18 ديسمبر، 2024 9:56 م

الوقاية خير من العلاج يا كورونا!!

الوقاية خير من العلاج يا كورونا!!

الدول الحصيفة النابهة الحريصة على مقامها ومواطنيها تتخذ إجراءات وقائية صارمة لمواجهة التحديات ومنها الأوبئة , وأثناء ذلك تنطلق آليات الرعب والهلع والخوف لترافق الوقاية من أي داء.
وهذه ظاهرة سلوكية تشترك فيها البشرية جمعاء , وتدعو للحيرة والعجب!!
فلماذا يخشى الناس الوقاية ويذعنون للداء والوباء؟!!

المجتمعات المتقدمة إتخذت إجراءات إحترازية شديدة , لكن الناس خيم عليها الخوف والهلع , وإندفعت تكنز ما تستطيعه من الطعام والشراب , وغير ذلك من المفردات التي تمليها عليها المخاوف والتوجسات.

فهل أن التوقي من طبع البشر؟

لا يبدو الجواب سهلا , لأن أي دعوة للإحتراز وتجنب المؤذيات ووسائل العدوى , لا تأتي بنتائج كبيرة كما نتصور , ولهذا فأن العديد من الأمراض السارية والمعدية مقيمة في المجتمعات البشرية ومستوطنة فيها عبر الأجيال.

ولي زميل أصابه ما أصابه من التدخين ولا يزال مصرا على تواصله , وقد واجهني أحدهم هذه الأيام وأنا أحدثه عن ضرورة الإلتزام بسلوكيات الوقاية من فايروس كورونا , فقال: أنا لا أهتم بذلك ليحصل الذي يحصل!!

فالبشر ربما عنده ميل نحو تسويغ ما يقوم به وفقا لقدراته على وضع المتنافرات في وعاء واحد , وتعزيز ما يقوم به بآلية ذهنية تجعله رغم تقاطعه مع ما يراه , على أنه عمل مقبول وصحيح.

وهذا السلوك ينطبق على الحالات الأخرى التي تتسبب بتداعيات قاسية في المجتمعات , مما يعني أن البشر يميل إلى إستحضار السيئات , وينأى بسلوكه عن الطيبات , فهو الساعي للتعبير عن تجبره وتكبره وطغيانه وأنانيته وفحشه.

وعليه فأن الدعوات الجادة والواضحة للوقاية من الوباء قد ترافقت مع هلع شديد ومخاوف متنامية , سينجم عنها أضرار فادحة , وستساهم في صعوبة الحد من إنتشار الفايروس!!

فهل لنا أن نؤمن بأن الوقاية خير من العلاج؟!!