها وطموحها المشترك الذي ستظهر نتائجه خلال السنوات الاربعة القادمة ، واتفقت مع ايران على الكثير من القضايا ،واعطت درس لسنة العراق وبدأت بمرحلة انتقام من شيعية العراق من خلال الكثير من القضايا التي سأتحدث عنها لاحقا .

الذي نريد أن نقوله كما أشرنا هو أن قرار تقسيم العراق يعبر عن رأي قطاع كبير من النخبة السياسية في أمريكا في داخل الإدارة الأمريكية وخارجها، وباتخاذ مجلس الشيوخ الأمريكي لهذا القرار، أصبح التقسيم مطروحاً رسمياً وبشكل علني صريح، وهو الأمر الذي يمكن أن يشكل بداية لخطوات أخرى تتخذها الإدارة الأمريكية في هذا الاتجاه.