قال المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر أمس إن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تهدد مجددا باستخدام القوة ضد القوات المسلحة السورية بحجة أنها تستعد لاستخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين.
وتعتقد وسائل الإعلام الأمريكية أنه يمكن تحذير البيت الأبيض إلى الرئيس السوري بشار الأسد على عدم جواز استخدام الأسلحة الكيميائية أن يكون مؤشرا لاستعدادات واشنطن لقصف محتمل على الأراضي السورية الواقعة تحت سيطرة الحكومة.
ومن الجدير بالذكر أن ظهر بيان الإدارة الأمريكية على خلفية انتصارات كبيرة للجيش السوري الذي مؤخرا هاجم ناجحا على عدة الاتجاهات الاستراتيجية بمساعدة الحلفاء. وعلى المدى القصير يمكن الحكومة السورية استعادة السيطرة على الضفة اليمنى لنهر الفرات وحقول النفط والغاز في تدمر وفك الحصار عن مدينة دير الزور التي تعتبر مركزا صناعيا كبيرا.
ومن الواضح أن الولايات المتحدة لم ترضى عن نجاحات الجيش السوري في أعماله لاستعادة الوحدة الترابية للبلاد ومحاربة الإرهاب. وبالإضافة إلى ذلك إن واشنطن تحاول الضغط على إيران منافستها الجيوسياسية في الشرق الأوسط والمنافسة الاقتصادية في الاسواق العالمية للغاز الطبيعي. وفي هذا الصدد تسعى الولايات المتحدة لتوسيع مناطق نفوذها في سورية بكل الوسائل المتوفرة وتستخدم لذلك القوات الخاصة والجماعات المسلحة التي تسيطر واشنطن عليها.
من ناحية أخرى تحاول الحكومة الأمريكية ابتزاز الرئيس السوري بشار الأسد على الرغم من عدم وجود أدلة على تورطه في الحوادث الماضية المتعلقة باستخدام الأسلحة الكيميائية أو عدم وجود أية معطيات مؤكدة لتحضير الهجوم الكيميائي الجديد ضد المدنيين من الجيش السوري.
ذكرت وسائل الإعلام العالمية 4 أبريل عن الحادث باستخدام المواد السامة في خان شيخون في محافظة إدلب. وفي 7 أبريل قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب توجيه الضربة بالصواريخ المجنحة “توماهوك” على مطار الشعيرات على الرغم من أنه كان يعلم أن الحكومة السورية لم تستخدم الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين.
ومن الواضح أن المسرحية في خان شيخون التي نُظمت بدعم من قبل تنظيم “القبعات البيضاء” أجبرت دونالد ترامب على عمل عدواني ضد دولة ذات سيادة. وإذا أعلنت الولايات المتحدة عن الهجوم المحتمل بالأسلحة الكيماوية فالمخابرات الامريكية على ما يبدو لديهم معلومات عن الاستفزاز المخطط من قبل الجماعات المسلحة المدعومة ومختلف المنظمات غير الحكومية أيضا. وبالطبع لا تتورط الحكومة السورية في هذه الأعمال الاستفزازية.