7 أبريل، 2024 11:21 م
Search
Close this search box.

الوطن أم العشيرة ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

المراقب للوضع السياسي العراقي بعد تغيير عام (2003 ) يلاحظ أن التجربة السياسية الديمقراطية عجزت عن تقديم نموذجا سياسيا تجاوز دائرة الطائفة والعشيرة إلى دائرة الوطن ولعل شماعة الإرادات والأجندات العابرة للحدود التي يتكأ عليها السياسيين لتبرير عجزهم في عدم مغادرتهم دوائرهم الضيقة (الطائفة والعشيرة) والانطلاق إلى فضاء الوطن على الرغم من عمر العملية السياسية الذي تجاوز عقده الأول لم تعد وجبة مستساغه  يهضمها أبناء الشعب العراقي وقد يقول قائل أذن لماذا تتفاعل الطائفة والعشيرة مع الأحداث بسرعة ؟ ونقول نعم فغياب النموذج السياسي الذي يصهر الامة ويذهب بها إلى حدود الوطن يجبر الفرد بخيار المضطر  ليلوذ بالطائفة والعشيرة، والغريب إننا نلاحظ أن الوعي الشعبي العراقي مثل رقيا سياسيا كبيرا في الكثير من محطات تخلف بعض السياسيين وإرهاصتهم ومراهقتهم التي تكاد تفصم عرى الوطن وتذهب به إلى المجهول لا سامح الله ! أن إصرار السياسيين على إقحام العشيرة والطائفة السلبي في مماحكاتهم السياسية يمثل نسفاً لتأريخهم السياسي فالسياسة تمنحك الفرصة لان تكون أو لا تكون والتاريخ الحديث له شواهد وخيار السياسة يعني حمل هموم الأخر الذي يشترك معك بالإنسانية بغض النظر عن مسمياته فكثير منا يعرف (جيفارا ) والقليل يعرف جذوره الدينية والاجتماعية كون شعاره (أينما يوجد الظلم تجدني ) فاختصر حدود الجغرافيا وطوى المسافات فارتفع إلى فضاء الإنسانية بشعاره! ( عبد الكريم قاسم ) الزعيم الذي تربع على عرش قلوب العراقيين ولم تستطيع جميع أدوات البعث من تشويه وتغييب صورته من ذاكرة العراقيين على مدى أربعين عام لازال العراقيين يحفظون سلوكه السياسي ويتغنون به واجزم أن القليل منهم  يعرف أصوله العشائرية! الحقيقة أن الانتخابات البرلمانية السابقة شكلت ارتياحا نسبيا في أوساط النخبة برغم المنقصات التي رافقتها بيد أنها خففت الصبغة الطائفية بسبب شكل وطبيعة القوى السياسية التي خاضت الانتخابات حيث ضمت سياسيين من توجهات مختلفة مثل نقطة الشروع إلى فضاء الوطن سرعان ما نغص السياسيين ذلك الارتياح بأزماتهم التي لم تتوقف منذ تشكيل الحكومة  وآخرها أزمة وزير المالية (رافع العيساوي) على خلفية قضائية و الذي نقلها إلى حيث دائرة جذوره الطائفية والعشائرية  ثم تضيق الدائرة فيغادر دائرة الطائفة إلى دائرة العشيرة بعد ردود الأفعال والاستنكار من قبل صوت العقل في طائفته حيث مثل الاعتداء على نائب رئيس الوزراء صالح المطلك ومحاولة اغتياله عندما ذهب إلى (الانبار) لتهدئة الأمور رصاصة الرحمة على الطائفة !والسؤال هو من الأولى في سلم أولويات سياسيينا الوطن أم العشيرة ؟ اعتقد أن الإجابة ستحدد مصير العراق ! .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب