23 مايو، 2024 11:42 ص
Search
Close this search box.

الويل للإنسان من نفسه!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

الإنسان أخو الإنسان , لكن الأخوة تحولت إلى عدوان , والإنسانية إلى بهتان , خصوصا في المجتمعات التي ترفع رايات العقائد والأديان , وتدّعي ما تدّعيه من صوت الإيمان.

فكيف بربك يلبس البشر ثوب الإنسان؟!

هل ناضل البشر من أجل خلع (بائه) , والتحول إلى شرّ؟

وهل أن الباء كانت عمامة بتعمم بها الشر ليبدو بهيأة البشر؟

إن الواقع القائم  يشير لذلك , وخصوصا في منطقة الشرق اللا أوسط , لأنها لا تعرف التوسط والإعتدال , وإنما التطرف والغلو والإنهيار في جحيمات السجير والإنفجار.

بشر يتفجر وسط البشر , ويتحول إلى شظايا , ويحيل العشرات إلى أشلاء , حتى صارت الخطايا تمشي مرفوعة الرأس متسيدة , ذات مقامات محمودة , وأدعياء الدين يتبخترون في ظلالها , وكأنهم الأباليس المزينة بالحلي والديباج , وما لايتفق وما يتحقق من جرائم وأفعال مرعبة , في مجتمع تهاوت فيه القيم واحترقت الأخلاق , ومات الوطن , وانحشر الساسة في الكراسي وعرين المناطق الملونة , وتدججوا بآلات الفتك بالموجودات , وسخروا أموال الناس للقاسيات والتنعم بغنائم الفساد.

وهذه الإرادة الإبليسية أوقدت المآثم وسعّرت الجرائم وحولت الحياة إلى ميدان مآتم , فالفرح ممنوع , والحزن مشروع , وكل عمل مدمِّر ثمنه مدفوع , ومنفذه جاهل مخدوع , يؤدي طقوس الإهلاك والتدمير والخنوع.

فأي زمن هذا , وأي بشر يدور في حلبة الركوع , لمستعبده ومرشده ومدجنه , ومحوله لأداة للمآسي والدموع.

البشر يتحول إلى ديناميت , وقنابل يدوية , وموقوتة , وربما سيتم حشوه بعبوات كيميائية وبايولوجية ونووية بتحقيق الدمار الفظيع والفناء السريع.

البشر مخلوق مروّع ومريع , وموجود مؤهل للصب في قوالب المستحوذين على مصيره والقابضين على أيامه.

وما أسهل صناعة البشر المعادي للبشر , والذي يترجم الرغيات المتوحشة والنزعات الشرسة المحشوة في مستودعات الشرور والكراهية والبغضاء والشحناء والتساقط في وديان السفول والعضول والذبول.

فما أخطر البشر في زمن ضاقت الأرض من خطايا البشر!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب