23 ديسمبر، 2024 6:06 ص

الوقوف … أمام المحكمة … العليا …من سينقذهم..غداً ؟

الوقوف … أمام المحكمة … العليا …من سينقذهم..غداً ؟

الحاكمون للوطن العراقي اليوم بالرئاسات الثلاث أستهتروا برسالات السماء وحكم الانبياء والصالحين..وحقوق الأوطان والأنسان ..فحولوا الأديان والانسان الى لهوٍ ولعب ٍ يوهمون به من يحكمون..فأبتدعوا نظريات الخوف وأهل العرفان التي يعلون بها على الاخرين..لذا قالوا ان من حقنا ان نستأثر بالسلطة والمال العام دون مسئولية القانون ..ونسوا الامة والمجتمع وحقهم في مسئولية الحكم..وفصلوا التصور الديني على ما قاله بحار الانوار ومسلم والبخاري ..وولاية الفقية المُخدِرة وبنظرية المهدي المنتظر..
من هنا راحوا يعبثون بالوطن ويصادرون الحريات ويسرقون الأموال .. ومناهج الدراسة لصالحهم ..حتى غلفوا الفكر بالخرافات والاساطير .. تؤيدهم جحافل المنتفعين حتى ألبسوا المرأة البرقع المتخلف، والشاب باللحية السوداء الكريهة ..وأباحوا الأنتحار.. ولا يبالون بمن ينتحر..شابا او كهلاً ..قاضياً أم جاهلاً ..اما اولادهم فهناك في أستكهولم ولندن وبرلين يعبثون بالمال والأنسان بلا رقيب ولا حسيب..وهم اربع رواتب باطلة يقبضون ..والشعب جائع والبطالة سائدة ولا يبالون..فهل سيصحى العراقيون من غفلتهم على حكامهم يوماً ….قبل ان يجتاحهم الطوفان ؟
وحين أراهم يتصرفون أعود بما ذهب اليه المؤرخ الروماني توكيديد الذي قال: انه لاجديد في حوادث التاريخ..فالسلطة هي الاساس عند الظالمين لا المحتاجين.. هي كلمه استخدمها الاباطرة تشبه دائرة شريرة لا يزال البشر يطوفون فيها مغلفة باساطير الدين..حتى أردشير بن بابك ملك الفرس ومؤسس دولة آل ساسان كرر الفكرة وحذر الملوك من بعده بالأغترار بالدنيا والجاه والسلطان..حين أكد ان الزمان لاجديد فيه الا التغيير..فهل يصحوا اصحاب عقيدة البقاء الخالد على ما قاله الحكماءوالمؤرخون..بعدان أدخل الدين الصحيح على الفكر العربي.. عمقاً بالغاً تجاهله الفقهاء..وهي نظرية لكم دينكم ولي دين كما جاءت في سورة”الكافرون”.”
وهكذا عندما يتحدث رجال الدين اليوم عن يوم القيامة والحساب نسوا ان على كل واحد منهم ان يستعد للوقوف في قاعة محكمة الله ويجيب على الاسئلة الموجهة اليه..غداً قبل الأخرين.. وخاصةً الاحزاب الاسلامية الفاسدة – حزب الدعوة والحزب الاسلامي مثالاً- ومرجعيات الدين وممثليهم ومن يقلدهم ويتبعهم في اصول النواهي والاحكام التي أخلت بشروط حكم الأنسان خارج الحق والقانون..وسكتت على المسئولين خلافا لنظرية الاستقامة في التطبيق ..ان كانوا يعتقدون بكتب السماء..والدين – وانا أشك- بهم وبما يعتقدون..؟
لاشك أن الكل سيقف في هذه المحكمة الربانية العادلة – ان هم حقاً يعتقدون- وهم ليسوا بحاجة الى محامي يدافع عنهم..لان الخصم والمحامي والقاضي سيكون هو الله ..لذا عليهم ان يتهيئوا لهذه المحاكمة العادلة التي سيدخلونها وهم مطمئني القلب بعدالتها.لا شك ان الكثير من الناس وخاصة أولياء الأمور(الحكام) سيدخلون قاعة المحكمة بدون استعداد لها .. لأنهم تنكروا لمبادئها وقوانينها كما قال المؤرخون..وسيواجهون فضائحهم بأدلة ثابتة ارتكبوها مخالفة … لقانون الله والدين..
أدخل سيدي المتهم المحكمة بدون محامي.. ولكن كن مستعدا لها..أكيد ستَسئل من هو القاضي ؟ وما هي الجريمة التي سأحاكم عليها..هنا يجب عليك ان تستحضر التاريخ الذي مكثت به سنين دون مبالاة لقانون العدل والحق .. فسيجيبك القدر أنها محكمة الله التي لا تفرق بين البشر في اللون والجنس والدين لا كما تعتقدون..ولا في محكمة قاضي القضاة..التي تعودت عليها بالأباطيل ؟لا تصدقهم أخي المواطن كلهم من جماعة حماية نوفل العاقوب المتمرد على السلطة تحت عباءة المتنفذين..والا اين القانون..؟
أدخل المحكمة مطمئنا فالقاضي كان وما يزال عادلا ..لا خصما للمتهم..لا بل رحيما لا قاسيا على البشر..وحتى تنجو من المحاكمة والعقوبة عليك ان تكون صادقاً فقط..لكن من منكم سيكون صادقاً منهم .. لا أحد؟ فالقاضي يعرف كل صغيرة وكبيرة عنك فلا اعذار ولا تبريرات لانك ستواجه بالحقيقة “الحجة بالدليل”..ان وعد الله حق وهو المنزه عن النواقص والأدران .. وظلم الناس..لذا فان القول تجاهك – ولا نقول ضدك- سيكون قصده ثابت …لا تفكر برشوة للقاضي كما تعودت ،لأن الله هو آله الجميع وخلق الناس من اجل ان يؤدوا الحق دون ظلم او اجحاف فهو ليس بحاجة الى معونة أحد…من الباطلين..
ثق ايها المتهم..ان المحكمة ستكون خالية من عناصر الفساد او ممن سكنوا القصور وتحصنوا فيها في جادرية الكرادة او قصر السلام او عموم المنطقة الخضراء…والتي قد تفكر انت بها أو تعودت عليها ..فهذه المحكمة خالية منهم بالمطلق..فلا تتحجج بالافضال التي عملتها او برشوة لها..فالقاضي لا يأخذ بها الا ما طابقت الاحكام قضية العدالة الربانية التي وعدك بها الرحمن.
أعلم اخي المتهم ان الله يحب البشر كل البشر دون تمييز.. لكن يُغضبه الباطل ويريحه العدل ..ولم يحاكم احد الا بعد ان قدم له الوصايا العشر”151-153 من سورة الانعام ” التي انزلها في كل الديانات وان اختلفت صيغها في كتب السماء..وتقف العدالة في المقدمة..لكن عليك ان تفهم ان المحبة والغضب سيان عند الله كل منهما له تقييم..لذا فهو حيادي النزعة لا منتقما من المتهمين.
هنا الدرس الاول المقدم من المحكمة لمن يتبوأ منصة الحُكم ..هي الحيادية التامة دون انحياز..فالحاكم رغم ثبوت التهمة على المتهم لكنه .. قدر .. لا هَمَ له الا التخفيف عن الانسان.. لسبب او لأخر املا بالعودة للصراط المستقيم قبل يوم صور الحساب..هنا في محكمة الله جعلت التوبة والغفران مادة اساسية في التطبيق..بعدها ستجد نفسك انت مذنبا فلا بد من مراجعة النفس في التحقيق..وهذا ما يريده الله منك قبل يوم الحساب..
أي الاعتراف.لكن هذا ليس بالضرورة ان يكون يوم القيامة..
التُهم في المحاكم المدنية كثيرة ومعقدة ..والاثبات لها يحتاج الى اثبات قطعي الدلالة لاصدار الحكم ..فاذا ثبت الجرم امام القاضي يسهل على المرأ فهمها او تجاوزها بطريقة ما ..كما نرى اليوم كيف ان الخونة والسراق والزناة يفلتون من العقاب بقانون العفو العام الباطل الذي اصدره مجلس النواب اللا منتخب واللامؤتمن على الحق والقانون…ولكن محكمة الله غاية في الدقة والخطورة رغم كونها واضحة المعالم مقنِعة الدلالة وهي أنك “ان أخطأت فمرده الى الله .. معصية من معاصي اشكال الوصايا العشر..القتل،الزنى ،السرقة ،الخيانة ، ظلم الناس…خيانة الأوطان.. الرغبة الخارقة في الحصول على حقوق الاخرين ظلماً ..وفي دفاعك لا تنطق بأسم الرب باطلا ..لأن الله هو الحق..فأنك حتما ستكون مذنبا امام الله ؟ لكن الحاكم الآله الواحد لن يسألك ابدا عن الواجبات الأخرى التي أبتلينا بها من رجال الدين ..فأنت مُخير فيها “لكم دينكم ولي دين”..نص مكين لم يفهمه المسلم الى اليوم..
هنا في محكمة الله أعلى درجات التقييم لأثبات الحق دون ان تدخله عاطفة او رحمة لا يستحقها ..موزونة بميزان الذهب الدقيق..لذا عليك ان لا ترتكب خطيئة الغضب تجاه الاخر البريء..ولا تعتدي على احد بمنطق القوة والسلطان.. ولكن عليك ان تَكن مستسلماً لله..وان لا تتنكر او تسكت على باطل تسئل عنه فالقاضي امامه الاثبات –لا كما يعتمون على كل باطل اليوم امام الناس – كما في سياسة التغليس.. وخاصة الاعتداء على الاخرين ..لأن الله لا يحب المعتدين ،البقرة 190..والأكثر أهمية ان لا تَخُن الوطن فهو مُلك الجميع..ان الله لا يحب الخائنين،الأنفال 58 ..لم أقرأ توبيخا ألهيا في كتب السماء والتاريخ الا في حالة الخيانة الوطنية حتى الأنبياء والبشرلم يُعفوا منها..أنظر الآية 43،120 من سورة التوبة).
اذا تذكرت ان محكمة الله العادلة تعلم عنك كل شيء ..ثق انك ستبتعد عن كل باطل ولا تقبل كل خيانة….أفي الكون أحسن وأنقى ..واعدل من هذه المحكمة وقاضيها..؟
والحِكمة من فكرة المقالة هو انك حتماً لو ارتكبت جرما دنيويا ستحاكم عليه وستحاول ان تجد المبررات القانونية للخلاص منه- كما في القضاء المزيف في غالبيته المنحاز للسلطة اليوم- لكن عليك ان تعلم انك ستواجه محكمة اخرى لا دليل عندك عن نكران الذنب فيها.. وسوف لن يكون لديك مجالا لعقد صفقة او اتفاقية بين المحامي والقاضي ..لان المحكمة الربانية ستضعك امام الحقيقة التي لا مناصَ من انكارها او تبريرها..هنا فالانسان ان نجى من محكمة الدنيا ..سيواجه محكمة الله غداً..
ماذا سيقولون غداً من قتلوا الناس ..وغيبوا الناس ..واكلوا حقوق الناس..وانتهكوا اعراض الناس ..وفرقوا بين الناس..لابل من خانوا الله والوطن والناس..بدون وجه حق؟ ماذا سيقولون في قاعة محكمة الله غدا..هل ينكرون ..وهم مصورون عند الله يوم الحساب..؟ هؤلاء الذين مزقوا الشعب..وباعوا ارض وموارد الوطن وقبضوا الثمن..ماذا سيقولون ..؟ من اقسموا بالوصايا العشر كذبا وزورا امام الظالم الغريب بحق الوطن حتى اسقطوه وما زالوا يطأطأون رؤوسهم العفنة وينزعون حتى أربطتهم أمام الغاصبين الأخرين ..وما دروا انهم اسقطوا قيمهم وشرفهم وكل ما يملكون..؟
هل ينكرون..وهم الذين لا زالوا يؤججون الفتن بين الناس باسم العداء بين الحسين ويزيد ..وجيش الحسين وجيش يزيد..وهم يعلمون ان الحسين وجماعته الكريمة طالبت بالحق والعدل وليس جيشا يقاتل يزيد وجيش يزيد..قال الحسين (ع):”
والله ما جئت أقاتل يزيد على الخلافة..انما جئت أقاتل ظلم يزيد على الناس.”لأن الحسين لا يرغب بتولي مسئولية وطن وهو ليس بأمكانه ادارة دولة.. وهو لم يتدرب عليها … الناطقون بأسمه كما يدعون هم اليوم يظلمون اكثر من ظلم يزيد …بعد ان فشلوا في ادارة دولة لأنهم لم يتدربون على ادارتها..وكل من يعتقد ان ظلم الناس ممكن ان يكون بلا قانون ..عليه ان يبتعد عن الصالحين من أهل البيت الميامين – هُم براء منهم الى يوم الدين-…بهذه العقليات للأحزاب الأسلامية الخائنة للمبادىء والدين والسارقة لاموال الناس والمعتدية عليهم ..والمغيبة للمواطن في سجونهم السرية تاركين الذراري بلا معيل ..والشباب يولغ في المخدرات والانتحار وهم يعلمون ان من اوجدها .. يحكمون اليوم في دولة العراقيين..
لكنهم يصرون ويريدون حكم الوطن متغافلين بما امرهم الله بالعدل بين المواطنين “أعدلوا ولو كان ذا قربى..”..لا.. الوطن ليس ملكا لهم ولأولادهم النزق ولامثالهم من نفايات التاريخ..لكن العتب على امريكا التي جاءت بهم والتي يعادونها اليوم ..ومن حقهم معاداتها فالظالم والخائن لا يعترف بفضل الاخرين عليه..وعلى كل من يصفق لهم اليوم من كذابين الزفة وضعاف النفوس والطامعين في الجاه والسلطة واموال المواطنين ..من اصحاب القلم والاخرين ..هم في معاييرواحدة ..
يُعدون .
تلك هي ارادة الله التي اودعها الناس وطالبهم بالألتزام بها قبل تأدية الفروض التي يتبجحون بها زوراً..فالوصايا يجب ان تدخل المنهج الدراسي ليتعلمها الطالب منذ الصغر لتُحفر في فكره كالنقش في الحجر ..لا ان يتعلموا من فقهاء المساجد الذين لا يؤمنون بالانسان والدين الا الثرثرة والألاعيب..وهم أمعات للحاكمين في كيفية التزييف..والا كيف ساندت وتساند ولاية الفقيه الفاسدين..والخارجين على القانون من امثال الاحزاب الاسلامية ومليشياتها الباطلة وغيرهم كثير.. ؟ فهل يتعظ من خان الوطن وسرق المال العام..واعتدى على الناس وفرق بينهم باسم الدين يتساوى مع المخلصين…؟
ان من قَبل الباطل بلا سبب او مبرر..ويدعي حكم الدين ..فهو واهم ..لأن مبادىء الدين تتناقض مع الخطأ في التطبيق..فأي دين هذا الذي يعبدون..؟ وانت اخي المسلم تعبدُ ما لا يعبدون… واي تشريع يطبقون..وأي محكمة عليا واي قضاء يتبعون ؟..
أين المدعي العام واين القضاة واين النزاهة ومفوضية الأنتخابات الذين اقسموا اليمين على حفظ الحقوق والدين …واين اعضاء البرلمان المنتخب – كما يدعون- من حفظ الشريعة والتشريع ؟ أنهم اول من الخارجين على القانون وحانثي اليمين..ومن سيقفون امام الله بلا حجج يدافعون بها امام الله القدير فلا حج ولا عمرة ينفعون.. لذا هؤلاء هم الذين سيحاسبون..ومصيرهم الى هلاك أكيد في الدنيا قبل اخرة الربانيين..؟
انظر اخي المواطن فالتاريخ سجل لنا في كتبه كل اسماء الخائنين الذين محقهم الله وجعلهم كثمودا فما أبقى في العالمين..
فهل يتعضون…؟