في الأسابيع القليلة الماضية قامت الدنيا ولم تقعـد لأن بعض الكتاب والباحثين الناشئين أعادوا إثارة حفيظة المدافعين عن التراث الديني للمسلمين ، بإنكارهم عذاب القبر والثعبان الأقرع وبتشكيكهم في أحاديث البخارى ، وحتى الآن لا زال الجدال محتدما بين الطرفين ، أحدهما مستخدما العقل والمنطق والتدبر فيما يقرأ ليثبت أن البخارى بشر وأن أحاديثه ظنية الثبوت ، وأن معظمها يتناقض مع آيات القرآن الكريم وهذا ليس جديدا ، والطرف الأخر يرد مستخدما نفس الردود والجمل بل والكلمات ليدافع عن قدسية وعصمة البخارى الذي رفعوه وجعلوا كتابه أصح كتاب بعد القرآن الكريم كتاب رب العالمين وأكدوا أن البخارى مستحيل يخطيء لأنه معصوم من الخطأ ، وكرروا نفس الاتهامات بالعمالة والتمويل الخارجي وعدم التخصص للطرف الأخر وهذا أيضا ليس بجديد ، ولأنهم يكررون ردود الأسلاف ويرددون نفس التهم الواهية التي تؤكد وتثبت الإفلاس الفكري وعدم امتلاك أي حجة حقيقية أو برهان واضح حين صدموا باجتهادات وأفكار ومشوار حياة ومشروع فكرى متكامل بدأه الإمام محمد عبده قبل أكثر من مائة عام ، وسار على نهجه وطوره وأكمله وأبدع فيه أحمد صبحى منصور. وحيث أن نقطة الخلاف والاختلاف والجدال سببها البخارى فإن هذا المقال محاولة متواضعة لإثبات تناقض بعض الأحاديث مع بعضها في أصح كتاب بعد القرآن كما يدّعون ، ومن باب التوضيح مجرد وصف أي كتاب بأنه أصح كتاب بعد القرآن فهذا يعتبر شرك بالله جل وعلا ، حتى لو كتب هذا الكتاب نبيا مرسلا ، لأنك ترفع عملا بشريا لتضعه في منزلة كلام الله جل وعلا وحده لا شريك له. موضوع المقال: منذ فترة انتشر هذا الفيديو التعليمي الذي يبين ويوضح ويصحح بعض الأخطاء في الصلاة عند المسلمين ، ومن خلال هذا الفيديو سأبين وأثبت أن الأحاديث تتناقض مع بعضها وإليكم التفاصيبل: أولا رابط الفيديو أرجو مشاهدته أولا: https://www.youtube.com/watch?v=_L2z_rQxGnk ثانيا : بكل أمانة هذا الفيديو حوّل الصلاة لمجموعة من الحركات البدنية لأعضاء الجسم
فقط لأنه يركز على الظاهر وهو يخص الجسد ، وتجاهل الباطن وهي النفس التي يتعلق بها جوهر الصلاة وهو توحيد الله جل وعلا وعدم الإشراك به بأن نذكر معه أحدا ، فقد تم تحويل الصلاة في هذا الفيديو لمقطع يصحح بعض التمارين البدنية والأوضاع الرياضية التي تخص الجسم. 1ــالخطأ الأول : يعالج مسألة مسابقة الإمام أو موافقته أو التأخر عنه مدة طويلة ، وتم ذكر حديث يقول أن من سبق الإمام في الصلاة حوّل الله رأسه رأس حمار ، أو أن يجعل الله صورته صورة حمار ، وجعلوا مسابقة الإمام من الكبائر أو كبائر الذنوب. والرد على هذا الكذب من صحيح البخارى نفسه الذي يقول أن من مات وفي قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان دخل الجنة ، وفي حديث أخر يقول من قال لا إله إلا الله دخل الجنة ، اعتقد أن من يذهب للمسجد ويتوضأ ويصلى فسيكون في قلبه أكثر بكثير من مثقال حبة من خردل من الإيمان حتى لو سبق الإمام ، كيف يعتبر البخارى أن مسابقة الإمام من كبائر الذنوب ، هل لأسباب سياسية معينة تزامنت مع وقت كتابة هذا الحديث لتقديس رجل الدين .؟ الله أعلم. ، الملفت هنا في التناقض كيف يدخل الجنة من مات وفي قبله مثقال حبة من خردل من إيمان ، وفي نفس الوقت أي إنسان يصلى ويداوم على الصلاة ويذهب للمسجد يحول الله رأسه إلى رأس حمار أو يحول صورته إلى صورة حمار لمجرد أنه سبق الإمام في الصلاة ، جعلوا مسابقة الإمام من كبائر الذنوب مثل الزنا. 2ــ لا يجوز أن تقول (ربنا لك الحمد ولك الشكر) ، ولكن الصواب أن تقول ربنا ولك الحمد فقط ، شيء غريب جدا ، كيف تمنع من يصلى أن يعترف بشكره لله جل وعلا في الصلاة ، وما أدراك أن هذا الأمر لم يفعله الرسول ، معنى ذلك أن الرسول كان لا يشكر الله في صلاته ، من جهة أخرى تجد الشكر لله جل وعلا مرتبط بالصلاة والصيام والوضوء والطعام والشراب والرزق والتمكين في الأرض في مواضع مختلفة في القرآن الكريم (ابحث عن كلمة شكر في القرآن) إذن ، كيف نمتنع عن شكر الله ، وكيف نصدق أن الرسول كان لا يشكر الله في الصلاة.؟ 3ــ رفع اليدين ، ونظرة العين ، مسائل في منتهى الفكاهة ، الأكثر فكاهة ادعائهم أن النبي قد نهى الناس عن النظر للسماء أثناء الصلاة حتى لا تخطف أبصارهم ، وسؤالى هنا : كيف كان يرى الرسول وهو إمام من يصلى خلفه من المسلمين وهو يسبقه أو يتأخر عنه أو يرفع بصره بشكل خطأ.؟ ، قبل أن تجيب أيها السلفى وتقول أن الصحابة كانوا يسألون سأرد عليك قائلا أن من عاصروا الرسول لو
كان مستوى أسئلتهم بهذا الشكل فهذا أكبر دليل أنهم فهموا الدين خطأ ، والدين كان عندهم مجموعة من الحركات البدنية. 4ــالركوع يجب أن يكون بزاوية قائمة ، وإلا فركوعك مخالفا للسنة ، أكرر كأننا في حصة تربية بدنية. 5ــممنوع التثاؤب في الصلاة ، وحاول بقدر الإمكان أن تكتم أنفاسك ، لأن النبي نهى عن التثاؤب في الصلاة. 6ــ ثنى الأكمام في الصلاة مرفوض ، لأن النبي نهى عنه 7ــالشيء الوحيد المقبول هو الصلاة بطمأنينة لأنها مطلوبة للخشوع في الصلاة. 8ــيجب أن تنزل بركبتيك عند السجود في الصلاة أي تقديم الركبتين على اليدين ، لا أعلم ما فائدة هذا في الصلاة ، ولكنه يدخل أيضا في نطاق العمل البدني الذي يختلف من شخص لآخر حسب الفروق الفردية في أجسامنا. 9ــمن الأفعال المخالفة للسنة في الصلاة ، السجود على الأنف دون الجبهة ، السجود على الجبهة دون الأنف ، الافتراش بافتراش اليدين والساعدين لملامسة الأرض ، وهذا الفعل يسمونه افتراش الكلب وهو من الأعمال المكروهة في الصلاة ، لا أدرى لما سمى بافتراش الكلب ، هل الكلاب تصلى .؟ ، عدم مجافاة اليدين عن الجنبين في السجود وهو مخالف للسنة أيضا ، رفع القدمين أثناء السجود أو رفع قدم فوق الأخرى ، السجود على أطراف الأصابع ، السجود على القبضة كل منهما فعل مخالف للسنة. والصحيح عندهم أن يكون السجود على سبعة مواضع و بدقة لا يمكن أن يطبقها إلا من يمارس رياضة الجمباز ويمتلك لياقة بدنية عالية. 10ــشرح مواضع رفع اليدين في الصلاة بتفصيل وتدقيق 11ــيجب افتراش القدم اليسرى ونصب اليمنى عند الجلوس للتشهد الأول ، أما في التشهد الأخير في الصلاة الثلاثية والرباعية فالسنة نصب القدم اليمنى وتقديم اليسرى وادخالها تحت اليمنى والجلوس على المقعدة وهذا هو التورك.
