الوطنية والوطن ليست شعارات يعرضها كل يوم سياسي من سياسي الحقبة الحالية وليست عبارات هامشية انما الوطنية تعني المواطنة وحال هذا السياسي الذي ينهب من أموال الشعب بدون وجه حق، ويعيش حياة المترفين المنعمين، في الوقت الذي يموت فيه الشعب من الأوضاع الاقتصادية المنهارة والأزمات الإنسانية المتلاحقة. ومع هذا فهم يهتفون ويصفقون لهذا السياسي الذي لا يشعر بأحوالهم أو أزماتهم، ووجوه القوم لا ترى فيها إلأ البؤس والحرمان والفقر، وعلى الرغم من هذا ما زالوا يصدّقون كلام هؤلاء السياسيين الذين يلعبون بألفاظ الكلام ويطلقون الشعارات الرنّانة فتعجّب أشد العجب منهم. ان من أعظم العلاقات وأجلها حب الوطن ايها السادة لكي تسمى مواطن والتي يجب أن لا يشوبها أي كره أو خيانة او فساد او سرقة أو مضرة مما يضر أمن الوطن وقيمه ومنجزاته.
كما يتوجب على المواطن أن يكون لديه مقياس لمشاعر وقيم الولاء والانتماء وعناصر ومكونات أساسية و تكتمل مكونتها حتى تتحقق المواطنة الصالحة، وهذه المكونات هي: الحقوق، والواجبات، والمشاركة المجتمعية، والقيم العامة ومعرفة الفرق بين الهوية الوطنية والمواطنة الصالحة، لأن المواطنة عبارة عن السلوكيات التي نثبت من خلال ممارست هويته ، و بتعزيز الشعور بشرف الانتماء إلى الوطن، والعمل من أجل رقيه وتقدمه، وإعداد النفس للعمل من أجل خدمته ودفع الضرر عنه، والحفاظ على مكتسباته و الاخلاص العملي في البناء والاحساس بالمسؤولية و حب الوطن انتماء فريد وإحساس راق وتضحية شريفة ووفاء كريم، فهو ليس مجرد لباس أو لهجة أو جنسية أو قانون أوعطور فواحة اجنبية و أصباغ على الوجه .
إنه أسمى من ذلك جميعاً، إنه وسام على الصدور ووشم على القلب يمكن غرس شجرة معانيه في نفوس أبنائه من خلال ربط أبناء الوطن بدينهم، وتنشئتهم على التمسك بقيمه ، والربط بينها وبين هويتهم الوطنية، وتوعيتهم بمخزون ثقافته وتاريخه وحضارته باعتباره مكوناً أساسياً له. “التَّعَلُّقُ بِالوَطَنِ وَحُبُّهُ وَالْإِخْلاَصُ لَهُ وَالتَّضْحِيَةُ مِنْ أَجْلِهِ ” بحدوده المعروفة ومقوّماته السياسيّة والاقتصاديّة والثقافيّة والدينية والقومية و شعوراً مناسباً وطبيعياً ناتجاً عن ارتباط الشّخص بالوطن الذي وُلد وعاش فيه، وشكلأً من أشكال الشكر للفوائد التي عاد بها هذا الوطن عليه كالعيش على تربته، وبين مواطنيه، وتحت القوانين الخاصّة به، بالإضافة لاعتبار الوطنيّة جزءاً مهماً من الشخصية، هو أغلى ما يملكه ، وأن مهما بذل لأجله، فلن يوفيه حقه، لانه عاش تحت ظله، وأكل من خيراته، وترعرع فوق أرضه وبين جنباته، وتوفر له بهذا الوطن الأمن والأمان، وبعد كل ذلك، فمن الذي يحق له ان يقول احب وطني . بحجم الوطن وعظمته وعشقه يكون في المقابل عطاء من قبل أبنائه ،العطاء الكبير الذي لا تحده حدود وحب الوطن والاعتزاز به يظلُّ حباًّ يغمر النفوس ويستولي على شغاف القلوب، حباًّ يجعل الوطن الأسمى والأغلى والأجدرَ بكل معاني الحب والاخلاص، حباًّ يجعل الانسان يَهِبُّ للدفاع والذود عنه بكلِّ بسالة وفخر واعتزاز إذا ما تعرض لأي نوع من الاعتداء، وهذا واجب كل إنسان يعيش على أرض الوطن وينعم بخيراته التي لا تعدُّ ولا تحصى.
يتجلى حب الوطن من خلال العطاء المخلص وبذل الجهد الأكبر في العمل الذي يؤديه المواطن والمسؤول في أيِّ موقع كان، وفي أيِّ مستوى من مستويات العمل، وانطلاقاً من أهمية العمل الذي يصبُّ أولًا وقبل كُلِّ شيءٍ في مصلحة الوطن وتقدمه وازدهاره ورخاء أبنائه ؛ فالوطن ” أولى مَن يُقدَّمُ له ويُعطى من الوقت للاعتناء به، والعمل من أجله واجبٌ حتميٌّ، ودَيْنٌ يُطَوِّق الأعناق”