الإنسان أخو الإنسان , لكن الأخوة تحولت إلى عدوان , والإنسانية إلى بهتان , خصوصا في المجتمعات التي ترفع رايات العقائد والأديان , وتدّعي ما تدّعيه من صوت الإيمان.
فكيف بربك يلبس البشر ثوب الإنسان؟!
هل ناضل البشر من أجل خلع (بائه) , والتحول إلى شرّ؟
وهل أن الباء كانت عمامة بتعمم بها الشر ليبدو بهيأة البشر؟
إن الواقع القائم يشير لذلك , وخصوصا في منطقة الشرق اللا أوسط , لأنها لا تعرف التوسط والإعتدال , وإنما التطرف والغلو والإنهيار في جحيمات السجير والإنفجار.
بشر يتفجر وسط البشر , ويتحول إلى شظايا , ويحيل العشرات إلى أشلاء , حتى صارت الخطايا تمشي مرفوعة الرأس متسيدة , ذات مقامات محمودة , وأدعياء الدين يتبخترون في ظلالها , وكأنهم الأباليس المزينة بالحلي والديباج , وما لايتفق وما يتحقق من جرائم وأفعال مرعبة , في مجتمع تهاوت فيه القيم واحترقت الأخلاق , ومات الوطن , وانحشر الساسة في الكراسي وعرين المناطق الملونة , وتدججوا بآلات الفتك بالموجودات , وسخروا أموال الناس للقاسيات والتنعم بغنائم الفساد.
وهذه الإرادة الإبليسية أوقدت المآثم وسعّرت الجرائم وحولت الحياة إلى ميدان مآتم , فالفرح ممنوع , والحزن مشروع , وكل عمل مدمِّر ثمنه مدفوع , ومنفذه جاهل مخدوع , يؤدي طقوس الإهلاك والتدمير والخنوع.
فأي زمن هذا , وأي بشر يدور في حلبة الركوع , لمستعبده ومرشده ومدجنه , ومحوله لأداة للمآسي والدموع.
البشر يتحول إلى ديناميت , وقنابل يدوية , وموقوتة , وربما سيتم حشوه بعبوات كيميائية وبايولوجية ونووية بتحقيق الدمار الفظيع والفناء السريع.
البشر مخلوق مروّع ومريع , وموجود مؤهل للصب في قوالب المستحوذين على مصيره والقابضين على أيامه.
وما أسهل صناعة البشر المعادي للبشر , والذي يترجم الرغيات المتوحشة والنزعات الشرسة المحشوة في مستودعات الشرور والكراهية والبغضاء والشحناء والتساقط في وديان السفول والعضول والذبول.
فما أخطر البشر في زمن ضاقت الأرض من خطايا البشر!!