12ــ في التسليم يجب الالتفات يمينا ويسارا بدون تحريك الرأس بهزها أو تحريك اليدين فلا يجوز فعله عند التسليم .. التعليق :: في حقيقة الأمرهذه الأخطاء التي يظن الوهابيون أنه تبطل الصلاة لا قيمة لها ولا فائدة إلا شغل الناس بتوافه الأمور بمجموعة من الحركات البدنية التي تعتبر مسائل ثانوية في الصلاة ، ولقد تجاهلوا الحديث عن أهم شيء في الصلاة وهو الإخلاص في الصلاة بأن تكون خالصة لوجه الله جل وعلا بدون شرك ، لأن الشرك ظلم عظيم ولا يغفره ربنا جل وعلا وهو الأجدر بالاهتمام والتصحيح والتناول ، هذا إذا كانوا فعلا يريدون تصحيحا ، ولكن هذه عادة الوهابية تحويل كل شعيرة في الدين لمجموعة من الحركات البدنية الظاهرية ، حولوا الدين لمجموعة من المظاهر ، ويثبت ويؤكد هذا الفيديو إلى أي حد اهتمامهم بتفاصيل كل حرة لكل عضو من جسم الإنسان ، وأهملوا أهم عضو وهو القلب. ومن وجهة نظرى لو فكر كل مسلم في تطبقيق ما جاء في هذا الفيديو من تعليمات فلن يستطيع الخشوع والطمأنينة في الصلاة مهما حاول ذلك. أهم ما يثبت ويؤكد أن هذا الهراء والهلس الديني كذب وضلال ولا علاقة له برسول الله عليه الصلاة والسلام ، أن القرآن الكريم لم يذكر ولو مرة واحدة سؤالا عن تفاصيل الصلاة ، وجاءت كلمة (يسألونك ويسألك) في القرآن في ستة عشر موضعا ، ليس في إحداها أي استفسار عن الصلاة ، وهذا يثبت ويؤكد ان ما جاء في هذا الفيديو افتراء ، وكذلك يثبت ويؤكد أن الصلاة بهيئتها وحركاتها كانت معروفة ومعلومة عند أهل مكة ، ولذلك لم يذكر القرآن الكريم أس استفسارات تخص الصلاة. ونذكر المواضع التي ذكرت فيها كلمة (يسألونك ، يسألك) : 1ـ (يسألونك عن الأهلة ) البقرة :189 2ــ (يسألونك عن ماذا ينفقون)البقرة:215 3ــ (يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه)البقرة:217
4ــ (يسألونك عن الخمر والميسر ، يسألونك ماذا ينفقون) البقرة:219 5ــ (يسألونك عن اليتامى)البقرة:220 6ــ (يسألونك عن المحيض)البقرة :222 7(يسألونك مذا أحل لهم)المائدة:4 8ـ (يسألونك عن الساعة ، يسألونك كأنك حفى عنها) الأعراف:187 9ــ (يسألونك عن الأنفال) الأنفال: 1 10ــ (يسألونك عن الروح)الإسراء:85 11ــ (يسألونك عن ذي القرنين)الكهف :83 12ــ (يسألونك عن الجبال) طه : 105 13(يسألونك عن الساعة)النازعات:42 14ــ (يسألك الناس عن الساعة)الأحزاب:63 أعتقد أن الصلاة من الأهمية بمكان أن يقوم المسلمون بتوجيه أسئلة عن أي تفصيلة غير واضحة فيها ، لأنهم سألوا عن حقوق اليتامى وعن شرب الخمر وعن الانفاق وعن المحيض وعن الساعة عن القتال وعن أشياء أخرى كما أوضحنا ، إذن من ألف هذا الفيديو واستعان بالأحاديث الكاذبة الملفقة فكلاهما هدفه الأول والأخير هو تحويل الصلاة لمجموعة من الحركات البدنية ، وهذه هي ثقافة الوهابية التي تهتم بالبدن وتقدس المظهر مثل اللحية والنقاب والحجاب والسواك والجلباب على حساب النفس وهي الجوهر.