الوطنية: حب الوطن
الفساد: الإضطراب والخلل , التلف والعطب , إلحاق الضرر.
فكيف يمكن الجمع بين حب الوطن وإلحاق الضرر به؟
فإلحاق الضرر تعبير عن الكراهية , لكن بعض الأوطان لديها حكومات تمعن بتحقيق الأضرار بالبلاد والعباد , وتدّعي بأنها تحب الوطن , وتسمي نفسها حكومات وطنية , وما تقوم به يعبّر عن الكراهية الشديدة للوطن.
ترى كيف يتحقق ذلك؟
لكي تجمّل الرذيلة وتشوه الفضيلة , عليك بالمتاجرين بالدين , فأنهم المؤهلون لتسويق المفاسد والرذائل , ولديهم مما يسوّغها ما لا يخطر على بال من التخريجات والتبريرات , والفتاوى الجاهزات والنائمات في بطون الكتب الخرقاء.
فعندما يتدخل المتاجرون بالدين ما بين الوطنية والفساد فأنهم يتمكنون من الجمع بينهما , وتشجيع الحكومات على العمل بموجب هذا الخلط والتذويب , الذي يساهم بتطور التجارة بالدين ويدر أموالا وغنائم وإمتيازات كبيرة عليهم.
ولا جديد في أمرهم , فهم الذين أسهموا بتوطيد أنظمة حكم جائرة على مر العصور , والبعض يسميهم ” وعاظ السلاطين” , والآخر ” فقهاء الكراسي” , وغيرها من المسميات التي تشرفوا بنيلها لجدهم وإجتهادهم في تمرير المفاسد والجور , وهدفهم جيوبهم النكراء.
ولهذا فأن المجتمعات التي تتحكم بمصيرها ما يسمى بالأحزاب الدينية , ينتشر فيها الفساد وتموت الوطنية , أو تُحارب بقوة وإصرار , لأنها لا تحقق مصالح الأدينة , بينما الفساد هو السبيل إلى المغانم العِظام , ولذلك فأنه يدوم ويتطور , والوطنية تنكمش وتذبل , بل وتصبح كالجريمة التي تًحاسب عليها قوانين الفساد الظافرة.
فتجار الدين وأحزابه يمتلكون مهارات الجمع بين المتنافرات وترويجها , بأساليب تتناسب طرديا مع ما يغنمونه من الأموال , فهذه هي تجارتهم ويجب أن تكون رابحة , فلا تعنيهم الوسيلة التي توصلهم إلى غايتهم النفعية , فلكل وسيلة ما يبررها من الفتاوى والتخريجات المذخورة في بطون “قال”!!
ووفقا لما تقدم فأن الفساد ينتصر على الوطنية في ظلال الأحزاب المؤدينة , ولا يمكن القضاء على الفساد إلا بإزاحتها عن المشهد السياسي , وهذا أصبح من رابع مستحيلات بعض المجتمعات التي أسهمت بتأسدها وسحقها للإرادة الوطنية والقانون.
ولن يُزاحوا إلا بتظافر الجهود الإقليمية والعالمية ومساندتها للشعب!!