9 أبريل، 2024 6:08 م
Search
Close this search box.

الوعي وليد الواقع

Facebook
Twitter
LinkedIn

إن تشخيص اﻷسباب الحقيقية الواقعية لكل مشكلة يلعب دورا رئيسيا في تمهيد الطريق الى وضع الحلول الناجعة..
وهذا التشخيص الحقيقي هو القوام اﻷساسي للوعي..
فالوعي لابد أن يستمد وجوده من الواقع وبخلاف ذلك فسوف تحل محله اﻷوهام..

وعلى هذا اﻷساس نشأت علوم إنسانية عريقة أهتمت أهتماما كبيرا بهذه المسألة.. ويتصدر تلك العلوم اﻹنسانية الفلسفة والمنطق..
فالفلسفة اﻹيجابية أهتمت بالواقع كثيرا وآمنت بأن اليقين هو الطريق الموصل إليه…

أما المنطق العقلي(اﻷرسطي) فقد تكفل بيان القواعد العامة التي ينبغي مراعاتها عند التفكير أو اﻷستنتاج لكي يكون صحيحا وواقعيا…

وهنا تكمن المشكلة ، أعني التفكير واﻷستنتاج ، ﻷنه ليس بالضرورة أن يكون التفكير معصوما عن الخطأ ، بل هو كثيرا ما يتورط في اﻷخطاء واﻷوهام!!

إن التفكير البشري يشبه عملية البناء ، فإن عملية البناء تحتاج الى (شاقول) البناء لكي يكون البناء مستقيما…
وكذا اﻷمر بالنسبة للتفكير فإنه يحتاج الى المنطق أي يحتاج الى القواعد العامة التي تضمن له صحة التفكير..

إن الفلاسفة كان همهم اﻷكبر هو التعرف على العلل اﻷولى للكون ثم بعد ذلك صار أهتمامهم يشمل معرفة أسباب جميع اﻷشياء التي تحوطهم في الكون وهذا اﻷمر واضح فيما يصطلح عليه قديما بالحكمة التي كانت تهتم بالإلهيات والرياضيات والطبيعيات واﻷخلاق…

إن فلسفة الشئ تعني معرفة سببه وغايته، ولابد للإنسان أن يعتمد على البرهان كي يصل الى معرفة الحقيقة…
ﻷن البرهان هو علة اليقين، واليقين هو الطريق الذي يكشف لنا الحقيقة والواقع..
فالبرهان هو اليقين بثبوت شئ لشئ عن طريقة معرفة العلة في ثبوته له..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب