18 ديسمبر، 2024 8:24 م

فكرة الوطن القائد , تغيب عن النظام السياسي المتأخر , وتتغلب عليه فكرة الحزب والشخص القائد , مما يتسبب بتداعيات قاسية وإنهيارات مدمرة.

ذلك أن الأوطان يتم إقرانها بالكرسي , بمعنى يكون نسبها للحزب والشخص والفئة , مما يحقق أفدح الأضرار بها.

فعندما يكون غير الوطن هو القائد , يتحول الوطن إلى تابع , وحالما يسقط المتبوع يسقط الوطن معه.

حصل ذلك في العراق وليبيا وسوريا واليمن ودول أخرى قلبت معادلة التفاعل ما بين الوطن والمواطنين , فبدلا من أن يكون الوطن هو القائد , صارت الحالة معكوسة.

وهذا يمكن تشبيهه , بأن الشجرة تقود البستان , أو البستان يقود الأرض المزروعة , بينما الواقع الموضوعي والبديهي , أن لا حياة للشجرة والبستان من غير التراب والماء والهواء , فلو إنتفى الوعاء الذي هي فيه , تفقد وجودها وتموت.

وكذلك الحال بالنسبة للأوطان وما فيها!!

والقرق بين الدول المتأخرة ودول العالم , أن الأخيرة تحقق آلية الوطن القائد , والأولى ترسخ آلية الكرسي القائد.

وهذه معضلة حضارية أدت إلى تداعيات متفاقمة على مدى أكثر من قرن.

فالدول المتقدمة أوطانها تقود , والمتأخرة أفرادها وأحزابها تقود.

ومعنى الوطن القائد , أن تكون مصالحه وسيادته وأمنه وسلامته من الأولويات , وأن تقرن جميع المساعي والنشاطات بتعزيز قوته وإسعاد إنسانه , وإطلاق الطاقات الإيجابية الكفيلة بتطوير قدراته وآليات تواصل أجياله وبناء حاضره ومستقبله.

وعندما يكون الوطن قائدا , تتحقق السعادة والبهجة في ربوعه , وبعكسها يصاب بمقتل يتسبب له بسوء المصير!!

فهل سنتعلم مهارات الوطن القائد , فالحياة بإنتماء ما في الوطن إليه؟!!