18 ديسمبر، 2024 7:18 م

الوطنية ليست حب الوطن وحب الوطن ليس هو الوطنية

الوطنية ليست حب الوطن وحب الوطن ليس هو الوطنية

للوطنية سايكولجيا خاصة ذات طعم ونكه ورائحة تختلف عن باقي الرؤى والتداعيات والافكار والاراء والمهاترات الاخرى.
ولذا اذا ابحرنا في هذا العالم المترامي الاطراف غربا وشرقا نشاهد العديد من هم وطنيين حد النخاع ولاكنهم دون وطن .كذلك نجد من هم مواطنون في وطن لكنهم لا يملكون ذرة من الوطنية او ان ولائهم الى وطن ليس لهم اصلا ولا يعيشون فيه .وهنالك اخرين من حارب وطنه لاجل الغير او تجسس لمصلحة الاخر على وطن كان يسكنه ومحسوبا علية .وهنالك كم من رحب للمستعمر من اجل ان يحتل البقعة الجغرافية التي يسكنها بكل فخر واعتزاز وهو مصفقا ومرحبا به .
ليس الوطنية ان يتباها بعض المنافقين والسراق والعملاء بانها حب الوطن لا .
وبالاحرى بعيدة كل البعد عن ذلك المفهوم
وعلية لندخل في بعض المداخل ونرى ما هي علاقة المواطن بالوطن وما هي التخيلات التي يرتئيها البعض والجلابيب التي يرتديها من اجل ان يكون هو الوطني والمدافع عن ذلك الوطن والذي يحث الاخرين للدفاع عنه ويجعل الدفاع عنه مقدسا كيف ولماذا .؟
ان الذين ينتمون الى بعض الاحزاب المتسلطة والمستفيدة من الدولة والذين يغرقون بالخيرات هم وابناءهم هؤلاء الذين يدعون ان الوطنية هي حب الوطن والدفاع عنه هو امر مقدس . لنعرف لماذا ؟!
اولا :–لأنهم حصلوا على كل مفردات الحياة دون عناء وهم الذين يامرون وينهون عن كل ما يعجبهم وهم من استحوذوا على المناصب والسيادة والخيرات في البلد دون غيرهم وهم الذين تنهى معاملاتهم في ايا من دوائر الدولة باتصال هاتفي وخلال ربع ساعة بالكثير فكيف لايعتبرون الوطنية هي حب الوطن والدفاع عنه امر مقدس .
للعلم ان هذا الكلام لا اخص فيه بلد معين بل كل بلدان العالم دون استثناء من المشرق الى المغرب ومن الشمال الى الجنوب وكل شعوب العالم قاطبتا .
ثانيا:– حين يريدون من يدافع ليس هم (اقصد المستفيدين ). بل من هو محروم من كل هذه المفردات التي يتمتعون بها . وهم فقط من يتفرج ويقيّم ويعطي من بعض الفتات الذي استولى علية وبمنة الى هؤلاء الذين يدافعون ويقتلون دفاعا عن ذلك الوطن .وهم الذين يحتسبون على الوطنيين ومن يتخلف عن الدفاع عن الوطن متخاذلا جبانا لا حياء له ليس من الوطن بشيء .
ثالثا :–هنالك من هو طائفي متطرف او عنصري متعصب ويحسب الوطنية على غرار ما يحب هو ان يدافع الاخرون .ومن يدافع في الضد منه عن طائفته او عن قوميته فهو من الخونة والعنصريين والعملاء لهذا وذاك وهو البطل الاوحد .
ولذا اريد في هذا الموضوع ارتأيت ان اثبت لكم ان الوطنية هي حب الاخر الحميم الجوار الشريك بالحياة والخدمات وليس حب الوطن .
اذا عوى ذئب بالصحراء تعوي كل الذئاب التي تسمعه.دون تردد ولا وجل وتتأهب على اهبة الاستعداد .
وأذا نبح كلب في احد الازقة سوف تنبح كل الكلاب التي تسمعه .وتبقى مشرئبة لمصدر النباح لمعرفة المصير والقرار الاخير .
وأذا صاح ديك على سطح من احد سطوح المنازل سوف تصيح كل الديكه التي تسمع صياحه دون تردد او انزعاج معلنتا انقضاء الليل والبدء بيوم اخر دون كلل .
كذلك كل الحيوانات السباع والضباع .
هذه هي الوطنية الحقيقيّة وهذا هو الدفاع عنها بأننا ها هنا (عد عيناك )امرا وطاعة .
ها هنا نعلن الولاء دون خوفا ووجل ها هنا ابناء الفصيلة الواحدة .
ليس الوطنية نخبىء رؤوسنا عندما يستصرخنا احد ابناء الشعب من جورا مر به او قتل باحدى المظاهرات او اعتقل بسبب تظاهرة من اجل الحصول على فرص العمل او من اجل الخدمات العامة .او من اجل بطش السلطة ببعض الناس لاتفه الاسباب او على رأي طرحوه .ونصم اذاننا وكأن الامر لايعنينا ونلتزم (بمبدأ شعليه ) (وانا مالي )مبدأ الجبناء .
من لم يكون مدافعا عن هؤلاء ضد الحكومات ودوائر الدولة وردائة الخدمات وسوء المعاملات في مراكز الشرطة والجوازات والجنسية والخدمات الصحية المتدنية والبشعة والتربية والتعليم الذي بدء ينهار يوما بعد اخر لابناء الفقراء والماء الضحل الذي بدا يقتل الناس والزرع على حد السواء والصناعة والزراعة التي باتت لا اثر لها يذكر وووووووالخ لم يكن يومنا مدافعا عن الوطن من الاعتداء الخارجي .
وما هو الوطن سوى قطعة ارض وبناء من الاجر والاسمنت او من الطين والقصب ليس اكثر .
ولا اريد احدا ان يتفلسف ويدعي ان الوطن هو السيادة وهو الكرامه وهو الوجود . هذه ليس الان هذه ان وجدت مع احترامي لك ايها العزيز .
وهذه ايضا موجودة لكن ليس للجميع فقط للمتنفذين والمتسلطين الذين سيعترضون على هذا الموضوع .
نعم انت اين ما ولدت انت ابن ذلك الوطن واين ما استقرت بك الحياة انت ابن تلك البقعة التي اعتمدت الاستقرار بها وهذا مبدأ متعارف علية في كل دول العالم الغربي والشرق المتحضر اين يولد المولود هو ابن ذلك البلد وفي بعض الدول من يولد على متن الطائرة الفلانية يستحق جنسية ذلك البلد والنموذج الحي على ذلك ان اغلب الساسة العراقيين متمسكين بجناسيهم الاوربية والاخرى المساوية لها ومستعدين لفصخ الجنسية العراقية ولكن (بعد ان تنتهي عملية السطو المسلح على خزينة العراق الحبيب )فالجميع يلتحق بالعائلة الكريمة له اينما تكون مستقرة ومتنعمة ويودعنا دون رجعة (يعني يا غريب اذكر هلك ).
اذا ماهو الجديد بل كلنا بالاصل جئنا من الجزيرة العربية ولسنا عراقيين اصلا الا القليل بل اكثر العرب في البلدان العربية وخصوصا المغرب العربي .القصد هنا ان .
الوطنية هي ان تكون مؤيدا ومؤازرا ومدافعا مستميت عن ابناء الوطن ضد الحكومة التعسفية اولا.
وان تحب لاخيك ما تحب لنفسك وان تدافع عنه بغض النظر عن طائفيته او عرقه او مذهبه او دينه .
ثم ان تكون محاربا همام ضد التفرقة والتخاذل والعمالة للدول الاقليمية ضد شعبك .
عندما اجتاحتنا امريكا والدول المتحالفة معها لم نكن محاربين لها ومتصدين رغم اننا نعلم علم اليقين انها دولة محتلة لا بل مدمرة لبلدنا واقتصادنا وحتى شرفنا الذي انتهك في السجون والمعتقلات في الرجال قبل النساء الطامى الكبرى واسراب النساء التي اغتصبت وقتلت بدم بارد ونحن نتفرج جميعا لا احد يستطيع ان ينكر ذلك . لماذا ؟
الجواب هو ليس لدينا وطنية وليس في داخلنا حب الواحد للاخر ولحد هذا التاريخ ولا مودة ولا تعاطف بعضنا على الاخر .
فكيف يريد شخصا منا ان نكون وطنيين . ونحن نبغض بعضنا البعض لحد الثمالة سنة وشيعة وكرد وعرب ومسلمين ومسيحيين . وكل من يدعي غير ذلك فهو منافق والله على ما اقوله شهيد . وعلية!
ندافع عن من.
ومن يستحق الدفاع بأن ندافع عنه ونحن لانملك شبر في هذا الوطن ولا وظيفة ولاعقار ولا حتى خدمات .مجزية لمقيم في بلد الغرب ليس لابن البلد نفسه .
خدمات لللاجئين في دول الكفر . او للكلاب في تلك الدول للفئران والجرذان .
اذا هنا الدفاع اصبح عن المناصب والمذاهب والاحزاب والاعراق والاديان والمناطق والمنافع والاطيان والقبائل وليس عن الوطن .
ولذا اصبحت الوطنية ليس حب الوطن بل حب واحدة من تلك .

وعلية فالشعارات الرنانة والاقاويل الكاذبة ما هي الا دفع الشباب المراهق للذود بالدفاع عن وطن لا ناقة له فيه ولا جمل وعندما يقتل من اجله يسمى شهيد الوطن ويمنح قطعة ارض وفي مكان بور بمساحة 200 متر مقابل حياته .
هذه هي الوطنية الذي يجنيها ابن البلد من ذلك الوطن ليس أللا .
وهذه الوطنية التي يدعيها المنتفعين بالوطن .
مع اعتذاري للقارىء الكريم