19 ديسمبر، 2024 12:06 ص

الوطنية المهزومة والتبعية المشؤومة!!

الوطنية المهزومة والتبعية المشؤومة!!

الوطنية تحولت إلى قطرة سراب في رمضاء الوجود العربي , وما عاد لها قيمة ومعنى ودور في حياة المجتمع , قد يقول قائل ماهذا الإفتراء والإعتداء على الوجود العربي , لكن الواقع السلوكي يؤكد ذلك ويدعمه بالأدلة والبراهين والتفاعلات المتكررة والمتراكمة.
فأين الوطنية فيما يجري في العديد من الدول العربية , أنظروا العراق وسوريا وليبيا واليمن ودول أخرى بقربها وحولها وابحثوا عن الوطنية في السلوك والتفاعل , فهل ستجدونها , أم أن السائد هو التبعية.
فالمجتمع العربي في العديد من دوله قد تحول إلى فئات وأحزاب ومجاميع تدين بإرادة الآخر وتترجم تطلعاته وتحقق مصالحه ولا تعنيها مصالح الوطن.
فالأحزاب العربية في معظمها تابعة , أما الأحزاب الدينية فجميعها منطوية تحت ألوية قوى خارجية.
وفي الواقع المريض تتأكد إرادة الطامعين بالثروات والقدرات العربية وتتطور إلى درجة غريبة , تتصف بإستخدام أبناء المجتمع لتدميره وإختراقه والتمكن من الحياة فيه ومصادرته بالكامل.
وهذا السلوك أسهم بقوة بتمييع وتغييب وضياع الوطنية , وتعزيز وتقوية وتسويغ التبعية وإعتبارها سلوكا مقبولا وشائعا , مما ترتب عليه إهمال واضح للكتابات الوطنية , وفقدان شديد لرغبة الكلام بمفردات وطنيية وعبارات ذات قيمة تحفيزية وحماسية , وتخندقَ أبناء المجتمع في كينونات صندوقية مغلقة مؤهلة للتصادم والإحتكاك والإلتهاب.
وهذا الحال المرير وفر الفرص الثمينة للمفترسين والساعين للإستعباد والإمتلاك والمصادرة.
وهكذا فالسلوك الفاعل يحدوه نداء , إتبع وإقبع , وتلك مصيبة أمة في ذات أمة , تتمزق هويتها , وينهال عليها أبناؤها بأسلحة تبعيتهم , فيمزقونها إربا إربا!!
فهل إنتصرت التبعية على الوطنية؟!!