22 ديسمبر، 2024 1:16 م

الوطنيه العراقيه ونبذ العنصرية والطائفية

الوطنيه العراقيه ونبذ العنصرية والطائفية

يواجه العراق تحديات مستقبليه خطيرة تتطلب مراجعة جديه للمسيرة المخيبة لامـال العراقيين منذ عام 2003 ولغاية اليوم تميزت بالفشل المريع على كافة الاصعدة وتكللت تلك الازمات بما حصل عفب استفتاء رئيس اقليم كردستان ليس في محافظات الاقليم الثلاثة فحسب بل تجاوز دون اساس منطقي ليشمل المناطق المسماة ب”المتنازع عليها” رغم النصائح التي وجهت له اقليميا ودوليا بخطآ التوقيت ورغم مناشدات الحكومه الاتحادية بالغاءه ولقد صاحبت الاستفتاء مظاهر عنصرية مؤسفة اثارت شعورا بالاستفزاز لدي بقية العراقيين وحصلت بعض الاعمال الاستفزازية للمحيط كرفع اعلام اسرائلية وحرق العلم العراقي او تمزيقه دون ان تصدر تصريحات كرديه تشجب تلك الاعمال الغوغائيه كما اصبح معلوما الان وجود جماعات كرديه من جماهير الاتحاد الوطني الكردستاني وعدد من المثقفين الاكراد الذين ادركوا منذ البدايه خطأ هذا التوقيت وبدأ الحديث الاكثر صراحة الان كون السبب الحقبقي كان للتغطيه على الازمه الداخليه للحزب الحاكم فب الاقليم وخلافاته مع الاحزاب الكردستانيه الاخرى وتعطيل رئيس الاقليم لبرلمان كردستان لاكثر من سنتين.
توجد الان سـوق رائجـة للاصوات الاعلاميه النشاز التي تحرض على العنصريه والطائفية وكراهية وتتصاعد هذه الاصوات وقت الازمـات كما يحصل الان في الوقت الذي اكثر ما نحتاج له هو صوت العقل والحرص على المصلحه الوطنية وتعزيز التآخي بين العرب والكرد لمنع تصعيد الازمة الى مراحل خطيرة تزيد من التدخل الخارجي الذي لن يكون لمصلحة العراق . ان على العراقيين جميعا ان يقدروا عاليا موقف تلك القوى الكردية التي جنبت العراق وكركوك نزاع مسلح جيد بين ابناء العراق الواحد لم يكن ليستفيد منه غير الجماعات المتعصبة بين الشيعة والكرد .
لقد اصبحت قضية الدستور عكازة يستخدمها كل طرف بانتقائيه فالكل يعرف ان اطراف المحاصصة الثلاث وبشكل خاص الطرف الشيعي والكردي قد فصلوا الدستور وفق ما يشتهون وهو مليء بالالغام التي يمكن ان تنفجر في كل لحظة اما انتهاكات الدستور وتجاهل بنوده فيتم من كافة الاطراف دون استثاء ولكنني لا اعتقد ان بامكان القيادة الكردية ان تتملص من مسئوليتها في دعم الاتجاه الطائفي والمحاصصة البغيضة ودعم حكومة المالكي لدورتين دون الاستماع الى النداءات الوطنية المخلصة الداعية لهم الى الاصطفاف مع مطاليب الشعب في اقامة حكم ديمقراطي حقيقي يلبي تطلعات وحاجات جميع العراقيين وفق ميدأ المواطنة .
لفد اوصلت السياسة الخاطئة والقصيرة النظر للقيادة الكردية التي استغفلت شعبها الى طريق مسدود وخيبة امـل كبيرة وينبغي ان تتحمل مسئوليتها بشجاعة والمفروض على شعب كردستان وخاصة الفئات المثقفة الواعية منه ان تطالب بكشف الحساب والشفافية ونوفير الاجوبة عن مصير اموال صادرات نفط كردستان ولماذا لم تستخدم تلك الاموال لدفع رواتب الا قليم والاجابة عن اتهامات الفساد وقمع الحريات وغيرها الكثير من الاسئلة ولا اعتقد بانه يمكن نكران كون اقليم كردستان كان في الحقيقة دولة قائمة فعليا عدى الاسم.
ان التوقيت الخاطيء عقب الانتصارات المشتركة على الارهاب الداعشي وقرب الخلاص من كافة تلك العصابات في وقت كان يتطلب التكاتف لاعادة اعمار المدن المهدمه وارجاع النازحين الى مناطقهم وليس العكس بخلق ازمة الاستفتاء التي جرى رفضها على جميع الاصعدة ولكن لم يتم مع الاسف الاستماع الى صوت العقل ويبدو ان قيادة الحزب الديمقراطي الكردستانب لم تستمع الى صوت العقل كما ان المطلوب توقف الاطراف الكردية اتهام بعضها البعض بالخيانة وليس معنى ذلك تبرير التدخل الاجنبي ولكن من المعروف باي طرف يستقوي كل طرف في المطلوب مصارحة الشعب الكردي بصراحة وموضوعية بالاخطاء وتحمل المسئولية.
ان الخلاص من داعش ينبغي ان يوفر فرصة لاعادة النظر بالعملية الفاشلة في الحكم الذي جرى بناؤه على اسس مذهبية وعنصرية خاطئة تميزت بالفساد والفشل على جميع الاصعدة ولكن الامل بذلك لازال ضيفا خاصة بعد ان مرر البلمان في جلسة الاثنين مفوضية غير مستقلة للانتخابات لتستمر نفس المهازل السابقة التي تستهين بارادة الشعب وتصر على مواصلة نهجها الذى اوصل البلد لكل هذا الخراب.
ان المشاكل بين المركز والاقليم لازالت قائمة ولايمكن حلها الا بالحوار وفق الدستور رغم عيوبه ونواقصه وذلك يتطلب تغليب صوت العقل وحل مشاكل القوى الكردستانيه وتوحيد خطابها بعيدا عن التعصب والمزايدات الكلاميه وعلى الحكمة الاتحادية ايضا ان تضع مصلحة العراق ووحدة اراضيه نصب عينيها مع احترام حقوق كافة مكونات الشعب العراقي من العرب والاكراد والتركمان والمسيحيين والشبك والايزيديين والصابئة على اسس المواطنة وبعيدا عن المحاصصة والمذهبيه.