لا يختلف إثنان على إن شخصية السيد محمد باقر الحكيم قدس سره، تتسم بالوعي العميق لمجمل الحالة الإسلامية ومحبط بكثير من التحديات التي تواجه الأمة.
فهو لم يك سطحياً في يومٍ ما في تفاعله مع المسائل سواء تلك التي نخص الشأن الإسلامي العام او تلك التي لها علاقة بالبعد الوطني وما كان يعانيه الشعب العراقي.
لقد كان يرى في السطحية خطراص يواجه الوعي الإسلامي ويحول دون دقة فهم الإمور.
تسببت سطحية الفهم وعلى مر التاريخ بأن يدفع المسلمون الثمن باهظاً، كون الإلتزام بنتائجها يعتبر تحدٍ لحملة الهم الحقيقي للقضية.
يحدثنا التاريخ عن شواهد مريرة تعاملت بفهم سيء مناف للحالة التي ينبغي ان يكون عليها التصور الحقيقي للفهم الإسلامي الصحيح..
((كالخوارج الذين لم يفهموا من الإسلام سوى القشور وتمسكوا بنتائج فهمهم السطحي ليقولوا لمدينة العلم. ..لا حكم إلا لله. …بعد أن خطؤوه في فهمه للموقف السياسي الصحيح.
أبتليت الامة الإسلامية ببعض الكتاب والباحثين ممن يحسبون على الحالة الاسلامية، فهؤلاء آلوا على انفسهم إلا ان يكونوا سطحيون في إدراكهك للواقع التي تمر به الأمة.
إن قراءة الشخص لثلاث أو أربع صحف أو خمس مجلدات ومقدارا من الكتب العلمية أو استماعه لبعض التحليلات من الإذاعة وما أشبه ذلك، لا تسيغ له تصورالآخرين وكأنهم ممن عاش القرون الوسطىن فيما يرى نفسه مواكبأً لعصر الحداثة وهو المتنور فيما يتهم الآخرين بالجمود.
فالسطحية تتجلى بعدة ِصور منها ما يشكل خطراً جسيماً على الحركة الفكرية والثقافية كونه نتاج لتصورات خاطئة وتحليلات بحاجة لمزيد من الوعي.
أمام تلك الحالة يجد المتصدي نفسَه مطالباً بوضع معالجات سريعة ومدروسة يرافقها جهد إستثنائي لتطوير الوسائل الدفاعية وتنمية قدراتهاأكثر من غيرها خصوصاً تلك التي تكون على تماس بمراكز الإشعاع الفكري الثقافي الأصيل.
فالسيد الحكيم يرى ذلك من الأمور الملحة التي تقع على عاتق المتصدين لكنه يضع لها شروط ربما لانجد تركيزاً عليها في بقية المؤسسات الثقافية التي لا تنسجم فكريا مع تتبناه المؤسسة التي خرجت أمثال السيد الحكيم حيث يؤكد على:
(توخي الحذر الشديد والدقة العالية على مستوى التعامل مع التطور الذي قد يؤدي إلى الضياع والوقوع في منزلقات وانحرافات وفوضى خصوصا عندما تكون الحالة استثنائية كي لا نضيع في متاهاتها التي مر بها المجتمع الإسلامي بكل أطيافه وعلى كل المستويات المعرفية والثقافية كونه أصبح وجها لوجه أمام الحضارة الغربية بكل قدراتها وامكانانها وان عوامل معينة فيقع في المطبات والاشكالات.