22 ديسمبر، 2024 6:59 م

الوعود الأمريكية تضع الأكراد في الزاوية

الوعود الأمريكية تضع الأكراد في الزاوية

أثناء الأزمة السورية قد استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية جميع الاساليب والوسائل لإسقاط نظام بشار الأسد غير مرغوب فيه. منذ بداية الأحداث بسوريا قدمت واشنطن الدعم العسكري والمالي الضخم المعارضة السورية المعتدلة ولكن عندما فشلت ميليشيات المعارضة في الارتقاء إلى مستوى التوقعات بها الولايات المتحدة ركز البيت الأبيض إهتمامه على الأكراد بسببها القوة الاقليمية التي يمكن اعتماد عليها.

بعد حصول على دعم واشنطن رفض الجماعات الكردية المفاوضات مع بشار الأسد وبدأت في تنسيق جميع عملياتها فقط مع الولايات المتحدة التي تستخدم فصائل كردية كالقوة الرئيسية في محاربة الدولة الاسلامية. وفي مقابل ولائها، كانت قوات سوريا الديمقراطية تأمل في تحقيق حملها تحت حماية الولايات المتحدة في إقامة الدولة الذاتية في مناطق سوريا الشمالية. نتيجةً لمساعدة من قبل البيت الأبيض نجح الأكراد في محاربتهم تنظيم داعش وسيطرت على الأراضي السورية الواسعة وشكل فيها الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا وبدأوا التعاون مع بعض البلدان الغربية والمنظمات الدولية.

في عام 2018 أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أن الانتصار النهائية على تنظيم داعش في سوريا وبدأ انسحاب القوات الأمريكية من سوريا باقيا القسم الصغير من أجل حماية حقول النفط من الهجمات الارهابية المحتملة.

ومع ذلك لم يكن توازن القوة هذا مناسباً لتركيا كحليف الولايات المتحدة في تحالف شمال الأطلسي. بدورها، تعبر أنقرة حذب العمال كردستاني وجميع الفصائل الكردية الموجودة في سوريا منظمات إرهابية ونفذت عدة العمليات القتالية بهدف الحفاظ على الاستقرار والأمن بالقرب من حدودها الجنوبية.

نتيجة عملياتي “غصن الزيتون” و”نبع السلام” تركيا والمجموعات المسلحة المدعومة منها أجبرت الأكراد للانسحاب من مقاطعة عفرين ومناطق شمالية في محافظتي الرقة والحسكة. وجدير بالذكر أنها قررت السلطات الأمريكية أن تجنب المواجهة مع تركيا كحليفها في ناتو وتركت قوات سوريا الديمقراطية تحت رحمة القدر.

وحتى الآن تقوم قوات سوريا الديمقراطية بتنفيذ المهام التي حددها البيت الأبيض وتلقي دعمًا بسيطاً بدلاً من ذلك. وفي ظل الظروف الحالية، فإن وضعهم لا يُحسد عليه لأن ليس فقط تركيا، ولكن أيضًا ممثلي القبائل العربية المحلية غير الراضية عن أفعالهم تهدف إلى تدميرهم، وحقيقة غياب المساعدات العسكرية الأساسية من الولايات المتحدة لا يؤدي إلا إلى تفاقم هذا الوضع.

بالاعتماد على “حليف” غير موثوق به مثل واشنطن، وضع الأكراد أنفسهم في الزاوية ويجب عليهم حماية أراضيهم من القوات التركية ووكلائهم من ناحية والحفاظ على سلطتهم على السكان العرب الذين يعيشون في مناطق يسيطرون عليها من ناحية أخرى. وحتى الآن تمكنوا من ارتكاب عمليات تحويل وهجمات إرهابية ضد القوات التركية بهدف إضعاف نفوذها في سوريا. لكن هل سيتمكنون من مواصلة هذه المواجهة المسلحة؟ من الواضح تمامًا أن الولايات المتحدة لن تدخل في صراع مباشر مع تركيا من أجل مصير الشعب الكردي، مع الأخذ في الاعتبار أن مثل هذه الأعمال يمكن أن تؤدي إلى إنهاء المزيد من الشراكة العسكرية.