22 ديسمبر، 2024 2:34 م

يُعرف مصطلح الوطني حسب موقع ويكيبيديا هو شخصٌ يحب بلده، ويدعم سلطته ويصون مصالحه. وإذا عرفنا أن حب الوطن من الايمان قول صادق تركه الرسول الكريم في الاثر لنا لنعتز بأوطاننا ونتعلق بحب ترابها ونرعى مصالحها، فهل ياترى نجد هذا الحب وهذا الدعم والذود عن مصالح الوطن في أدبيات أو أفعال حزب البارتي أو كتلة التيارالصدري أو جماعة الحلبوسي وخميس الخنجراليوم حينما قرروا تعليق حضورهم جلسة البرلمان المخصصة لاختيار رئيس الجمهورية في السابع من شباط وبعد أن بلغت التوقيتات الدستورية أمدها؟!
هذا التساؤل يتجلى من خلال ما نجده من عدم الإكتراث في احترام التوقيتات الدستورية والتي يترتب عليها ويترابط معها وضع ميزانية للبلد حيث مصالح الناس لابد أن تصان وتحترم وهناك ايضا سمعة البلد تتحدد بمدى احترام أهله وخاصة سياسيه للقانون الذي شاركوا هم أنفسهم بوضع مواده. نتذكر جميعنا قلة احترام المجرم الدكتاتور صدام للقانون الذي طالما وصفه ب”جرة قلم”، وهذا الوصف القاصر والجاهل للقانون يعطي السياسي فرصة للتأمل بما عليه فعله إتجاه البلد من جدية التعامل مع الزمن في إطار احترام القانون الذي فيه احتراما للعدالة الانسانية قبل ان يكون احترام البلد وصيانة مصالحه الوطنية العليا. يبقى الوطن شامخا بمحبة وإخلاص أهله مهما اشتدت المحن وعصفت المصاعب. وكلما تكاتفت ايادي المخلصين رعاية لمصالح الوطن وليس لمصالحهم الشخصية وانانيتهم الحقيرة، كلما علا شأن الوطن وصعب على اعداءه اختراق حصنه الامين . نعلم يقينا أن حب الوطن كلمة عظيمة بالمعنى والادراك، لا يتأتى فهمها لدى الذين انغمسوا في شهواتهم وملذاتهم الدنيوية والذين ليس لهم القدرة على التحكم في عصبياتهم القومية أو الفئؤية أو الطائفية أو الذين يحملون الحقد والضغينة على ابناء وطنهم لمجرد انهم يريدون التفرد بالاستحواذ على القرار وشعارهم ليذهب الوطن الى الجحيم اذا ما وصلت الى هدفي وغايتي. التجارب الانسانية عديدة في الصراع على السلطة، والتأريخ ينقل لنا صورا يمكن لأي انسان واع ومدرك أن يأخذ العبر منها، ويقيمها، ليصل إلى قناعة تامة بأن الوطن يبقى والمصالح الضيقة تذهب مع اصحاب المشاريع العميلة والنوايا الدنيئة وبلا رجعة. لك الله ياعراق.