الأوطان تشيدها الإرادات الوطنية , ويعزها ويطورها الوطنيون من أبنائها الغيارى عليها.
فلا توجد أوطان تعزز مصالحها قوى في بلدان غيرها , فالدول ديدنها مصالحها , ولا تعنيها مصالح غيرها إلا بمدى تعلقها بمصالحها.
فلماذا يظن التابعون بأن أسيادهم أحرض منهم على الوطن الذي يخدمونهم فيه؟
الإنتماء أما للوطن أو لأعدائه!!
فأما أن يكون الإنسان مع وطنه أو ضده , ولا خيار وسط عنده!!
ففي أي طرف يوضع التابعون؟
مع الوطن أم ضده؟
من الأفضل لهم أن يعيشوا في البلد الذي يمتثلون لأوامره , ويدينون بالولاء لأصحابه , وعندها سيستيقظون ويدركون أن قيمتهم الحقيقية تتجسد بالإنتماء لوطنهم لا لغيره من البلدان.
من الأجدر على التابعين أن يذهبوا للمعايشة في البلد الذي أوهموهم بأنه يستحق التبعية والولاء , وبعدها عليهم أن يقرروا إتجاهات ولائهم.
فالتابعون مغفلون , ومروَّضون , ومبرمجون بأدمغة تم غسيلها بمطهرات عاطفية وإنفعالية مركزة عطلت عقولهم , وأذهبت بصائرهم وحولتهم إلى دمى متحركة عن بعد.
فعليهم مراجعة مواقفهم وتقييم سلوكهم , والنظر بوعي وإدراك وتفهم لحاضرهم ومستقبلهم.
فالأوطان بمواطنيها , وأنى يكونوا تكون , وكيفما يشاؤون تشاء وتتجسد , وتلك حقائق راسخة في مسيرات الأجيال عبر العصور.
فهل من يقظة يا أيها الساهون؟!!