19 ديسمبر، 2024 9:56 ص

الوطن الخراب في بيئة الاعراب

الوطن الخراب في بيئة الاعراب

من حروب الشمال مع اكراد العراق اواسط القرن الماضي,وقصور النهاية للتصفيات الجسدية لجلاوزة البعث,مرورا بحرب الثمان سنوات مع الجارة ايران1980-1988,الى حرب احتلال الكويت 1990-1991,ومجازر انتفاضة 15شعبان, ومعسكر الذبح الشيعي في الرضوانية,والحصار الاقتصادي الداخلي المفروض على الشعب من قبل نظام صدام البائد,وانطلاقة شرارة الشيطان, الارهاب البعثي السني الوهابي السلفي التكفيري الداخلي والخارجي بعد عام 2003 ,وحتى يومنا هذا,ومجازر سبايكر ,وسجن بادوش ,وتهجير المسيح والايزيديين,والصقلاوية ,وابادة القرى التركمانية الشيعية,كلها وليدة الثقافة القومية البدوية المشوهة,خرجت من رقعة جغرافية محددة(الانباروتكريت والموصل وسامراء واجزاء من بغداد وديالى),الاعراب السنة,لايمكننا ان نقول ان عرب المنطقة الغربية ارهابيون او متعاطفين معه,فنقول كل عشيرة مشكوك بأصولها العربية يمكن ان تكون قد تنجست بنجاسة خيانة الوطن والدين بتحالفها مع الارهاب,

عذرا شرفاء المناطق الغربية,

ولكن هذه هي الحقيقة,مؤلمة نعم ولكن اسمعوا لقول الله عز وجل “قال يانوح انه ليس من اهلك انه عمل غير صالح”سورة هود اية 46,

ليس في نيتنا ان ننطلق في التحليل السياسي والاجتماعي والاثني من الدوافع الشخصية,ولكن الضمير وحده يتكلم اليكم وعنكم,كما يتكلم عن ابناء الوطن الاخرين ,بغض النظر عن انتماءهم او عرقهم او طائفتهم,ان ارضكم اخرجت لنا ابشع الاشخاص واقبحهم فعلا على وجه المعمور ,ممن نزعت عنه الادمية البشرية,فتحول الى وحش بربري فاق وحشية

الحيوانات المفترسة,ولانعلم هل هي البيئة القبلية العشائرية الخراب او المذهب الوهابي الذي اخترق مناطقكم بسرعة الريح,وقد تعبنا من المجاملات والتبريرات الاخلاقية الاخوية الوطنية-الارهاب لايميز بين العراقيين-الارهاب دخيل علينا-العشائر السنية جميعها تقاتل داعش-الاهالي ليس لهم دخل بالارهاب-الشركاء في الوطن ابرياء من الارهاب,والحقيقة كما قلنا عكس ذلك تماما,مناطق مشوهة بالارهاب منذ نظام البعث المنحل,

اذن بعد كل هذا التاريخ المر المليئ بدماء الابرياء ,اصبح لزاما علين ان نحدد مسار العلاقات التاريخية المتشنجة بيننا منذ العهد العثماني,لكم مناطقكم ولنا الجنوب وبغداد وسامراء,نعيش سوية في وطن واحد, لكن لكل منا حدوده الخاصة في دولة الاقاليم الاربعة الدستورية(الشمال الكردي-الغربي العربي السني-الوسط بغداد وسامراء وبعض الاقضية القريبة منها -واقليم الجنوب والوسط الادنى),بعد ان يأخذ القانون والقضاء مجراه في من تسبب بمقتل الالاف من ابناء شعبنا ,لاسيما جرائم الابادة المنفذة بحقد ضد اتباع مذهب ال بيت ع الرسول محمد ص,لكي تبرد جمار الالم والحرقة لذوي الضحايا اصحاب الحق العام والخاص بعد ان وثقتم مشاهد الغدر والخيانة بقتل الاسرى الابرياء العزل, التي خرجت من مضايف القبائل النورية الغجرية,واحيلكم ومن على شاكلتكم الى المؤسسة البريطانية للاعلام البي بي سي حول تقريرها الوثائقي عن عشيرة صدام الغجرية, التي استوطنت تكريت بدايات القرن الماضي,

فما تفعله داعش والمتحالفين معها ,لايمكن ان نجد له في ثقافتنا العربية الاسلامية القديمة والحديثة اية اسس او قواعد, اللهم الا الافعال الخسيسة التي حصلت في العهد الاموي والعباسي وهي ابعد بكثير عن افعال هؤلاء الاوباش.

ان الاستعمار اذا خرج من ارضا غاضبا مهزوما خربها,وترك اثاره السيئة فيها,مافعله بريمر والمخابرات والسفارة الامريكية بغداد قبل تسليم السيادة ,كان بداية الانهيار ,لانه وضع لعبة قذرة على طاولة التخريب فقبل بها الجميع,وهي حكومة المحاصصة والتوافق,لكن خطورة اللعبة لاتكمن فقط في وضع اسس حكومة الطوائف والاعراق والموافقة عليها في مجلس الحكم ,انما في السماح لمن جلس على هذه الطاولة الوسخة بترسيخ مبدأ التوزيع الحكومي وتشريع القوانين الخاصة باحزاب وكتل المنطقة الخضراء فقط,

فسرعان ماتحولت الامور الى تخريب مباشر لكل مؤسسات الدولة ودوائرها,

فصدام الذي نتهمه بالطائفية لم يكن يتبع هذا الاسلوب الوقح في توزيع الوظائف الحكومية العادية العامة(معلم –طبيب- شرطي –جندي-عامل-مهندس ,الخ.),

لكن صار في العهد الديمقراطي العضو او (عضوة) البرلمان يأتي الى محافظتها حاملة معها حصة التعيينات لشرطي او جندي او حماية شخصية,بحيث تحسب وفقا لنسبة الاصوات في القوائم لقوانين الانتخابات البرلمانية المفصلة على مقاساتهم,

وقد حذرنا من هذه الانحرافات الخطيرة,وقلنا ان العراق دولة من ورق,(وادعوا السيد المالكي وجميع السياسيين وابناء الشعب العراقي في البحث عن المقالات الكثيرة التي حذرت فيها وعلى مدى سنوات من خطورة الانهيار الكامل للتجربة الديمقراطية الحديثة),

ولكن كيف يمكن للشعب المغلوب على امره (لاسباب كثيرة من البيئة والتأثير الديني والقبلي او العشائري) ان يوقف تلك المهازل,وهو يعيد انتخاب رئيس وزرائه بقوة,بعد كل الدماء التي سالت في عهده في

شوارع بغداد وبقية المناطق,مع اتساع دائرة وحجم الفساد الهائل في حكومته,وانهيارالفرق ووحدات من الجيش العراقي, الذي يقول في احدى لقاءاته الاعلامية ان قواتي الامنية عاجزة عن اعتقال شخص متنفذ في المنطقة الخضراء,

الا بعد ارسال قوة امنية قادها ابنه,صحيح ان المالكي لايتحمل جميع الاخطاء ,لانها حكومة توافق والاخطاء تتحملها جميع الكتل ,وخصوصا الشيعية منها,لانها تمثل الاغلبية السياسية والسكانية في العراق,

لكنه امتنع عن الاصغاء لمايقوله المثقفين والمخلصين والمهنين والسياسيين المبعدين من ابناء الشعب,لقد اثبتت النتائج والتجارب والاحداث الاخيرة ان قوات الحشد الشعبي التي اسسها بعض الافراد والشخصيات الدينية في العراق, اكثر قوة من الجيش الذي ادار قيادته لمدة ثمان سنوات,ان فشل المالكي والشيعة في تأسيس جيش مهني وطني قوي غير مجرى الاحداث العالمية,واسقط او احرج محور المقاومة للنظام العالمي الجديد(روسيا الصين ايران وسوريا),واعاد احياء مشروع الهيمنة الدولية في المنطقة,كما احياه صدام سابقا عندما اعلن من الكويت عام 1990 نهاية الحرب الباردة,

فهل اتعظ المالكي او من جاء بعده ,العبادي وحواريهم حواشي المكتب السياسي والحزبي والحكومي,فحكومة تعال انت خذ هذه الوزارة,وانت لك هذه السفارة والادارة والجهاز الامني,وانت لك هذه الفرقة العسكرية,وهكذا لبقية الكتل وقياداتها,

التي لم تستحي او تخاف لا من الله ولا من رسوله ,ولم تعر اية اهمية لا لمرجعية النجف ,ولا للشعب ,ولا حتى من انفسها,باعتمادها على مجموعة من الاشخاص تدور بيهم من وزارة الى اخر,وكأنها بقالية او وكالة شخصية,لايمكن ان يكتب لها البقاء او الاستمرار,

ان بناء الدول الخارجة من الكوارث ,المنخورة بالخراب والدمارالشامل,لاتتم بهذه الطريقة المتخلفة البائسة,التي يسميها العامة طريقة “الزعاطيط” يعني الاطفال او الاولاد الصغار,انما هي تحولات وتغيرات وقفزات ابداعية تقوم بها مجموعة من النخب المفكرة والمثقفة والمتشبعة بثقافة الاستيعاب الكامل للمسار السياسي التاريخي المحلي والاقليمي والدولي,يستمد قوته من التراث والبيئة والثقافة السياسية الواعية,يفهم ما يدور حوله من تأثيرات وخطط سياسية دولية,ليس كما فعل صاحبنا عندما قالوا له سنحارب داعش,فقام بأيقاف القصف الجوي فأباد قواته العسكرية المحاصرة في ساحة المعركة,وارسل لهم الجعفري ليقول لهم في بلاد نجد والحجاز ,لقد نسينا افعالكم الارهابية الشنيعة, التي قتلت وجرحت وهجرت اكثر من مليونين مواطن عراقي وسوري….

اخيرا نود ان نذكر حقيقة مهمة هي ان شيعة العراق بقوا مصرين متمسكين الى اخر نفس بمسارهم السياسي الوطني المحب والمؤيد لبقاء العراق موحدا,وان من ساهم باشاعة ثقافة التقسيم هم غالبية ابناء المنطقة الغربية,الذين تسيرهم اجندات من يعتقدون انهم قادتهم من اصحاب حقائب بيع الضمائر ,من متسكعي الشوارع , وفنادق المخابرات الدولية والاقليمية والعربية العميلة في تركيا وبعض دول الخليج العربي,وليعلموا ان صحرائهم القاحلة ستجعلهم اكثر بداوة من ذي قبل,وهم الخاسرون من كل مايجري من احداث,فشهدائنا في الجنة انشاء الله واهلهم يسيرون بكرامة بيننا مرفوعي الرأس,وقتلاهم في النار وذويهم مطأطئي الرؤوس اذلاء الى يوم يبعثون..

أحدث المقالات

أحدث المقالات