18 ديسمبر، 2024 11:24 م

إذا كان لا بد للسلوك البشري من السقوط في أوعية الطائفية , فمن الأصلح لأي مجتمع أن تكون طائفية وطنية , بمعنى أن إنتماءه الوطني هو التوصيف , فيقول أنا وطني طائفي , والوطن كالبستان فيه أنواع الأشجار المثمرة التي يسقيها منبع واحد.
نعم إن الوطن طائفتنا.
وعلينا أن نعبر عن هذه الطائفية بصدق وإخلاص , عندها سنكون سعداء , فما يخل بطائفيتنا وينال منها يدمر وجودنا الوطني , فأي طائفة مهما كانت وإدّعت وتوهمت لا قيمة لها ولا أثر , إن لم تكن ولادتها من رحم الوطن.
فالطائفة الوطنية هي الأرقى والأقوى والأقدر على تحقيق الآمال والطموحات الجماهيرية , والسير بالبلاد إلى مدارات العلاء والرقاء , والتفاعل الإيجابي مع عناصر المحيط , وما يستجد فيه من الأحداث والتطورات.
فالقوة الوطنية بحاجة لطائفة وطنية , وسميها ما شئت , فهي المعبرة عن التفاعل الجمعي للمواطنين , والتي تجمعهم نحو هدف واضح , ورؤية صريحة تؤمّن مصالحهم وتحقق تطلعاتهم , وبواسطتها تتجسد هويتهم ويشاركون في بناء الحاضر والمستقبل.
فالحديث عن الطائفية يجب أن يقرن بالوطن , والمعنى تجسيد للوطنية , وإيمان بالوطن المصان بمواطنيه , والمؤكد لوجوده المتميز ومنطلقات كينونته الساطعة.
إن القوى المعادية لأي وطن تتخذ من الطائفية السلبية وسيلة لإمتهانه وتدميره وإستلاب طموحات أجياله , والإستحواذ على ثرواته , فما تسمى بالطائفية المعمول بها , عدوانية وآلية لتفريغ الأوطان من طاقاتها وثرواتها , والنيل من قدراتها العقلية والفكرية والثقافية , إنها عامل ضعف وهوان , وليست قوة وسيادة وإمكان , إنها وسيلة شديدة التطلع نحو سفك الدماء وإرساء سلوكيات المحق والإجتثاث , والإنقضاض على كل عامر وجميل.
إنها ليست طائفية كما تعرفها مجتمعات الدنيا , وتعيش بها ومعها بعد أن وضعتها في وعائها الوطني الصالح لنمائها وتعاضدها مع الطاقات الإيجابية.
فكونوا طوائف وطنية معبرة عن الأطياف لا منطلقات للتداعيات والإضطرابات.
وأعزاء بوطنكم لا أدلاء للطامع به