الأزمة بين ترامب وطهران و تداعياتها على المشهد الاقتصادي في الجمهورية الاسلامية ، لم تكن سوى واحدة من سلسلة أزمات بين الولايات المتحدة من جهة والجمهورية الاسلامية من ايران من جهة اخرى … و لكوننا عراقيين فليس غريبا
ان نتابع الاخبار المحيطة بنا ونهتم بها وخصوصا ما يخص انهيار التومان او حتى الليرة التركية … و بعيدا عن العاطفة او حتى رفضنا للحصار ينبغي ان نفعل الشعور بمصلحة البلد والتي لا يختلف عليها اثنان … فانهيار التومان والليرة سينعش الدينار العراقي ويمكن ان يخفف عن عبئ الازمة الاقتصادية التي يعيشها العراق ، بمعنى ان مصائب قوم عند قوم فوائد ..
وليس عيبا ان نبحث نحن العراقيين عن مصالحنا وكذا الحال مع ايران او حتى تركيا فمن حقهما ان تبحث عن مصالحها .. بل ويمكن ان نستشهد باخر موقف مر قبل ايام وشاهدنا كيف ان الاصدقاء بطهران قطعوا خط تجهيز الطاقة الكهربائية في اول ازمة الصيف اللهب بالعراق وتزامنها مع انطلاق التظاهرات بايران ولقد برروا علنا بانهم يردون ان تخصص الطاقة لخدمة شعبهم فليس هناك اي مصلحة تتقدم على مصلحة بلدانهم وهذا من حقهم ايضا .
سادتي : العيب والغريب في العراقيين من الذين لا يبحثون عن مصلحة بلدهم ويلهثون وراء مصلحة البلدان الصديقة لهم ، فالمشهد خلال اليومين الماضيين رسم لنا تصريحات او مواقف مضحكة ، حيث انبرى عدد من القادة لتوجيه النقد لموقف الحكومة العراقي وحركوا اذنابهم تجاه تنظيم تظاهرات ضد موقف العراق من العقوبات الاقتصادية على طهران ..
وطبعا لان التنافس السياسي على أشده فقد استغلت جهات سياسية طامحة الى الظفر بالسلطة لتوجيه النقد للعبادي وموقف بغداد من اجل التقريب لطهران متناسين مصلحة البلد ..
لا نريد ان نطيل ولكن على القادة أن يعوا بان كرامتهم من كرامة العراق ، وقوتهم من قوة البلد ولا مصلحة تتقدم على مصلحة البلد ، عليهم لن ينزعو الرداء او العباءة الايرانية او حتى التركية و السعودية و يؤكدو انهم عراقيين قولا وفعلا ، فالوطنية ليست فقط شعارات وإنما تجسيد الأفعال والأقوال.. عليهم ان يتذكروا بان مواقفهم سيكتبها التاريخ لاحقا ومهما قالوا فان عقلاء البلد رفعوا القبعة لموقف حكومة العبادي النابع من الحرص على مصلحة البلد …!!